عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2011, 11:58 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






الشاعرالإيطالي دانتي والإسلام:


من الواضح جداً أن الكوميديا الإلهية التي كتبها الشاعر الإيطالي دانتي تجد لها جذور راسخة في الأدب العربي، وخاصة في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، فقد عاش دانتي في القرن الثالث عشر ميلادي، في وقت وصلت فيه الثقافة العربية قمة مجدها، فقد كان أمام الأوروبيين في ذلك الوقت العديد من الإمكانيات والكتب العربية وكان التأثير العربي عبر الأندلس قد اخترق افكار ولغة الأوروبيين شعراً ونثراً وعلماً، ولهذا فإنه ليس غريباً أن يكون دانتي مطلعاً تماماً على الفلسفة العربية، حيث تدل أعماله الأدبية "convivo" والكوميديا الإلهية على ذلك، كما اعترف بأنه مدين في أعماله الأدبية إلى كثير من الفلاسفة العرب أمثال الكندي والفارابي وابن سينا والفرجاني وابن العربي وغيرهم، وبواسطة العرب تعرف على الفلسفة الأفلاطونية الإغريقية، وقد يرى المرء أن كوميدية دانتي هي جواباً على الإسلام، جواباً على الثقافة الإسلامية التي وجدت قيمتها في إسبانيا وجنوب إيطاليا، حيث تشكلت اللغة العربية كلغة قومية من القرآن الكريم، وقد أوضح دانتي في " De vulgari eloquentia" بأنه يرغب بكتابة عمل شعري كبير ليقوي اللغة الإيطالية القومية التي يجب أن تبني الأساس المعرفي والأخلاقي والديني لدولة إيطالية قومية، وكان القرآن النموذج الذي احتدى به، وخاصةً ما جاء فيه حول صعود النبي إلى السماء وبالتالي شابه ذلك الصعود بصعود دانتي المسيحي الحاج إلى الجنة، ولكنه أي دانتي وضع تصوره في أن المسيحية تتفوق في المصطلحات الدينوية على تلك التي كانت مستعملة في الأدب العربي الإسلامي وكان موضوع الكوميديا المركزي هو "الثالوث" المسيحي، أي مفهوم مختلف عن الإسلام.


فالحاج دانتي ومعه القارئ يصعدون بمقاييس الجحيم الأخلاقية والفهمية من النار إلى الجنة ليبرهن الثالوث بواسطة طريقة وصوله للكمال الذاتي عن طريق فهم القوانين الإلهية للعالم خطوة خطوة، وصوله إلى عالم المعرفة، يعني إلى الجنة، الجنة الأرضية التي تختلف عن الجنة في القرآن، فجنة القرآن تظهر حسب فهمه في نهاية مسرحيته الكوميدية فوق النار، كوهم، وكمعارضة جدلية، أما الجنة الحقيقية فتتشكل في كوميدية دانتي كعملية بواستطها يفهم الإنسان القوانين الإلهية كعلم، بواسطة هذه العملية يبرهن الإنسان إلتمام الفكر الإنساني مع ترتيب الخلق الإلهي، فدانتي أراد من قصيدته برهان الثالوث.




كما أراد الرد على أفكار الصوفيين والفلاسفة العرب أمثال ابن حزم وابن العربي، هؤلاء الفلاسفة العرب بحثوا توصلوا إلى الله بواسطة التأمل والتفكير، ودانتي اعتقد بأن الإنسان يتوصل إلى رؤيا النور الإلهي عندما يعيش نفسه المعرفة العلمية (التي قد تكون هذه المعرفة مبنية على خطأ).



في الكوميديا الإلهية، حيث وضع حجر الأساس للنهضة الذهبية الأوروبية أبعد دانتي نبي الإسلام محمد في دائرة الجحيم التاسعة، وذلك ليس لأن الشاعر المسيحي اعتبر النبي مهرطقاً، وخارجاً عن العقيدة الدينية، بل لأنه رأى في الحركة الدينية "المحمدية" بالمنشقة، كما وضع دانتي العالم والفيلسوف المسلم ابن سينا، بجانب افلاطون، وسقراط، وصلاح الدين، القائد المسلم الذي أعاد بيت المقدس عام 1187 في غرفة الإنتظار أمام الجحيم.




منشورة في الشعر الإيطالي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)