في الجب
عين تفارق دمعها ودماء
ويد على خد الجراح دواء
وفؤادي المفطور نصف خريطة
تجري على أوراقها الأسماء
وأنا أسير هناك لا مستقبلا
قدري، ولكن فاتني الإصغاء
في مجمع فإذا الحواجز عثرة
وإذا وراء صراخهم أشياء
مرفوعة نحو السماء عيونهم
وأكفهم تحت السماء سماء
جمع تراتيل البقاء دموعهم
أدب وصمت صراخهم حسناء
كالسحر إو كالشعر أو كحبيبتي
كالموت حين يمسه الشهداء
* * *
لا تسألي أماه عني إنني
في الجب وحدي يحتمي بي الماء
والعابرون على دمي مقدورهم
أن لا ترى بيداءهم بيداء
ليل وصت الذئب والشهب الحزيــ
ــــنة والرؤى والماء والجوزاء
لبست ثياب البؤس تحت سمائهم
أسطورتي في البرد فهي شتاء
لو كنت أملك غير ليلي صاحبا
لو كان لي تحت الرداء رداء
لو أن في الجب العميق مساحة
للحزن في أرجائها أصداء
لتغيرت قصص السماء،
لما دخلت السجن ظلما،
لاختفى الأعداء
* * *
لا تسألي أماه عني فالسماء صديقتي
والبحر والصحراء
وأنا هنا في الجب تؤنس وحدتي الــــ
ــــرؤيا ويرقد في يدي الشعراء
متحجر، لا شيئ يرقص فوق ظهري
لا الرمال تدوسني، لا الماء