عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2013, 03:54 PM
المشاركة 22
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
11- فيلا الندى

دلفت ديان من باب فيلا كتبعليها فيلا الندى ..ثمة حفلة صاخبة الليلة ..انه عيد ميلاد ندى الليثى
العشرون..هى تعرف مسبقاً...كان الباب مفتوح على مصرعيه لدخول الضيوف ..يقفبجانبه
حارس عجوز هتف فى فرح

ست داليا ..حمد الله على السلامة

تجاهلته ديان حتى لا تثير شكوكه.. لاشك انالشبه بهذه الداليا شديد..تبغى القاء نظرة لا اكثر و
ربما حالفها الحظ وتحلتبشئ من الشجاعة وعرفتهم بنفسها ..هذه الشجاعة التى لم تواتها منذ
عشرسنوات جاءت اليهم بقلب مكسور ورحلت بقلب اشد انكسارا اما اليوم فقلبهامجبور على
الدخول لحياتهم ..ليس هناك انكسار فى حياتها بل سوء حظ واختيارلأن كان به شئ من العاطفة
وهى لم تأتى اليهم تحمل شيئاً منها بل قلب اسودسواد الليل الحقود

فى هذا المكان يسكن شخصان احالا حياتهاجحيماً..احدهم سرق احلام حياتها منذ سنوات بعيدة
والاخر سرق احلام فرحهامنذ سنوات قليلة..احمد الليثى وداليا الليثى ترى من تكرهيه اكثر ديان
همستلنفسها وهى تتكئ على الجدار ترقب الحفل الذى اقتصر فقط على عدة فتيات..شعرتفى
مكانها انها منبوذة ليس من الان بل منذ ولادتها..لم تشارك يوماً تلكالضحكات..لم تتذوق فى عيد
ميلادها العشرين طعم الحلوى ولم تحصل على هدية اىهدية تافهه..كانت تلتهم الحضور بنظرتها
التهاماً وقد دمعت عيناها بحرقةوتوقف فى محيط عينيها مما اعطاها لمعة مخيفة تراقصت فيهما
اضواء الشموع وهميطفئون تورتة عيد الميلاد..كان بداخلها تنيناً غاضب ينفث النار بتؤدة
فيحترق صدرها احتراقاً.
كم تمنت لو أن معها ذاك الكلاشينكوف الذىحملته إبان خدمتها فى جيش الدفاع لتفرغهم فيهن
جميعاً..اسعدتها الفكرةوابهجها منظر الدماء فى مخيلتها فاستعادت روحها وعزيمتها على
الانتقام ..اخذت طبق من الحلوى وبعض العصير وجلست فى ركن هادئ تأكل بتلذذ وترتشف
العصير ببطء


داليا..اخترقت تلك الصرخة الممزوجة بالفرعأذنها وفتاة بثوب دانتيل ابيض مكلل ببتلات الورود
الحمراء تقترب منها وفىيدها كاس من العصير ..انكسر الكوب عند قدمى ديان والفتاة تهز
شعرها الاسودالطويل الناعم فى غير تصديق

من أنت

ثم تحدق اليها فى ذهول تشبيهن داليا كثيرا ..لكن لست داليا

نهضت ديان فى لحظة وهى تواجه ندى بقوامها الممشوق وخزتها فى صدرها رياح حقود وهى
تحسد جسد اختها الجميل وبشرتها الخمرية

قالت فى بساطة

داليا قريبتى

هزت ندى رأسها فى استغراب فيما معناه فنحن ايضاً اقارب ولم ارك فى حياتى قبلا
-
ديان انا قريبة لكم من امريكا ..اعتذر عن اقتحامى للحفل هكذا لكنى ابحث عن عائلتى منذ فترة
بعيدة
-
عائلتك ..تمتمت ندى بذهول وقد تجمعت رفيقاتها يثرثن بهمس عن تلك الزائرة الغريبةالتى ظنت
ندى بداية انها داليا ابنة عمها مضيفة الطيران التى تسافر دوماً

اغتاظت ديان من النظرات الفضولية فهمت بالرحيلوهى تقول فى ياس وتهز كتفيها فى لامبالاة
يبدو انى اخطأت التقدير..اعتذرولن ازعجك بعد اليوم.اومأت برأسها برحكة مسرحية مدربة
وادات ظهرها

- انتظرى صرخت ندى وهى ترقب تلك الزائرة الغريبة ترحل

امسكت بذراعها فى لهفة وهى تكرر عبارتها

من انت ..ما اسمك ..لم اتعمد مضايقتك ...من انت

قالت ديان بهدوء

ديان اللليثى ثم قالت الحروف بطريقة بطيئة متعمدة

ديان احمد الليثى

تركت ندى ذراعيها وصدرها يعلو ويهبط وهى تصرخ مستحيل

توقفت الموسيقى ولم يعد سوى الهمس والثرثرةوعينيى ندى المتسعتين فى غير تصديق
وذهول بينما تعلقت عينيها بمن يقف خلفظهر ديان فى تلك اللحظة وهى تهمس وتشير الى ديان
وتغمم

بابا ..من هذه
لم يكن احمد الليثى يقف وحيدا فى هذه الحظة التى استدرات اليه ديان

بل وقف بجواره عامر الليثى ابنه بشعره الحليقوطوله الفارع وهو يحدق فى ديان بعدم تصديق
ثم يمسك بذراع ديان برقة وهويقودها بعيد عن الاعين الفضول لغرفة مكتبية

دعاها للجلوس وهو ينتظر ابوه الذى رتب على وجنة ندى بشئ من الحنو

ثم دخل مكتبه..ازداد فى اللحظة سنوات فوق سنوات عمره