الموضوع
:
الأوبــرا .. Opera
عرض مشاركة واحدة
03-24-2011, 11:43 PM
المشاركة
3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8808
المشاركات:
2,577
تاريخ الأوبرا وتطورها:
من المتعارف عليه أن مطلع القرن السابع عشر هو بداية لتاريخ
الموسيقى
الدرامية
، لأن ظهور
الأوبرا
حينذاك دفع إلى الاعتقاد بأنها فن مبتكر وجديد كل الجدة، ولكن الحقيقة أنه خضع لتطور بطيء. فهناك
أوبرا
قبل
الأوبرا
حسب تعبير الكاتب الفرنسي
رومان رولان
Romain Rolland
.
ففي القرن الرابع عشر عُرف نوع من التمثيليات المقدسة التي انحدرت من أغاني العبادة تقدم بكاملها غناءً مصحوباً بالحركات الإيمائية والرقص. ومنذ بداية عام
1470
، وتحت تأثير فلسفة
النزعة الإنسانية
humanism
كانت تقدم على المسارح في إيطالية أشكال من المأساة والملهاة اللاتينية.
ونحو عام
1540
برز نوع ثالث هو المسرحية الرعوية كان مبشراً بميلاد
الأوبرا
. وفي نهاية القرن السادس عشر نما الفن الغنائي المتعدد الأصوات (
البوليفوني
polyphony
) [ر. الانسجام في الموسيقى] مما حمل الموسيقيين على الاتجاه نحو طريق جديدة. وفي سبيل محاولة إحياء الفنون الإغريقية القديمة ومحاكاتها قامت جماعة من النبلاء بتأسيس أكاديميات ترعاها مجموعات من «
المثقفين الجماليين
»
Esthéticiens
المعروفين ليعملوا على ترقية الفن وذلك باحتوائه ضمن صيغ محددة. وقد انتشرت تلك الأكاديميات في أنحاء إيطالية وبينها ما كان للأدب أو للتصوير أو للنحت.
وأول أكاديمية للموسيقى
كانت تلك التي أسسها
الكونت
باردي
Bardi
في فلورنسة بمشاركة من
الكونت كورسي
Corsi
، وكانت تجمع بين رجال الأدب و
الموسيقى
والعلماء النظريين، وقد دعيت تلك المجموعة
بالكاميراتا
Camerata.
وكان من أبرز أعضائها الموسيقيون:
بيري، وكاتشيني
Caccini
، وغاليلي
Galilei
(والد عالم الطبيعة الشهير)،
وكافالييري
Cavalieri
، والأديب الشاعر
رينوتشيني
. وفي عام
1581
نشر
غاليلي
كتاباً باسم «
محاورة ثنائية
(
ديالوغ
)
dialogue
في
الموسيقى
القديمة والحديثة
» لخص فيه الفلسفة الموسيقية لجماعة الكاميراتا التي آلت على نفسها تطبيق المثل الجمالية العليا للفلسفة الإغريقية على الموسيقى الإيطالية.
وفي رأيه أن فن تعدد الأصوات هو مكمن العلة وعلى
الموسيقى
أن تخضع للكلمات التي تتحكم أيضاً في
الإيقاع
والقفلات، وتعمل على تجميل الكلمة المنطوقة، وعلى دعم الحركات المسرحية للممثل المغني، لكي يؤدي التزاوج الروحي بين الموسيقى والمسرحية إلى بعث المثل الأعلى اليوناني لفلسفة
أفلاطون
الجمالية. وقد رأى
كاتشيني
، في مجموعة ألحانه التي نشرها باسم «
الموسيقات الحديثة
»
nuove musiche
، أن فن تعدد الأصوات الذي يعدّ السمة البارزة لعصر النهضة يؤدي إلى تقطيع أوصال الشعر لأن الأصوات الفردية تغنّي ألحاناً مختلفة في وقت واحد مما يؤدي إلى مطّ مقاطع الشعر المغنى أو ضغطها وبذلك تقضي على الكلمة والوزن.
ومهما كان الاختلاف بين أنصار المدرسة القديمة في عصر النهضة وأنصار المدرسة الحديثة في
عصر الباروك
فقد بنى الفريقان معاً أفكارهما الجمالية على النظرية
الأفلاطونية
القائلة بأن الفن هو محاكاة للطبيعة. أما
جماعة الكاميراتا
فقد خرجوا بعد موقفهم المتطرف من موسيقى عصر النهضة بتطرف ثان يحسب عليهم، فقد تركوا للموسيقى دوراً ثانوياً قاصراً على دعم الكلمة المنطوقة، ولا ينكر أنهم في البداية استخدموا مذهب المشاعر
affections
لتأكيد دلالات النص وزيادة فعالية اللحن الموضوع له. ولعل ما حصل في
فلورنسا
يذكّر بالمدرستين المتضادتين في تاريخ
الغناء
العربي فقد عمل عرب الأندلس على تطويع الشعر للموسيقى في حين عمل المغنون العرب في المشرق على إخضاع الموسيقى للشعر.
بدايات ظهور الأوبرا:
الأوبرا في إيطالية:
في عام
1600
قدّم
بيري
مسرحية
إورديتشه
Euridice
(
زوجة أورفيوس
) والنص
لرينوتشيني
، في قصر
بيتّي
Pitti
في مدينة
فلورنسا
، بمناسبة
زواج هنري الرابع (ملك فرنسة) وماريا دي ميديتشي
، وكان يتخللها إلقاءات ملحونة بمرافقة آلية وبجوقة غنائية في بعض الأحيان. وكان الإلقاء
الملحون
يتبع إيقاع الكلمة وجرسها تسانده في ذلك اتفاقات
chords
بسيطة تساعد المؤدي على البقاء في اللحن المراد. وبذا عدّت
إورديتشه
ـ على بدائيتها ـ أول
أوبرا
ظهرت في التاريخ علماً بأن
كاتشيني
كان قد وضع موسيقى للنص نفسه أيضاً عام
1600
إلا أنها لم تظهر للوجود إلا بعد عامين.
وفي عام
1607
قام
مونتفيردي
Monteverdi
بتلحين «
أورفيو
»
Orfeo
والنص الشعري
لرينوتشيني
أيضاً.
وقد أغنى هذا العمل، وما فيه من ابتكارات، التوسع الانسجامي والتحويل المقامي وأكثر من عدد الأغاني والجوقة الغنائية، فأتت غنية بمعان وأحاسيس وإلقاءات ملحونة مسرحية أكثر تجديداً، وأغنيات قصيرة غنية بالتنويع والأفكار الموسيقية الجذابة، وبذلك تعدّ بحق أول
أوبرا
في تاريخ الفن.
ومن مبتكراته:
الثنائيات الغنائية، والافتتاحية قبل رفع الستار عن المسرح، واستخدام فرقة موسيقية كانت تعد كبيرة آنذاك تتألف من
36
عازفاً تؤدي مختلف الطوابع الصوتية وأدق الأغراض التعبيرية، والعودة إلى أسلوب
المادريغال
madrigal
[ر.الأغنية] الذي مجّدته
جماعة الكاميراتا
، وإلباسه حلة جديدة. وكان
مونتفيردي
يؤثر الموضوعات التاريخية على الأسطورية. وقد قدّم سنة
1608
، أي بعد عام من
أورفيو
،
أوبرا «أريانا»
Ariadne
وعدة أعمال أخرى. وقد اشتهر مؤلفون كثيرون في أيامه وبعدها في تأليف
الأوبرا
ومنهم:
كافالّي
Cavalli
سيد مدرسة مدينة البندقية، وكاريسّيمي
Carissimi
، وستراديلا
Stradella
.
وفي
البندقية
صار المغنون المخصيون موضة العصر للصفاء والثبات والقوة التي تتمتع بها أصواتهم الحادة (
سوبرانو
soprano
وآلتو
alto
) [ر.الموسيقى].
ولشعبية
الأوبرا
آنذاك بنيت في البندقية عشر دور لها، وصارت
الأوبرا
في أواخر القرن السابع عشر مجرد عرض لأصحاب الأصوات المبدعة الذين غدوا يزاحمون المؤلف ذاته في انتزاع الصيت والأهمية، وبدأ كذلك نجم المغنية الأولى «
بريما دونّا»
prima donna
بالظهور.
وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر كانت نابولي مركز الإشعاع على العالم حيث لمعت، على خطى
أليساندرو سكارلاتي
A.Scarlatti
، طريقة «
الغناء
الجميل»
bel canto
أي فن
الغناء
الكامل جمالاً وجودة.
وسكارلاتي
هذا هو الموسيقي الحقيقي الذي أبدع فناً أورثه كلاً من
موتزارت
وهَندل
Handel
وغزت أوبراته أوربة بأسرها في القرن الثامن عشر، وبقيت مرموقة بعد ذلك.
الأوبرا في فرنسا:
كانت لفرنسا تقاليدها الخاصة في
المسرحيات الكلاسيكية
، مثل
مسرحيات كورنيي
Corneille
وراسين
Racine
، وفي
الباليه
. وكان تكوين
الأوبرا
يتطلب شكلاً يجمع بين الاثنتين
الأوبرا
والباليه
، وهذا ما قام به
لولّي
(
الإيطالي الأصل
) وأطلق على
الأوبرا
اسم «
المأساة الغنائية»
tragedie lyrique
، وقد أهمل طريقة «
الغناء
الجميل» الممتلئة بالتزيينات والزخارف اللحنية مقابل تطويع
الموسيقى
للنص متبنياً أسلوباً غنائياً جديداً يتلاءم مع اللغة الفرنسية.
ثم أتى
رامو
Rameau
(المشهور بأبحاثه في علم الصوت وفي الانسجام) بعد لولّي وأحرز نجاحاً كبيراً في أعماله ومنها
الأوبرا
ـ
الباليه
: «
الهنديات الحمر المهذبات
» (
1735
)
les indes galantes
.
فأسلوبه الغني في تركيبه، الموصوف بجديته البالغة وحبكته الخيالية، كان يتعارض تماماً مع الإيطاليين الذين كانوا يعملون وقتها في
الأوبرا
الملهاة.
وعند
غلوك
Gluck
(الألماني الأصل)، أصبحت القصص أكثر بساطة واستخدمت
الموسيقى
لتكشف عن الطبائع وتهيء الأجواء. ومع أوبراه «
أورفيو وإورِديتشه
» (
1762
ثم عدلت عام
1774
) تعادلت كفتا الميزان بين
الموسيقى
والمسرحية.
وقد شهدت
باريس
نزاعاً بين أنصار كل من
الأوبرا الفرنسية والأوبرا الإيطالية دام سنتين، دعي بحرب الهازلين، وذلك بعد عرض أوبرا «إيفيجينية في توريد»
Iphigénie en Tauride
لكل من غلوك وبيتشينّي
Piccinni
.
الأوبرا في إنكلترة:
وفي إنكلترة، كتب
بورسيل
Purcell
أوبرا
قصيرة بعنوان «
ديدو وإينياس
» (
1685
) تأثر فيها بالأسلوبين الإيطالي والفرنسي. ثم وفد
هَندل
(
الألماني الأصل
) وتلميذ
سكارلاتي
إلى إنكلترة، وبصحبته فرقة إيطالية، وقام بوضع أوبرات رائعة فيها ولكن بالأسلوب الإيطالي البحت ومنها «
يوليوس قيصر في مصر
» (
1724
).
الأوبرا في النمسا وألمانية:
أما في
النمسا وألمانية
فقد احتضن
موتزارت النمسوي
نوعي
الأوبرا
كليهما:
الجدية في الأوبرا الفرنسية والخفة في الأوبرا الإيطالية الهازلة.
ففي «
اختطاف من السراي» (1782)، و«الفلوت المسحور» (1791)
بلغ الإتقان فيهما عنده مبلغاً عظيماً في المزج بين المشهد والملهاة والرواية الخرافية والرواية الأخلاقية ، فكانتا الأساس الوطيد
للأوبرا الألمانية
.
وأوبراته الثلاث التالية:
«أعراس الفيغارو» (1786)، و«دون جوفاني» (1787) و«هكذا يفعلن كلهن» (1790)
cosi fan tutte
،
كانت كلها إيطالية بنصوصها وأسلوبها، بالتعاون مع كاتب النصوص الموهوب
دابونته
Da
Ponte
. أما
أوبرا «فيديليو»
Fidelio
، (التي أجريت عليها تعديلات عدة مرات)، فكانت المغامرة الوحيدة
لبتهوفن
في فن
الأوبرا
: ففيها موسيقى رائعة ولكنها أقل التزاماً في طابعها المسرحي.
ويعد
فيبر
Weber
الأب الحقيقي
للأوبرا
الألمانية الرومنسية. وقد نالت
أوبراه
«
الصياد الحر
»
der freischütz
-
1821
نجاحاً شعبياً وختم أعماله
بأوبرا
«أوبيرون»
Oberon
-
1826
معتمداً على نص بالإنكليزية إلا أنها لم تلق نجاحاً.
الأوبرا في الولايات المتحدة الأمريكية:
ظهرت
الأوبرا
في الولايات المتحدة جد متأخرة مثل
أوبرا «بورغي وبيس»
Porgy and Bess
(أوبرا شعبية) (1935) لغيرشوين
Gershwin
، و«القنصل» (1950) لِمنوتّي
Menotti
، و«فانيسّا» (1958) لباربر
Barber
، و«الأرض الغضة»
the tender land
-1954 لكوبلاند
Copland
.
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟
- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
رد مع الإقتباس