الموضوع
:
حوارعلى نار هـــــادئة
عرض مشاركة واحدة
11-20-2020, 12:35 PM
المشاركة
6
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 9
تاريخ الإنضمام :
Oct 2006
رقم العضوية :
2028
المشاركات:
35,006
رد: حوارعلى نار هـــــادئة
قال تعالى: “وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا. مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ” (النازعات)
البعض يفهم من تلك الآية الكريمة أن الضمير في كلمة أرساها يعود على الجبال، من هنا اعتقدوا أن عملية الإرساء تتعلق بالجبال على أساس من أن الضمير في العربية يعود على أقرب اسم إليه، وانطلاقاً من ذلك فقد فهموا من قول الحق تبارك وتعالى: “وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا” معنى تثبيت الجبال في الأرض، وجعلها كالأوتاد لتستقر وتسكن بمن عليها، فلا تميد ولا تضطرب، وهذا الكلام يحمل في طياته أيضاً تثبيت الأرض، خاصة أن ضمير الغائب في الآيتين السابقتين ، والذي جاء أربع مرات يعود على الأرض، ولا يستبعد أن يكون كذلك في آية الجبال حيث يقول ربنا ـ تبارك اسمه ـ : “وَالأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا. وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا. مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ“
والصياغة هنا تحتمل دلالة وبالجبال أرساها، فيكون المعنى إرساء الأرض بواسطة الجبال، بينما المعنى الأول يتعلق بإرساء الجبال على سطح الأرض، والمعنيان صحيحان صحة كاملة حسب معطيات علوم الأرض الحديثة، فالجبال مثبتة في الغلاف الصخري للأرض، وهي أيضا تثبت الأرض،
وهنا يتضح وجه من أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الذي أُنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة، وذلك في قول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ : “وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا” وفي تكرار المعنى في تسعة مواضع أخرى من كتاب الله وصفت فيها الجبال بأنها رواسي، وهي حقائق لم يتوصل الإنسان إلى إدارك شئ منها إلا في القرنين الماضيين بصفة عامة، وفي أواخر القرن العشرين بصفة خاصة، ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدراً لهذا السبق العلمي إلا بيان الخالق ـ سبحانه وتعالى .
وفي هذا من التأكيد القاطع، والحسم الجازم بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، الذي أنزله بعلمه، وأن خاتم الانبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلقى هذا (القرآن) عن ربه بواسطة الوحي الذي بقي موصولاً به حتى أتاه اليقين، وأنه ـ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـ ما ينطق عن الهوى.
رد مع الإقتباس