عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2013, 11:18 AM
المشاركة 7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الموقف البياسي الخامس:
استوقف أعرابيٌ الجاحظَ وهو راكب على جمله وقال له : اسمع كيف أقول الشعرَ يا أبا عثمان.
فقال الجاحظ : هات .

فأنشد الرجل :

إنّ داءَ الحبِّ سقْمٌ
ليس يهنيه القــرارُ

ونجا من كان لا يعشق
من تلك المخازي


فتميّز الجاحظ غيظًا من رداءة شعره وقال مغضبًا :
القافية الاولى راء والثانية زاي !!!
فقال الرجل : لا يهم , فلا تنقَّط

فاشتد غضب الجاحظ , وقال :
القافية الأولى مرفوعة والثانية مجرورة !!

فقال الرجل :
يا سبحان الله , يا سبحان الله
أقول لا تنقِّطْ فيُشّكل !!!!

فهوى الجاحظ برأسه على جمله وجعل يبكي ..
فقال الرجل : وما يُبكيك ؟
فقال الجاحظ : استوقفتني هنا
ولو كنتَ في بلدي لأريتُك !

وهذه حالنا اليوم
تقول : القصيدة فيها أخطاء نحوية
فيقول : لا يهم , المهم الإحساس
يا سيدي القصيدة فيها أخطاء لغوية ..
لا يهم .. المهم الإحساس
يا سيدي القصيدة فيها أخطاء عروضية
لا يهم .. المهم الإحساس..
يا سيدي .. التركيب ضعيف والصياغة غير موفقة والصورة غير واضحة والمعنى بعيد ..

لا يهم
المهم الإحساس
أنا اكتب على الورق ما احس به فقط ...


سبحان الله
إذا كان الإحساس ... فقط فقط فقط ... هو ما يميز الشعر عن غيره فإذن عندنا على ظهر الأرض أكثر من 7 مليارات شاعر .. لأن الناس كلهم يحسّون ويشعرون .. وكلّهم يستطيعون الكتابة والتعبير عن مشاعرهم بطرق مختلفة ما دامت اللغة والعروض والنحو ليست من أدوات الشاعر !!!

المهم في الموضوع : الإحساس هههههههههههههههه
وكأن احدًا غيرهم لا يحس ... وهم فقط اصحاب الإحساس.

" فلقتونا بإحساسكم "

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا