الأَبْيورْدي مُوَدِعَا رَمَضان
استحوذ شهر رمضان على اهتمام كثير من الأدباء والشعراء، بعضهم كتب في استقباله وبعضهم الآخر وصف فانوسه وحلوياته وناسه وطعامه وبخلاءه ورواده وقمره وهلاله.
تم تناول الشهر الفضيل من مختلف الجوانب وصولاً إلى العيد الذي قيل فيه كثير من الأبيات المعبرة، بعضها بات أشبه بمثل يُردد كقول المتنبي «عيد بأية حال عدت يا عيد»، وبعضها الآخر أشبه بتسابيح دينية تحتاج من ينشدها في كل مناسبة.
لوداع رمضان صور المختلفة في أذهان الشعراء، فتارة ينظر الشاعر إلى القمر ولحظة غيابه بانتظار العيد، وتارة أخرى يهنئ الناس أو الملوك بهذا اليوم الذي يعتبر يوم الفرح بالنسبة إلى الصائمين.
من هو الأبيوردي
457 – 507 هـ / 1064 – 1113 م
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام...شاعر عباسي ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.
وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا، المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.
وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقاد جميل الطريقة.
وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.
وقد ودّع الشاعر الأبيوردي رمضان قائلاً:
صوم أغار عليه فطـر
كالنجم بر سناه جمـــر
بِنْ يا صيـام فلـم تزل
فرعًا له الإفطار بحـــر
ولـــه الشهـــور وإنمــا
لك من جميع الحول شهر
ما كنت أول راحـــــل
ودعت بالزفرات جمـــر
لكالظعن ليلة فاح في
خيب التفرق منه عطـــر