عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2016, 01:14 PM
المشاركة 4
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

[marq="2;right;1;scroll"]الرزق بيد الله[/marq] من صفات الله عزوجل أنه رزَّاق ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ – الذاريات 58 )) : وهي صيغة من صيغ المبالغة ، أي أن الله يبالغ في رزقه ، ذو القوة المتين : هو صاحب القوة هو مسبب الأسباب ، كما وردت جملة من الآيات القرآنية في الرزق ، يقول تعالى : ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً- الطلاق 2 ))... ويقول في آية أخرى : ((وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ - غافر 44 )) هذه الآية تدعو للتفكر ، لماذا قال تعالى بصيربالعباد ولم يقل إن الله بصير بي ؟ ... لعله – والله العالم – أراد عزوجل أن يلفت الأنظار إلى نقطة جوهرية أن الرزق يأتي عن طريق العباد وهو رب العباد والله بصير بالعباد ، فالكل متساوٍ في العبودية له وهو ربهم ، والرزق من عنده هو لجميع العباد ، ويقول تعالى : ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ – يونس 107 )) إذا أراد الله أن يعطيك مالا.. ذرية صالحة... معافاة وأهل الأرض يجتمعون على خلاف ذلك ألا يعد من الكفر بأن نقول أنهم يغلبون الله عزوجل في قراره فالله (( فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ – البروج 16)) وفعال صيغة مبالغة (( إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ – يس 82 )) (( مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ – فاطر 2 )) (( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ظ±للَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ الْمُتَوَكِّلُونَ – الزمر 38 )) لو تأملنا في مضمون هذه الآيات ، هل يبقى عند الإنسان قلقٌ في ميدان الرزق . من صفات الله تعالى أنه رزَّاقٌ مقتدرٌ جبارٌ قاهرٌ فعَّال لما يريد (( لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ – الأنبياء 27 )) (وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ – المنافقون 7 )) (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ – الروم 40 )) ما الذي تعنيه هذه الآية المختصرة ؟ ...أن الذي له الخلق له الرزق ، أنت مسَلِّم لله في الخلق ، فلماذا لا تسلم له في الرزق ؟... هل الخلق من الله والرزق من السلطان والتجار والمترفين في الدنيا ؟!... هل هذا هو الانصاف ؟!... عندما كنا في الظلمات الثلاث بين الدماء نسبح الأمر كان لله عزوجل ، ولكن في الدنيا نعيش وكأن الأمر ليس لله إلى أن نموت ، الآية تريد أن تقول أن الذي تولى خلقك هو الذي يتولى رزقك بشكل أولى من الآخرين ، ما دمنا سلمنا له في الأول والأخير في الميلاد وفي الممات فلم لا نسلم له في الوسط ؟!...
-------------------------------------------------------------------------
الأربعاء
29 ربيع الأول 1438هـ
28 - 12 - 2016


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي