عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3865
 
أحمد قرموشي المجرشي
النغـم المهاجـر

أحمد قرموشي المجرشي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
305

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Sep 2005

الاقامة

رقم العضوية
486
08-11-2011, 07:26 PM
المشاركة 1
08-11-2011, 07:26 PM
المشاركة 1
افتراضي غرق ....غرق ....(( العشق المدووووووووووود )) قصة غرام .
عزيزي القاريء قبل قراءتي آمل أن تكون في أريحية تامة ...
لك حرية المغادرة إذا رغبت في ذلك دون أن تكمل قراءة النص...
.







.



.



كثيرة هي المرات التي كنت أعبر ذلك المكان دون أن ألقي بالا ً لكل من يقفن هناك ...
ربما كانت العادة والحال هما من جسدا تلك الرؤيا حول ذلك المشهد ...
للتو بدأت أشعة الشمس تظهر خلف السحاب الثقال ...
الساعة تشير إلى الرابعة عصرا ...
كنت على عجلة من أمري يجب أن أكون في ذلك الملعب قبل أن يتم توزيع اللاعبين حتى لا أجد نفسي خارج تشكيلة الفريقين ...
السلام عليكم .
وعليكم السلام ... عفوا ً نغم ؟!
هلا منحتني القليل من الوقت لكي أحادثك سيدي ؟!
حسنا ً ما الأمر ؟
كما ترى بأن الحشائش مبتلة والوقت لم يعد يساعدني وتنتظرني أمور أخرى في المنزل وابنتي كما ترى تصاحبها سخونة واصفرار ...
هلا سمحت لي بثلاث حزم من القصب؟!
لا بأس فاضلتي ...
لن أقول لك كما قال فرعون بأن لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ولكن أقول لك بأن هذا من فضل الله وتعلمين يقينا بأني وحيد أبيه ولن يكون هناك من يغير قراري تجاه موافقتي ...
لك ما تشائين ومتى ما أردت .
يبدو بأن مثل هذه الأنامل لا تستحق أن يعانقها شريم يشتكي البعد المضني والألم المقيم ...
غادرتها بعد أن أبصرتها وقد أطرقت إلى الأرض خجلا ....
بدأت هناك الكلمات والنظرات تأخذ منحنى آخر غير ذلك التوجه ولم يعد
ذهابي إلى الملعب هو الهدف الأسمى لكي أتخذ ذلك الطريق ...
بل هناك إنسان آخر يسكنه ...
أنا على يقين تام بحالها ...
كيف وهي تعيش أرملة بعد أن مات عنها زوجها بعد أن كانا نموذجين في العشق ...
استقيت ذلك من جراء ما سمعته عنهما نحن أبناء القرى المجاورة ...
ذات مساء خاطبتني قائلة :
هل لي بك زوجا ً ؟!
أحمر وجهي وضاعت لغة الخطاب ...بل أن مفردات اللغة ولت هربا ...
أدرت وجهي عنها ...
شعرت بأن الجرأة في الطرح ربما قد يسكن النساء أكثر عندما يجدن الثقة في الرجل الكفء ...
عفوا ً سيدتي :
ليس بعد ...فكما تعلمين جيدا ً بأني للتو متزوجا ً ولم أكمل بعد الثامنة عشرة من عمري وفي هذا أمر لا يطاق ولم يقوى عودي بعد ...
أعدك أن أفكر في الأمر بجدية أكثر ...

ثلاثة أشهر أو قد تزد على ذلك الموقف ...
فلقد اخترت عدم الاقتراب لكوني أبصرت بأنها تحمل الجمالية كلها وعيب على مثلي أن يجعل من مشاعر النساء جسر عبور لتنفيذ رغبة ...
دون موعد مسبق مررت على بئر هناك بعد أن أبصرت أمة من الناس لغرض السؤال عن ناقة لي كنت قد فقدتها ...
لم أكن أعلم بأنها من ضمن الواردات ...
السلام عليكم .
شيء سكنني قبل أن أسمع رد السلام منهن ...
بل شعرت بأن هناك مجموعة من الأحصنة تتراكض بداخلي وجيوش من الغزاة أشبعوني رميا ً بالنبال ...
مرحبا ً بضيفنا ؟!
عرفتها واستجمعت قواي قائلا ً :
هل أبصرتم ناقة لي مرت من هنا ؟
كانت هي المتحدثة عنهن :
هلا أعقلتها سيدي كما قال رسول الله وتوكلت ...
أم أنك جعلت من ناقتك تلك رسالة باحث عن مجداف بعد أن شعرت بأن مركبك لم يعد قادرا ً أن يعبر بك عباب الموج بمجداف واحد ....
هزمتني بمنطقها ...
لم أزد كلمة واحدة وغادرت المكان ...

تعمدت أن أجدها وترصدت لها هناك وفي المكان الذي ترتاده دائما ...
وبالفعل كان لقاؤنا الأخير ...

لن أطيل في الحديث غاليتي ...
لقد وافقت على الزواج منك على أن تمنحيني قليلا من الوقت لكي يجد التوأمة فهو لم يزل رقيق التدفق تجاه النساء ...
حسنا ً لك ما تشاء ولكن بشرط ؟
وما هو شرطك ؟
هل سمعت بعشق الذهليات ...
لا لم يسبق أن سمعت به من قبل .
ذلك العشق المشابه تماما لعشق بني عذرة ...
العشق الخالد لأبناء الحرث ...
لن ألومك إذا لم تسمع به أو تعشه ...
فمثلك الكثير من أبناء الحرث الذين يجهلون الكثير عن تاريخ آباؤهم وأجدادهم ...
فالذهليات سيدي هن اللاتي عندما يعشقن ويرتبطن بمن يبصرونه الملاذ بعد الله لا يرفعن أبصارهن إلى الأعلى عند السير مع أزواجهن لا لشيء ...
سوى أنهن يكرهن أن يبصرن عيون أزواجهن وقد استقرت في خد جارية أخرى كانت تسير بالطريق الآخر ...
عندها فقط يرحلن الذهليات بألمين ألم المفارق وألم العشق .
أخذت أصفق وأردد :
ما أجملها من صفة وما أعظمة من عشق .
إذا تزوجتني فلن أسمح لك البتة أن يغادر ناظريك إلى أخرى ...
فليكن ذلك أميرتي .
( عرف هناك قبلي مؤلم ذلك المتبع لدى الغالبية العظمى فمجرد موت زوج المرأة إلا ويأتي الأخ ناصبا ً نفسه ككليب وائل طالبا ً يدها متعذرا بحجج واهية وأسباب ممجوجة حتى ولو كانت غير راغبة في ذلك ...
وهو ماحدث بالفعل ).

فلقد سمعت بزواجها ....
ومن ثم موتها .
بعد خمسة عشر عاما وفي يوم ما أبصرت في شرق قريتي من بدأ في إنشاء منزل له دون إذن مسبق ؟؟!!
أتيت إليه مندفعا وأن أتمتم بعبارات الاستغراب كيف له أن تجرأ ...
وعندما أبصرته أباها التزمت الصمت إجلالا ً لها وعرضت عليه أن كان يرغب في مساحة أكثر فله حرية ذلك ...
مضت الأيام تترا ...
والروح تواقة إلى الشرق ...
وفي صبيحة يوم مختلف أخذت مركبتي وعندما شرعت في السير فإذا بي أبصر عن بعد امرأة تقف بجانبها طفلة ترتدي الزى المدرسي كانت قد تأخرت عن الذهاب إلى المدرسة وترغب من أي شخص من القرية أن يحملها معه إلى مدرستها .
وقفت بجانبها .
حادثتني بلطف :
هلا أخذتها معك إلى المدرسة جزاك الله خيرا.
وأخذت تلوح بيديها وتبدي أعذار تأخرها في الاستيقاظ...
كانت تتحدث وأنا ألمح كفين وكأنها رسائل تتطاير أمامي حاملة معها ذكرى تلك المرأة التي عشقتها في وقت مضى ...
يا إلهي ...
نبرة الصوت وحركة الجسد ورمقة عينيها تتوافق تماما ً مع من عشقت ...
سألت عنها فإذا هي ابنتها ...
تلك الفتاة التي كانت تصاحبها وهي محمومة عندما طلبت مني الثلاث الحزمات من القصب ...
كانت قد تزوجت وانفصلت عن زوجها بأسباب دخوله السجن على ضوء تصرف أرعن لا يليق برجل ...
تعمدت أنا هذه المرة أن أصل إليها ...
فوسائل الاتصال لم تكن كالسابق شحيحة ...
بحثت عن رقم هاتفها المحمول ...
تواصلت معها بعد وسائط عدة ...
كنت التقي بها محاولا ً وراغبا ً بكل جدية أن أتزوجها ولكن شاء الله إلا أن تستمر رحلة الغرق تلك ...
ليأتي إليها شخص من عائلتها وتذهب معه كزوجة وتركت ابنتها عند جدها وزوجة أخرى له ...

مضت السنوات وهاأنذا قد تجاوزت الأربعين عاما ...
وابنتها في المرحلة الثانوية ...
أمني النفس وأردد :
هل ستكون الحفيدة هي الختام أم مازال للألم المتواصل خارطة سير ...
وللعشق الممدود بقية .
******






بكل تأكيد ... لا جديد ...
هذا أنا ...
وحيد أبيه ...
ابن القرية ..
النغم المهاجر ...
جازان ...محافظة الحرث ... قرية البيضاء .
**************



(( ابن الملــِــكين ))
نعم ...
لاحزن ...لاحزن ...
جدتي بلقيس ...وجدي ذو يزن .
**********