عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2011, 09:11 PM
المشاركة 8
عمرو عامر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
وعليكم من السلام ورحمة الله وبركاته


البلاغة التداولية الإبداعية



يهتم النقاد والبلاغيون العرب المحدثون بإيجاد مفهوم واضح وجديد ومحدد للبلاغة العربية الحديثة ، وهم يدرسون ويجتمعون للاتفاق على مفهوم موحد ، ولقد تبلورت دراساتهم على ما يلة :
1. الملاحظات الأسلوبية هي المصدر الأول للبلاغة العربية، اندرجت تحت اسـم البديع ومحاسن الكلام( ابن المعتز) وهو ما يُعرف - بالتخيل- وعلم البديع هيمن على البلاغة العربية ما يقرب من أربعة قرون ، بدءا من القرن 3 الهجري ، ويلاحظ أن أول كلمة تربعت فوق مجموعة من المصطلحات المرصودة لوصف الخطاب من زاوية الخصوصية التعبيرية هي كلمة بـديـع مع ابن المعتز في القرن الثالث الهجري• وقد ظل هذا المصطلح، أكثر من أربعة قرون يوسع دائرة نفوذه لتضم كل صور التعبير ووجوهه اللسانية، غير عابئ بمقامات القول ومقاصده، أي بأبعاد الخطاب التداولية، إلى أن ظهر كتاب مفتاح العلوم للسكاكي الذي أزاح البديع ،وكانت البلاغة تقاس بمدى ما في الشعر من ألوان علم البديع المختلفة. وكانت البلاغة منصبة على الشعر .
2. - التداول- هو المصدر الثاني الكبير للبلاغة العربية• ويقوم على الفهم والإفهام ، كما أوضحه الجاحظ في البيان والتبيين ، ويهتم بالخطابة ولغة الخطاب ، وهو يقوم على الحجاج المنطقي والإقناع ، واهتم البلاغيون العرب بهذا النموذج البلاغي بظهور كتاب ( مفتاح العلوم ) للسكاكي. وهذا ما يعرف بالبلاغة التداولية. وسؤالك أستاذ عمرو منصب على هذا المفهوم ( النقطة الثانية )

3. وقد بذل الفلاسفة في إطار قراءتهم لعمل أرسطو في الشعر والخطاب جهدا محمودا لبيان الخصوصية الشعرية(التخييل) والخصوصية الخطابية(التصديق)، وما بينهما من التداخل والتخارج• ولعلّ المحاولة التنظيرية الوحيدة الجادة في هذا المجال هي التي بذلها حازم القرطاجني ، والعمل على إيجاد قاسم مشترك بين كل من بلاغة التخيل القائمة على الشعر ، وبلاغة التداول القائمة على الخطابة والحجاج العقلي ،
واليوم، يرى النقّاد والبلاغيون أن البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول هو البحث في هذه المنطقة البينية التي يتقاطع فيها التخييلي ( الشعر ) والتداولي ( الخطابة )، وهو بذلك يعيد البحث البلاغي إلى الواجهة باعتباره بحثا علميا يهتم بالخطاب في كليته، أي في بعديه التخييلي الأدبي والحجاجي المنطقي•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أستاذنا ماجد على هذه الإجابة الشافية .
أثابكم الله ، ووفّقكم .