الموضوع: كلمات ........!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
8235
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
09-18-2012, 12:17 AM
المشاركة 1
09-18-2012, 12:17 AM
المشاركة 1
افتراضي كلمات ........!
كلمـــــــات



- حبيبتي، اقتربي أكثر، دعيني أهمس بأذنك أجمل الألحان.. يا روضة من ورد وريحان..
" أ ح ب ك " يا ملهمة أشعاري وعطر أيّامي، أسرّح شعرك وأمطرك بندي القبلات... أنت لي دعينا نتماهى ونلتحم، تتداخل أصابعنا تلتصقين بي ونرقص نحلق هناك في الفضاء تطيرنا النسمات...

تصغي له والمغنية تصدح بصوتها الجميل:

يُســــمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليســــت كالكلمــــات
يأخذني من تحـــــتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمـات
وأنا.. كالطفلــــةِ في يـــــدهِ
يروي أشـــيـاءَ تدوخـنــــي
تجعلني امرأةً في لحظــــات
...

عشقت كلماته حد الذوبان وسحرتها أشعاره حتى الغرق في عالم الشبكة المذهل، في البدء كان هدفها نسيان واقعها وحزنها بعد وفاة أمها، لكنه من خلال حنكته في اصطياد قلوب العذارى، ومهارته في فنون الإغواء، تمكن من أن يجتاح عواطفها ويوقد نيران أشواقها. يثابر على مغازلتها وإهدائها أجمل الأغنيات.


لم يتطلب الأمر منه أكثر من بضعة أيّام للوقوع في شبكته الحريريّة، فأحكم قبضته عليها عجينة طيّعة بين يديه، طلب منها قائلا:
- يا معشوقتي الجميلة، آن الأوان لتتويج حبنا على أرض الواقع، أريد رؤيتك فعلا، لم أعد أحتمل..

شعرت بقلبها يرفرف كالطبر، وشتى عواطف الرفض والقبول تتنازعها.. أردف قائلا:

- تعالي غدا لملاقاتي في المقهى الكائن على ناصية الشارع الرئيس في المدينة، ســـأستمر أنتظرك خلال الأسـبوع القادم يوميا في الخامسة بعد الظهر، وإن لم تأتي خلال هذه المهلة فإنني بكل أسف سأقطع علاقتنا الباردة غير المجدية من خلال الشاشة... وافقي حبيبتي فتكتمل سعادتنا معا.

نامت ليلتئذ تتقلب في فراشها لا تقر على قرار، "هل ترضخ وتذهب ترتمي في أحضانه؟ أم تقاوم جنونها وضعفها أمامه؟!"

في اليوم الأول استطاعت المقاومة، انتظرته على الشاشة، لكنه لم يظهر. استمرت تنتظره بلا طائل حتى حل اليوم الأخير من الأسبوع.

مسيّرة لا مخيّرة قامت ترتدي أجمل ثوب تملكه.. أحمر مرصع عاري الكتفين، ضيق يشد جسدها ويظهر جمال نحرها.. وشقّ في جانبه يصل إلى منتصف الفخذ. ونزولا عند رغبته في الاستمتاع برائحة جسدها الطبيعية لم تضع أي عطر، مكتفية ببعض الكحل وبلمسات من المكياج خفيفة. غادرت البيت دون أن تخبر أحداً حسبما أوعز لها.

قادت سيارتها حيث مكان اللقاء، ولجت المقهى تبحث عنه، هاهو هناك على طاولة صغيرة أعدت لشخصين، يداعب ورقات وردة ملقاة قرب كتاب يحتوي قصائد شعريّة، وصلت، حيّتْهُ بهدوء، تفحصّها بتمعن، ثم قام باسما وسحب الكرسي الآخر كي تجلس عليه. وقدم لها الوردة.

كادت تذوب خجلا من نظراته الوقحة المنصبة عليها، لم يحاول إخفاء إعجابه، تطابق صورها بل أجمل. ألقى بضعة دولارات على الطاولة وقال بلهجة آمرة:
- هيا بنا...

انصاعت وقادت سيارتها وراءه منوّمة مغناطيسيا...

وصلا كوخا بعيدا عن العمران والأماكن المأهولة، أوقف سيارته داخل ساحة البيت ونزل ينتظرها حتى ركنت سيارتها، أمسك بيدها يساعدها، وتقريبا سحبها إلى بيته الصغير، لم تعبأ برائحة العفونة المنبعثة منه.

اشتعل جسدها وابتدأ قلبها يخفق بقوة وهو يقترب منها، يرفع شعرها بيديه فتلفحها أنفاســه الحارة، يدنو منها أكثر فأكثر ويمطرها بقبلاته،
أجلسها على الكنبة الكبيرة، أغمضت عينيها فليفعل بها ما يشاء.

وقف فوق رأسها وبدأ يجدل شعرها الطويل المنساب في جديلة واحدة... استسلمت لأنامله وهي تداعبها، على حين غرة سحب خنجرا حادا من غمده، ملقى على طاولة مستديرة قرب الطاولة، وبلحظة اجتز جديلتها كاملة من الأعلى..

أطبق يده على فمها يكتم صرخة الرعب الصادرة عنها.. يسكتها بواسطة نصل الخنجر البارد يشده بقوة على جيدها، توسعت حدقتاها تنظر مشدوهة إلى ملامح وجهه المشوّهة المغرقة في ساديته الوحشية بعدما ظهر على حقيقته، وقد سرت فيه قوة عنف هائلة يتمثل لها كالشيطان الرجيم... اغرورقت عيناها والمطر الأسود ينسال مدرارا.

.................

في مخفر الشرطة،، على لوحة المفقودين، تم طرح صورة جديدة لشابة مفقودة في العشرين من عمرها...

في القفر... داخل بئر في ساحة الكوخ الصغير،، جثة شابة عارية تملأها الرضوض والجروح من طعنات خنجر .. وقد انتهك جسدها، ملقاة فوق هياكل عظمية وجثث أخرى متحللة مجزوزة...

في وسط الكوخ،، شاب يداعب بأصابعه جدائل شعر، من جميع الألوان والأصناف محفوظة في درج المكتب، باليد الأخرى ينقل من كتاب مفتوح بعض أبيات الشعر يدقها على لوحة مفاتيح حاسوبه...

- حبيبتي، ما أجمل شعرك الناريّ الأحمر لكم هو طويل، وياللمصادفة السعيدة، أنتِ تعيشين في مدينتي نفسها...!

تكمل المغنية:

والمطـرُ الأســودُ في عيني
يتســـــاقـطُ زخاتٍ.. زخات
يبني لي قصـــراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتــي
لا شيءَ معي إلا كلمـات..
....

بل لن تعود.. !


انتهت مع تحيات: ريما ريماوي.
القصة بقلمي وليست عن فيلم أجنبي.


أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.