عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2021, 07:20 AM
المشاركة 3486
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ ، بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَب ....


أول من قال ذلك عاصم بن المُقْشَعِرِّ الضبي ، وكان أخوه أُبَيْدَةُ
علق امرأة الخُنَيْفِسِ بن خَشْرَم الشيباني ، وكان الخُنَيْفِسُ أَغْيَرَ
أهل زمانه وأشجَعَهم ، وكان أُبَيْدَةُ عزيزًا مَنِيعًا ، فبلغ الخنيفِسَ
أن أُبَيْدَةَ مضى إلى امرأته ، فركب الخنيفسُ فرسَه وأخذ رمحه ،
وانطلق يرصُدُ أُبيدة ، وأقبل أبيدة وقد قضى حاجَتَه راجعًا إلى
قومه ، وهو يقول :

ألا إنَّ الخُنَيْفِسَ فَاعْلَمُوهُ
كما سَمَّاهُ وَالِدُهُ اللَّعِينُ

بَهيمُ اللَّوْنِ مُحْتَقَرٌ ضَئِيلٌ
لَئِيمَاتٌ خَلَائِقُهُ ، ضَنِينُ

أَيوعِدُنِي الخُنَيْفِسُ مِنْ بَعِيدٍ
ولَمَّا يَنْقَطِعْ مِنْهُ الوَتِينُ

لَهَوْتُ بِجَارَيَتْهِ وَحَادَ عَنِّي
وَيَزْعُمُ أنَّهُ أَنِفٌ شَنُونُ


قال : فشدَّ عليه الخُنَيْفِسُ ، فقال أبيدة : أذكِّرُكَ حرمةَ
خَشْرَم ، فقال : وحُرْمةِ خَشْرَمٍ لأقتلنك ، قال : فَأمْهِلْنِي
حتى أستلئم ، قال : أو يستلئم الحاسر ؟ فقتله وقال :

أيا ابْنَ المُقْشَعِرِّ لَقِيتَ لَيْثًا
له في جَوْفِ أَيْكَتِهِ عَرِينُ

تقولُ صَدَدْتُ عَنْكَ خَنًا وجُبْنًا
وَإنَّكَ مَاجِدٌ بَطَلٌ مَتِينُ

وَإنَّكَ قَدْ لَهَوْتَ بِجَارَتَيْنَا
فَهَاكَ أُبَيْدُ لاقَاكَ القَرِينُ

سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَحْمَى ذِمَارًا
إذَا قَصُرَتْ شِمَالُكَ وَاليَمِينُ

لَهَوْتَ بِهَا فَقَدْ بُدِّلْتَ قَبْرًا
وَناَئِحَةُ عَلَيْكَ لَهَا رَنِينُ

قال : فلما بلغ نَعِيُّهُ أخاه عاصمًا لبس أَطْمارًا من الثياب ،
وركب فرسه ، وتقلَّد سيفه ، وذلك في آخر يوم من جُمَادى
الآخرة ، وبادر قَتْلَه قبل دخول رجب ؛ لأنهم كانوا لا يقتلون
في رجب أَحَدًا ، وانطلق حتى وقف بفناء خباء الخُنَيْفِسِ ،
فنادى : يا بن خَشْرَم ، أَغِثِ المُرْهَقَ فطالما أَغَثْتَ ، فقال :
ما ذاك ؟ قال : رجل من بني ضبة ، غصَبَ أخي امرأته فشدَّ
عليه فقتله ، وقد عجزت عنه ، فأخذ الخنيفسُ رمحه وخرج
معه ، فانطلقا ، فلما علم عاصم أنه قد بعد عن قومه داناه حتى
قارنه ، ثم قَنَّعَه بالسيف فأطار رأسه ، وقال : العجَبُ كل
العجب بين جمادى ورجب ، فأرسلها مثلًا ، ورجع إلى قومه .