عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2016, 12:05 AM
المشاركة 20
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
Mar 19, 2013
mai ahmd rated it really liked it
Shelves: روايات

الغربة ليست أن تعيش بعيدا عن وطنك ولكن أن تعيش غريبا فيه
الروايات التي تعري المجتمع وتعرينا وتشير إلى التناقضات التي نعيشها هي تلك الروايات التي لا يمكن أن تمر مرورا عابرا بل هي الرواية التي يجب أن يقرأها الجميع ،يبدو السنعوسي وكأنه يضغط على الجرح بشدة يؤلمنا بشدة أيضا
فالكتابة عن الأمور المسكوت عنها المحرم تجاوزها يحتاج لجرأة ، لا تبدو المشكلة أزمة هوية وإنتماء بل أكبر من ذلك المشكلة فينا وفي ثقافة المجتمع في التقاليد البالية التي نتمسك بأطراف ثوبها على الرغم من إنها قد تدوس على أجمل وأعظم المعاني الإنسانية

حين بدأتُ قراءة الرواية كنتُ أخشى من أن تدور الرواية في فلك رثاء النفس كروايات عربية عديدة تقع في هذا الفخ غير أن الرواية تجاوزت هذا الأمر وإن لم يخلو الأمر منه بدرجة مقبولة

الراوي على الرغم من إنه الجزء الهام في الرواية وفي محاولة منه لفهم المجتمع قام بدور المراقب الإجتماعي أيضا .. الكاتب رسم شخصياته بجدارة وكأنها حقيقية وهذا أكثر مالفت انتباهي في هذه الرواية لا يمكن أن تكون قرأت هذه الرواية دون أن ترسم شخوص الرواية في ذهنك وكأنك رأيتها شخصية عيسى التائه ما بين ثقافة وأخرى ما بين دين وآخر الجد مينوزا الملعون بماضيه والغائب عن حاضره إيدا المتمردة و ابنة الخالة ميرلا غسان المكلوم بحبه وهويته الضائعة والأم غنيمة الجبل الذي هزته ريح عاصفة
يمكن أن أقول أن الأمر تجاوز معي حد الشكل لقد كنتُ أرى تحركات الشخصيات تعابيرهم وإنفعالاتهم وأمضي بعيدا في خيالي للدرجة التي كنت أعرف ما هي ألوان ملابسهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لامستني جدا هذه الرواية أحيانا كنتُ أشعر وكأن هناك من يهيل عليّ التراب
بكيت لأنني على يقين أن قصة عيسى موجودة بأشكال عدة ووجوه كثيرة قد لا تحمل وجه الفلبين .. وجوه تخلى عنها الآباء والأمهات كصفحة مزقت من كراسة وطارت في الهواء أينما تمضي بها الريح ستمضي

حبكة الرواية في رأيي ناضجة على إن الرواية لا تخلو من بعض العيوب فهناك حشو بين الصفحات زوائد لا تحتاجه الرواية كقصة لابو لابو وأبو سياف وغيرها وإن ظن الكاتب إنها تخدم الرواية شخصيا لا أظن ذلك وأعتقد إنها مقحمة في النص بلا داع

أخيرا هذه الرواية مرشحة للبوكر العربي ضمن القائمة القصيرة وهي الرواية الوحيدة من ضمن ما قرأت أتمنى فوزها
قال فيها الكاتب تلك الأشياء التي لا تُوّد أن تُسمع

هذه الرواية مثالية لأن تثير حزنك وربما إستفزازك