الموضوع: فوائد لغوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2016, 11:54 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثالثة
الشائعة والإشاعة

يشبهون الشائعة بكرة الثلج كلما تدحرجت كبرت وتضخمت ..
الشائعة : اسم فاعل مضافاً إليه تاء التأنيث
من الفعل : شاع ..
شاع الخبر : انتشر ... والخبر عادة لا ينتشر بمفرده ( لذلك الأصل أن نقول إشاعة وليس شائعة )
أما الإشاعة :
فهي مصدر للفعل ( أشاع ) ( ومن يقوم بالإشاعة شخص أو مؤسسة )

قال ابن منظور في لسان العرب: شاع الخبر في الناس يشيع شيعاً وشيعاناً ومشاعاً وشيعوعة، فهو شائع: انتشر وافترق وذاع وظهر. وأشاعه هو وأشاع ذكر الشيء: أطاره وأظهره، وقولهم: هذا خبر شائع، وقد شاع في الناس، معناه قد اتصل بكل أحد، فاستوى علم الناس به، ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض.
وجاء في معجم المعاني الجامع :
شاَّئعة: ( اسم )
الجمع : شائعات و شوائِعُ
صيغة المؤنَّث لفاعل شاعَ
شَائِعَةٍ : إشاعة : خبر مكذوب غير موثوق فيه وغير مؤكَّد ، ينتشر بين النَّاس
شائِع: ( اسم )
فاعل من شَاعَ
خَبَرٌ شَائعٌ بَيْنَ النَّاسِ : ذَائِعٌ ، مُنْتَشِرٌ
مِلْكٌ شَائِعٌ : مِلْكٌ عَامٌّ
الشَّائِعُ : السَّائِدُ
سَهْمٌ شَائِعٌ : مُشْتَرَكٌ غَيْرُ مَقْسُومٍ
الشَّائِعُ : المنتشر
هذا هو المعنى اللغوي.
لكن كلمة "الشائعة" في أعراف بعض الناس الآن تعني: انتشار الأمر وذيوعه بين الناس دون أن يستند إلى دليل، أو يُعرف له مصدر.
ولا شك أن الإشاعات تفتعل على الأغلب بقصد ولإثارتها أهداف ومآرب , تتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيروها , فمنها ما هو ربحي ( مادي ) كما حصل في عام 2009 عندما تفجرت إشاعة مدوية في السعودية باحتواء مكائن الخياطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر , مما أدى إلى وصول أسعار هذه الخُرد إلى مئات الآلاف من الريالات ! . ومن الإشاعات أيضاً ما يكون خلفه أهداف سياسية وعادةً ما تحصل هذه الإشاعات في الحروب أو في الحالات الأمنية غير الاعتيادية , وتهدف هذه الاشاعات في التسبب بعمل ربكة في الطرف المعني بالإشاعة .
ولماذا كانت الإشاعات
يرجع البعض أيضاً أسباب ترديد الشائعات إلى: انعدام المعلومات، وندرة الأخبار بالنسبة للشعب، ومن هنا ينادون بضرورة تزويد الشعب بجميع الأخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة مما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله.كما أن الشائعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية, وذلك لسهولة انطلاء الأكاذيب عليهم, و قلما يُسأل عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات, فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة لإراجة الشائعات. أيضاً عدم وجود الطرف المخول بالرد على شائعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك والأقاويل . في نفس الإطار نجد أن انتشار وسائل الاتصالات الحديثة تُعد سبب هام في انتشار الشائعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة.
أما أنواعها ..
- الشائعة الزاحفة وهي التي تسير ببطء ويتناقلها الناس همساً وبطريقة سرية .. إلى أن يعرفها الجميع
- شائعات العنف :
وهي تتصف بالعنف، وتنتشر انتشار النار في الهشيم، وهذا النوع من الشائعات يغطي جماعة كبيرة جداً في وقت بالغ القصر. ومن نمط هذا النوع تلك التي تروج عن الحوادث والكوارث أو عن الانتصارات الباهرة أو الهزيمة في زمن الحرب. ولأن هذه الشائعة تبدأ بشحنة كبيرة فانها تثير العمل الفوري لأنها تستند إلى العواطف الجياشة من: الذعر، والغضب، والسرور المفاجئ.
- الشائعة الغائصة :
وهي التي تروج في أول الأمر ثم تغوص تحت السطح لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف بالظهور، ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المماثلة التي تعاود الظهور في كل حرب و التي تصف وحشية العدو وقسوته مع الأطفال والنساء.
ولا شك أن الشائعة في مضمونها تلعب دوراً كبيراً في التأثير على معنويات الشعب، وإن اختلفت درجة تأثيرها تبعاً لنوعها والدوافع التي تكمن خلفها.
ولمحاربتها ثلاث خطوات :
- المنطقية في التعامل مع الأخبار .
- التأكد من المصدر خصوصاً مع الأخبار الحساسة و المهمة .
- التوعية , ومحاربة الصفحات و المنتديات التي تنشر ( تنسخ وتلصق ) أخبار بلا مصادر.
وأخيراً ..
المنقول من الكلام عادة يتزايد ولا ينقص ... ومن الكلام المنقول والمتواتر ( الأمثال الشعبية التي يتناقلها الناس ولها تأثر سلبي على سلوكيات الناس علماً بأنها قيلت في موقف محدد لكن العامة من الناس يعتبرها منهاجاً ويطبقونها في كل المواقف المشابهة )
ولا شك أن الاحتلال الاسرئيلي في فترة من زمن روجوا لكثير من الأمثال المحبطة لتتم سيطرته على الأرض ..
منها : كف ما بناطح مخرز .. الهريبة ثلثين المراجل ...وغيرها
المثل الشعبي بقول : كلمة بين اثنين بتصير بين ألفين ... هذا كناية عن ذيوع الشائعات والتي سميت بالزاحفة .
تحية ... ناريمان الشريف