عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 04:40 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أعماله
بالإضافة إلى قصصه القصيرة والتي نال شهرته منها، كتب بورخيس الشعر والمقالات والعديد المسرحيات وكم كبير من النقد الأدبي والإفتتاحيات وتعقيبات على كتب وعدد ضخم من المختارات الأدبية. كما كان مترجما بارعا للأدب من الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى الإسبانية (بالإضافة إلى الإنجليزية القديمة والإسكندنافية). وقد تأثرت كتاباته بفقده للبصر الذي بدأ، كما هو الأمر مع والده من قبل، في سنين الرشد. وكان من بين أكبر اهتماماته الفكرية عناصر علم الأساطير والرياضيات وعلم اللاهوت والفلسفة.

لما كانت معظم حياته في القرن العشرين، نشأ بورخيس في فترة الحداثوية والتجديد في الثقافة والأدب، خصوصا في الرمزية. فقصص الخيال عنده كانت مثقفة وموجزة وكمعاصريه فالديمير نابوكوف والأقدم نوعا ما جامس جويس، جمع بورخيس بين اهتماماته في وطنه الأصلي باهتمامات أوسع، كما شاركهم بورخيس في تعدد اللغات وتلاعبهم باللغة، ولكن أعمال نابوكوف وجويس كانت تزداد طولا مع مرور الوقت في حين بقيت أعماله قصيرة. كما اختلف بورخيس عنهم في أن أعماله كانت تتجه بعيدا عن ما كان يطلق عليه الباورك، في حين أن أعمالهم كانت تتجوه نحوها، فأعمال بورخيس الأخيرة كانت أكثر شفافية وطبيعية من أعماله الأولى.

تعرض العديد من أشهر قصصه لطبيعة الوقت ولانهاية ومرايا والمتاهات والواقع والهوية، وتركز بعض قصصه على مواضيع وهمية، مثل مكتبة تحتوي على جميع الكتب التي يبلغ عدد صفحاتها 410 (مكتبة بابل) ورجل لا ينسى شيئا من حياته (الحافظ قيونس) وآلة يستطيع من يستخدمها أن يرى كل ما في الكون (الألِف) وسنة من الزمن لاتمر وتبقى ثابتة عند رجل يقف أمام فرقة تطلق النار (المعجزة السرية). وبالمثل فقد قص بورخيس قصصا متنوعة الدرجات من حيث الواقعية اقتبسها من حياة أمريكا الجنوبية وقصص أبطال شعبية ومقاتلين ورعاة أبقار ومحققين وشخصيات تاريخية، وكان يمزج الواقع بالخيال والحقائق بالأوهام وفي عدة مرات وخصوصا في بداياته المهنية كان الخيال والواقع يتقاطع عند بورخيس ليكون مرواغة أدبية.

قدم بورخيس العديد من الأعمال الواقعية والتي تتضمن قراءات مميزة لكتب وأفلام، وسير ذاتية قصيرة، بالإضافة إلى تأملات فلسفية في مواضيع تشمل طبيعة الحوار، اللغة، الأفكار، والعلاقة بين هذه المواضيع، كما تعرضت أعمال بورخيس الواقعية للكثير من المواضيع التي تناولها في قصصه، فمقالاته مثل "تاريخ لتانغو" وتلك عن الشاعر الملحمي مارتين فيررو تتعرض بشكل خاص لمواضيع أرجنتينية مثل الهوية الشعب الأرجنتيني والثقافات الفرعية هناك. ويظهر اهتمام بورخيس بالفانتازيا والفلسفة وفن الترجمة في مقالات مثل مترجمو ألف ليلة وليلة وفي تأليف وتحرير كتاب المخلوقات الخيالية والذي يتناول بعمق وغموض الحيوانات الرامزة للمخلوقات الخيالية حيث كتب بورخيس في تمهيده للكتاب: «هنالك نوع من اللذة الكسولة في المعرفة غير المجدية وغير التقليدية.» وقد شارك بورخيس اهتمامه بالخيال أدولف بيوي كاسارس حيث ألفا معا عددا من المجموعات القصصية ما بين عامي 1942 و1967 م بعضها كان تحت أسماء مستعارة مثل هـ. بوستوس دوميك.

بالإضافة إلى أعماله النثرية، ألف بورخيس الشعر على مدى حياته الأدبية، فمع ذهاب بصره (والذي كان يتأرج مع الزمن نتيجة تقدم عمره من ناحية والتقدم العلمي في طب العيون من ناحية أخرى)، أخذ بورخيس بالتركيز أكثر على كتابة الشعر لأنه لم يستطع تذكر أعمال طويلة أثناء كتابتها. وقد تناولت أشعاره نفس الإهتمامات الواسعة التي تناولتها أعماله الخيالية بالإضافة إلى مواضيع أخرى برزت في أعماله النقدية والترجمات ومن تأملاته الشخصية فعلى سبيل المثال، اهتمامته الفلسفية بموضوع المثالية ينعكس في عالم شخصية تلون من قصته القصيرة تلون، أقبار، وأربيس تيرتيوس وفي مقالته تفنيدات جديدة للزمن وفي قصيدته أشياء وبشكل مشابه، يظهر اهتمام مماثل في قصة الآثار الدائرية وفي قصيدته إل غولم.

كما ذاع صيت بورخيس كمترجم إلى الإسبانية، فقد ترجم قصة أوسكار وايلد الأمير السعيد إلى الإسبانية عندما كان في العاشرة من عمره. وفي آخر عمره قدم بورخيس نسخة إسبانية من الإدا النثرية، وكذلك فقد ترجم (مع تغييرات طفيفة) أعمال عدد من الأدباء بما فيهم إدجار ألان بو، فرانك كافكا، هيرمان هيسي، وآخرون. وقد قيم بورخيس في عدد من المقالات فن الترجمة وعرض لآرائه الشخصية في هذا السياق والتي من ضمنها أن الترجمة يمكن أن تعدل على العمل الأصلى، وأن الآراء البديلة للعمل (والتي يمكن أن تكون معارضة) مقبولة. وكذلك يرى بورخيس أن الترجمة الأصيلة النصية قد لاتعبر عن العمل الأصلي بشكل صادق.

وكذلك فقد استعمل بورخيس شكلين أدبيين غير تقليديين: التزوير الأدبي وقراءات في أعمال تخليلية، كلا الشكلين يمثلان نوع من الإنتحال (أبوكريفا) الحديث.

منقول ويكيبيديا