عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2010, 04:22 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كأن بنات نعش في دجاها.......خرائد سافرات في حداد


يرى طه حسين أن في هذا البيت تشبيه رائع بديع يخلب المتلقي بلفظه ومعناه! ولكن الشاعر ليس فارغ البال ليصف رهبة الليل، وجمال النجوم، وإنما هو مثقل بهمومه، معجل عن التفكير في جمال الطبيعة، وعن تصوير هذا الجمال إلى التفكير في معاقرة المنايا:

أفـــــــكرُ في مُعاقَرَةِ المنايا.........وقَوْدِ الخَيلِ مُشرِفةَ الهَوادي
زَعيمٌ للقنَا الخَطىَّ عـَزمى ..........بسَفْكِ دمِ الحواضِرِ والبَوادي
إلى كم ذا التخــلُفُ والتَواني.......وكم هذا التمادي في التمادي
وشَغْلُ النَفس عن طَلَبِ المعالي...ببيْعِ الشعرِ في سُوق الكَساد
وما ماضي الشبَابِ بمُسترد............... ولا يَوْمٌ يَمُرُ بمُستعادِ
متى لَحَظَتْ بياض الشيبِ عَيْنى.... فقد وَجَدَتْهُ منها في السوادِ
متى ما ازدَدْتُ من بَعدِ التَناهي.... فقد وقَعَ انتِقاصي في ازدِيادي


فهذا الشعر يعبر عن نفسه ويعلن إلى قارئه أو سامعه ما فيه من جمال وروعة وما فيه من قوة وحزم وما فيه من تحرق إلى الخروج من هذه الحال التي ضاق بها الشاعر أشد الضيق، كما انه يعلن إلى قارئه أو سامعه أن عقل صاحبه قد نضج وبلغ أشده وأصبح قادرا لا على التفكير المستقيم فحسب، بل كذلك على استخراج المعاني الدقيقة وتصويرها في ابرع اللفظ وأرقاه.