عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2020, 11:44 PM
المشاركة 1117
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... الحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ ....

أي ذو طُرُقٍ ، الواحد شَجْنٌ بسكون الجيم ، والشّواجن:
أودية كثيرة الشجر ، الواحدةُ شَاجِنة ، وأصلُ هذه
الكلمة الاتصالُ والالتفافُ ، ومنه الشَّجْنَةُ ، والشجنة :
الشجرة الملتفة الأغصان .
يضرب هذا المثل في الحديث يُتَذَكّر به غيره .
وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القهستاني هذا
المَثَل ومثلاً آخر في بيت واحد ، وأحسن ما شاء ، وهو:


تَذَكَّرَ نَجْدَاً والحديثُ شُجُونُ
فَجُنَّ اشْتِيَاقاً والجُنُونُ فُنُونُ


وأول من قال هذا المثل ضَبَّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس
ابن مُضَر ، وكان له ابنان يقال لأحدهما سَعْد وللأخر
سعيد ، فنفرت إبل لضبة تحت الليل ، فَوَجَّهَ ابنيه في
طَلَبها ، فتفرقا فَوَجَدَها سَعْد ، فردَّها ، ومضى سعيد في
طلبها فلقيه الحارث بن كعب ، وكان على الغلام بُرْدَان
فسأله الحارث إياهما ، فأبى عليه ، فقتله وأخذ بُرْدَيْه ،
فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سَوَاداً قال :
أسَعْد أم سعيد ؟ فذهب قوله مثلاً يضرب في النجاح
والخيبة ، فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث ، ثم
إنه حجَّ فوافى عُكَاظَ فلقي بها الحارث بن كعب ، ورأى
عليه بُرْدَيْ ابنِهِ سعيد ، فعرفهما ، فقال له : هل أنت
مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك ؟ قال : بلى ،
لقيتُ غلاماً وهما عليه فسألتُهُ إياهما فأبى عليّ فقتلته
وأخذتُ بُرْدَيه هذين ، فقال ضبة : بسيفك هذا ؟
قال : نعم ، فقال : فأعْطِنِيه أنظر إليه فإني أظنه
صارماً . فأعطاه الحارث سيفه ، فلما أخَذَهُ من يده
هَزَّه وقال : الحديثُ ذو شجونٍ ، ثم ضربه بِهِ حتى
قتله ، فقيل له : يا ضبة أفي الشهر الحرام ؟ فقال :
سَبَقَ السّيفُ العَذَلَ ؛ فهو أول مَنْ سار عنه هذه
الأمثال الثلاثة ، قال الفرزدق :


ولا تأمَنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعَارَهَا
كَضَبّةَ إذْ قالَ : الحَدِيْثُ شُجُونُ