عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2020, 04:44 AM
المشاركة 9
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: شعرة في عجين الاتهامات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني الانضمام لهذا الصرح وان اشارك بهذه القصيدة


(شعرةٌ في عجين الإتهامات)


حتى صدى صوتي عليَّ قد افترى
حتى الثرى أمْلى خُطايَ وزوَّرا


حتى الورى كلَّ الورى
كلُّ.. مرفوعة لأنها بدل من مرفوع (الورى)
حتى وظلِّيَ كلما التفتوا إليه عليَّ زوراً /زورًا/ أشَّرا
الصحيح لغويا أن نقول عند العطف:
(وحتى ظليْ) وليس العكس( حتى وظلي)
وياءُ (ظليْ) ساكنة لأنه لا مبرر في النحو لتحريكها؛
فما بعدها مُتحرك وهو كاف (كُلما)
أما القاعدة فهي التحريك لمنع التقاء ساكنَين.

وأنا أرى


وأنا لعمريَ لستُ أعلمُ ما جرى
لعمريْ/ الياء ساكنة كما سبق بيانُهُ في ياء ظلي
قدُّوا قميصي ثم قالوا منكرا
[روعةُ التناصّ مع قصة سيدنا يوسُف]

ألقَوا على وجهِ البصيرِ وشايةً
فارتدَّ أعمى واستزادَ وأكثرا
[ولا تزال بلاغةُ التناصّ تستقي من نفس القصة]

وتخرَّصوا ظنًّا وتخمينًا وهل
سُكبَ السرابُ على اليبابِ وأثمرا!
فأثمرَا/ الفاء تُفيد التتابع لأن الإثمار لن يتزامن حدوثُه مع السكب مباشرةً

ودَّت كؤوسُ الخمرِ إذ قُرعتْ نوا
صيها بذنبِ الخمرِ: أن تتكسرا
رااائع! وأكثر ويُمهِّدُ بإبهارٍ للبيتِ التالي


فبذنبِ مَنْ ألقَوا عليَّ سهامَهم
وبذنبِ مَن غرسوا بقلبي خَنجرا؟
لا نزالُ مع روعة التدفق والسبك المؤسّسِ على السببية
ولكن علامة الاستفهام ضرورية هنا حتى لا ينتظر المُتلقي استكمال المعنى لاحقًا
فالمعنى هنا مُرتبطٌ بما سبقه من ردّ فعل كؤوس الخمرِ التي ظُلِمتْ!

ومتى بهذا الغيبِ تبصرُ أعينٌ
ومتى تلوحُ يدُ الأمانِ وأعبرا

الفعل (أعبُر) حقُّهُ الرفعُ بالعطفِ على (تلوحُ) ولكنهُ نُصِبَ في غفلةِ التقفية
لو قُلنا: فأعبُرَا... يُحلُّ الإشكال حيث تنصِبُهُ فاءُ السببية... مع الإشباع لأجل القافية


عمرٌ تسوِّرهُ المنونُ ليُرتضى
ليلٌ تشبِّره الظنونُ ليُسهرا
صورٌ تتوالَدُ من صُور في تلقائيةٍ مُبهرةٍ يرفِدُها طُغيانُ الألم!

جرحٌ يُقطَّرُ في الدروبِ ليُقتفَى
كسرٌ تجبِّره السنينُ ليُكسرا
والجراحُ موصولة بِلا هوادةٍ؛ قُلتُ تفاعُلًا:
جُرحٌ تناسَلَ مِنْ جِراحٍ وَيْحَها ** والعَمْدُ فيها بارزُ الأنيابِ



ولقد وقفت على الغياهب سائلاً /سائلًا
ألكي ينامَ الليلُ أسهرُ يا ترى؟!
طِباقٌ وانزياحٌ في آنٍ معًا، يرسُمانِ بصمةَ وجعٍ فريدةٍ جديدة

ولقد يقولُ العابرون جميعُهم
لولا اعترفتَ بما اقترفتَ لتُعذرا
نلاحظ أن توظيفَ (لولا) هُنا بمعنى(المفروض) كما وردَت في بعض آياتِ القرآن
في سُورِ: البقرة والنور والجن وغيرِها.. فهي بلاغةُ التناصِّ غيرِ المُباشِر


فهززتُ جذعَ الليلِ أُسقطُ أنجُماً /أنجُمًا
ونصبتُ من جذعِ البراءةِ منبرا
والتناصُّ الرائعُ في الصدر مع سورةِ مريم
أما العَجُز فتتوارى كلماتي خلف حواجز الصمت


وصرختُ في أذنِ المدى وملأتُ حنجرةَ
الصدى: أنا لستُ أعلمُ ما جرى
وهُنا تكتمِلُ الخطبة لِتُقامَ صلاةُ البراءة لكنها في الأغلبِ لمْ تُقَمْ

لا تخلِطوا بيني وبين ملامحي
فملامحي بلغَتْ من الكذبِ الذُّرى
عندما يتبرّأُ المظلومُ من ملامِحهِ ويتهمها بالكذب، في مُرافعةٍ شِعريةٍ ولا أروع لإثباتِ براءتِه!

أنا خلفَ بُعدَ المشرقينِ مسافةً
(بُعدِ) مُضاف إليه وهي بالتأكيد من أخطاء الكيبورد
مهما بدا للناظرين وأُظهرا


إن تعلموا فأنا سجينُ ملامحي
أو تؤمنوا فأنا وراءَ الماورا
جمالُ النسجِ حينَ يكونُ: خيطًا من ألم وخيطًا مِن صِدق

بين الثريا والثرى حرفٌ فهل
يُدني الذي بين الثريا‎‏ والثرى؟!
لا يُدني شاعرَنا المُبدع؛ فالخَطبُ جَلَل

والرعدُ لمّا صاحَ كان مبشراً /مُبشِّرًا
والورد لما فاح كان مُغرغرا
وهكذا أطفأتْ غرغرةُ الوردِ بشارةَ الرعد.. للهِ شَهدُ البلاغةِ في كؤوسِ المُرّ

وانا أرى وأقولُ: من منكم درى
وانا أرى وأقول: من منكم درى

حيَّاكَ اللهُ وبيَّاكَ شاعرَنا المكلومَ أينما كنتَ ودُمتَ بخيرٍ وشِعرٍ جميل
وعَدتُ بالعودةِ لتدقيقِ الجمال
بَيْدَ أنني انخرطتُ في قراءةٍ لجمالِ النصِّ وسَبرِ أغوارِه دون قصد!
لعلِّي بهذه السطور المتواضعة، وفّيتُ إبداعَكَ بعضَ حقِّهِ من دهشةِ الإعجاب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة