عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2016, 10:58 PM
المشاركة 2192
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
«لا شىء يجعلنا عظماءً غير ألم عظيم»،
الكاتب والشاعر الفرنسى دى موسيه (1810 – 1857)،

وهل يوجد ألم عظيم يوازى ألم طفل خرج إلى الحياة ببراءته ليواجه مصاب فقد أحد أبويه أو كليهما؟
1------------

"
ألفريد دي موسّيه".. أربعة أعوام بعد المائتين على ميلاد أيقونة شعر فرنسية
Tweet
يتيم الاب في سن 21

السبت 13-12-2014| 04:36م

الشاعر الفرنسي ألفريد دي موسّيه
كتب- أحمد صوان


الشاعر الفرنسي ألفريد دي موسّيه، الذي وُصِف بأنه أحد أهم رواد الحركة الرومانسية في الشعر الفرنسي، حيث رأى في العشق المتجدد شكلًا من أشكال تطور مخزونه الشعري والأدبي، ليسير بقصائده مُخالفًا الناقد الفرنسي نيقولا بوالو صاحب المذهب الكلاسيكي الحديث، والذي رأى أن العقل هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب.
"أقرع باب القلب.. ففيه وحده العبقرية وفيه الرحمة والعذاب، وفيه صخرة صحراء الحياة، حيث تنحبس أمواج الألحان يومًا ما إذا مستهما عصا موسى".
هكذا قال دي موسّيه عن نفسه، ذلك الفتى الذي لم يتمتع بالثراء رغم مولده في الحادي عشر من ديسمبر عام 1810 لأب شغل أكثر من منصب حكومي هام، وأم من سيدات المجتمع الفرنسي، حيث عانى ألفريد من بُخل والده الشديد، واستعاض عن ذلك بحبه للرسم والشعر.
في التاسعة انتسب دي موسّيه إلى مدرسة هنري الرابع، وبدأ يكتب عام 1824، فاز بجائزة المقالات اللاتينية ام 1827، وبمساعدة بول فوشيه صهر الكاتب الكبير فيكتور هوجو، بدأ في ارتياد صالون شارل نودييه الأدبي وهو السابعة عشرة، وبعد محاولات عدة لاتخاذ مهنة غير فنية كالطب الذي تخلى عنه بسبب كراهيته للتشريح، ثم دراسته للقانون التي أسرع بالتخلي عنها، نشر مجموعته الشعرية الأولى" حكايات من إسبانيا وإيطاليا"، الذي لفت أنظار الجميع وأظهر إعجابه بالفن الكلاسيكي، وبحلول عامه العشرين كانت شهرته الأدبية قد أصبحت طاغية يدعمها جانبه المتأنق والجذاب.
في عام 1832 توفى والده البخيل، ما اضطره إلى السعي بجدية لكسب العيش عن طريق الكتابة للمسرح، فبدأ بـ"عرض مسرحي على متكأ"، أتبعها بملهاة "بمَ تحلم الفتيات"، وهما مسرحيتان بقيتا على الورق غير صالحتين للعرض، على عكس قصيدته "رولا" التي أكسبته شهرة، حيث تحدث فيها عن ضياع جيل بأكمله مُمثلًا في شخصية شاب في التاسعة عشرة يتميز بخصال حميدة من شهامة ونبل وكرم وصدق وبراءة إلى أن جرفه سيل الانحطاط الذي يعيشه عصره.
عام 1833 التقى دي موسّيه الأديبة الفرنسية جورج صاند، وسرعان ما غرقا في الحب، ثم سافرا إلى إيطاليا كما يفعل العشاق الفرنسيون ولكن لسوء الحظ فاجأته الحُمَّى فأخذوه إلى المستشفى، وهناك تعرفت صاند على الطبيب الذي جاء لمعالجته، وكان شابًا إيطاليًا وسيمًا، ويقال انها وقعت في غرامه كما ورد في مذكرات دي موسّيه، لتنتهي علاقتهما التي كانت أهم علاقة في حياته، ليظل غير قادر على الخلاص من سطوة الحب، كتب مجموعة قصائده "الليالي"، لتمجيد علاقته الغرامية مع صاند، والتي وصفتها صاند "العالم لن يفهم شيئًا من هذه المعادلة لكننا سنستمر في تبادل الحب وسنسخر منه"، بينما قالعنها موسيه: "الحياة هي الغفوة والحب هو الحلم، ونحن لا نعيش حقًا إلاّ إذا أحببنا"، ليعود بعدها إلى علاقاته العابرة، فكتب "نزوات ماريان" و"لا مزاح في الحب" و"فنتازيو"، وكلها تبرز شخصيات مزاجية غير مستقرة، وتعد روايته "اعتراف ابن العصر" عام 1836 سيرة ذاتية ضمّنها الذكرى المؤلمة وضياعه مع جيل بأكمله، حيث كان في داخله صراع بين الطهر والفجور، وكان موسّيه يختلف عن المبدعين من معاصريه، حيث رأى في الشاعر شاعرًا وحسب ولا يُنتظر منه أيّ دور اجتماعي أو سياسي، وأن جلّ ما يحتاج إليه هي انفعالات يعيشها لتكون مصدرًا لإلهامه.
انتهت حياة ألفريد دي موسّيه عام 1857 بعد أن ترك إرثًا من المشاعر في قصائده انتقلت عبر السنوات إلى قُراء الفرنسية، قبل أن تُترجم إلى لُغات أخرى.