عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2010, 12:53 AM
المشاركة 191
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عماد الدين زنكي

ولد عماد الدين زنكي بن آق سنقر بن عبد الله آل ترغان" نحو سنة [477هـ = 1084م] في أسرة تنتمي إلى قبائل "الساب يو" التركمانية الشديدة المراس، كان والده "آق سنقر" مملوك السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي، وكان مقربًا إليه، ذا حظوة ومكانة لديه، اعتمد عليه السلطان في كثير من الأمور فلم يخذله آق سنقر قط، وهو ما جعله ينال ثقته ورضاه، وزاد من منزلته عنده. تولى آق سنقر ولاية الموصل سنة 516 للهجرة بأمر من الخليفة العباسي المسترشد بترشيح من السلطان محمود ابن السلطان محمد بن ملكشاه وفي سنة 521هـ ملك حلب واستولى على (الرحبة) و (الجزيرة) وفتح (الرها) سنة 539هـ, وكان يحتلها الصليبيون بزعامة (جوسلان) .

لم ينس السلطان محمود بن ملكشاه تضحية "آق سنقر" في سبيل عرشهم ووفاءه لهم، فوجه جل اهتمامه وعنايته نحو أبن آق سنقر الوحيد عماد الدين زنكي الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره عند وفاة والده.

نشأ عماد الدين في "حلب" في رعاية السلطان محمود السلجوقي، ثم ما لبث أن انتقل عام [489هـ = 1096م] إلى "الموصل" ليحظى برعاية القائد السلجوقي "كربوقا"، فظل ملازمًا له حتى تُوفِّي سنة [495هـ = 1101م]، فخلفه عليها "شمس الدين جكرمش" الذي قرب عماد الدين لما لمس لديه من مقدرة عسكرية ومهارة قتالية عالية ، فأحبه واتخذه ولدًا. ظل عماد الدين ملازمًا له حتى تُوفِّي سنة [500هـ = 1106م]، فتولى "الموصل" من بعده "جاولي سقاو"، وتوطدت علاقة عماد الدين بالوالي الجديد، حتى خرج ذلك الوالي على السلطان، فانفصل عماد الدين عنه، وانضم إلى الوالي الجديد "مودودو بك التونتكين" الذي عينه السلطان محمود على الموصل، وكان ذلك مدعاة إلى إكبار السلطان له، وثقته فيه، وزيادة حظوته ومكانته عنده.

خاض القائد التركماني عماد الدين زنكي إلى جانب القائد "مودود" معارك كثيرة ضد الصليبيين المحتلين في "الشام" و"الجزيرة"، وقد لفت إليه الأنظار بشجاعته الفائقة ومهارته القتالية العالية.

ومع مطلع عام [517هـ = 1123م] استطاع السلاجقة – بفضل الخطة البارعة التي اتبعها عماد الدين – إلحاق هزيمة ساحقة بجيوش "دبيس" الخارج على الخليفة العباسي، وخلّصوا الخلافة من خطر محقق كاد يعصف بها، فانضم "دبيس" إلى الصليبيين بعد هزيمته أمام عماد الدين، وساهم معهم في حصار "حلب" طمعًا في الاستيلاء عليها.