اذا تحدثنا الى اطفالنا بطريقة تنم عن الاحترام فان ذلك لن يساعد فقط في تعزيز احترامهم لانفسهم ولكن سيقدم نموذجا لهم يتبعونه في تعاملهم مع الاخرين.
يعمد كثير من الاهل الى وضع الطفل في فئة لها سمات غير مستحبة. فاذا وقع من بين يديه مثلا فنجان الحليب وكسر، تسرع الام الى وضع الطفل في فئة اصحاب العاهات، وتصفه بانه قليل الانتباه قليل الحيلة. وهذا بطبيعة الحال لا يدل على احترام للطفل. ولكن بامكان الام ان تقول للطفل: وقع الفنجان من بين يديك. وفي ذلك وصف لما حدث ليس اكثر، وفي ذلك دليل على ان ما حدث هو امر وارد وليس غريبا. وهو قد يحدث مع كل الناس. فالطفل الذي يفكر بانه اخرق لان الاهل اقنعوه بذلك سيرتكب كثيرا من الافعال الخرقاء. وسيعتاد على ذلك لان الامر اصبح طبيعيا: افلا يقول الاهل انه اخرق؟
لنحاول ان نتخيل ان الطفل الذي نتحدث اليه ليس طفلنا ولكنه ضيف كبير. ربما بهذه الطريقة تتغير طريقة تعاملنا معه تغيرا كبيرا. فاذا وضع الطفل قدميه على الطاولة، ليس من الاحترام ان نصيح في وجهه طالبين ان ينزل قدميه عن الطاولة. ولكن بامكاننا ان نقول ان الطاولة كانت هدية ثمينة من جدتك ونحن حريصون على الحفاظ عليها. وليس من اللائق ان تضع قدميك عليها. فهذا موقف واضح وحاسم ويعطي الطفل معلومات عن الطاولة وعن سبب حرصنا عليها. ومن المحتمل هنا ان يكون الطفل متعاونا لانه عومل باحترام وهو يفهم الان لماذا الام حريصة على الحفاظ على الطاولة.
ومشاركة الطفل بالحديث عن مشاعرنا طريقة ثانية تتسم بالاحترام لانها توحي له بانه كائن محترم وقادر على الفهم والتمييز. قد تقول له الام: اشعر بالضيق هذا المساء لاني اعاني من صداع. هذا بطبيعة الحال افضل من ان تصيح الام بالطفل طالبة منه ان يهدأ دون ان تذكر له سبب تبرمها. وهذا السلوك المحترم من الام يعلم الطفل ان يعبر عن مشاعره وان يكون واضحا في اتصاله بالاخرين. وهنا علينا ان ننبه بان التعبير عن مشاعرك مع الطفل يجب ان يكون بمستوى الطفل الذهني. اما الافاضة في التعبير عن المشاعر وعن المشكلات فيجب ان تتم مع شخص بالغ اخر قادر عن الفهم والمشاركة.
-------------------------