الموضوع: " يقين "
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2802
 
ابو ساعده الهيومي
من آل منابر ثقافية

ابو ساعده الهيومي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
204

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2014

الاقامة

رقم العضوية
13084
02-14-2015, 10:50 AM
المشاركة 1
02-14-2015, 10:50 AM
المشاركة 1
افتراضي " يقين "
[tabletext="width:70%;"]

في احدى الملاهي الليلة بوسط المدينة الساحلية الصاخبة التي لا تهدى ولا تنام
سماها البعض الدنيا وآخرون سموها مسكن الشيطان
جلس عاصم وصديقه التاجر على احد طاولات الملهى المقتض بصائدي الليل
كانت عيون الجميع تدور في محاجرها لا تتوقف وقد نصبت فخاخها وقدمت اغراءاتها لعلها تحصد شيئا من ثمار الليل الفاخرة
كانت الكلمات والجمل تغلفها الموسيقى ، والعيون المفترسة تخفيها ضياء الشموع الخافتة ، ورغم ذلك كان لمعان وبريق الكؤوس عند ارتفاعها وهبوطها تفضح الغرائز
فهناك فراشات يطفن ويسعين يعرضن ويستعرضن وأخريات في اماكنهن ثابتات واثقات من بضاعتهن
فجأة وعند نهاية السهرة ظهرت يمامتان لهما عينان براقتان وابتسامات ناعمة اضافة لمواصفات اخرى يعجز عن وصفها اللسان
اتجهت اليهما العيون مسرعة وارتفعت الاصوات وتحركت الاقدام ،
و تحمست، و اهتزت ، وثارت من اجلهما الابدان ،وبدا الصراع ،والاقتتال
فاستغل اهل الخبرة هذه الصراع وانقضوا على ما تبقى من فراشات
و كالعادة فاز بالغنيمة الصقور القوية بعدما مزقت بمخالبها القوية كبرياء الجميع وطارت الى مخابئها تاركة الحسرة والندامة للبقية
ليخرج المهزومون ومن بينهم عاصم وصديقة التاجر خاليا الوفاض يترنحان يكسو الحزن وجوههم
فرائهم احد المارة فاخذ يردد :
(إنك لا تسمع الموتى ولاتسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين )
(احسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون )
عبادا قالوا ربنا امنا فاغفر وارحم
وعباد سخروا وكانوا منهم يضحكون
فنظر اليه التاجر بخبث وقال : لقد غر هؤلاء دينهم
سيطر عليها الروتين
حبسوا انفسهم بين البيت والمسجد والدكان

انهم يعيشون الوهم
العالم يتقدم وهم في انحدار !
وبدون ان يلتفت اليه عاصم الذي يعيش صراع بين هؤلاء وهؤلاء قال:
لكن هؤلاء لديهم امال وأحلام
أزاحت عنهم الحزن ولألام
نظر اليه التاجر وابتسم ساخرا وقال :ها ها جنه ونار !!
كم هي جميلة الاحلام
واتجه الى سيارته
فجأة تسمر في مكانه
فقد احس بغثيان ،ودوار و ببرودة عمت اطرافه
فالتفت الى عاصم وبدا يفرك يديه
جلس على الارض
رفع بصره الى السماء ،ثم تمدد على الرصيف
اقترب منه عاصم فسمع :
زفرات تخرج ، حشرجات تتوالى ،وأنفاس تضطرب
، بعدها سكون وصمت رهيب

....
[/tabletext]