عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2011, 04:33 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصيدة أتراح العيد

فؤاد الزهيري

العيدُ أضحى خجولاً من تلاقينا
كيف اللقاءُ وقد تاهتْ تهانينا
يا عيدُ عُذراً فقد غابتْ سعادتنا
وعكَّرَ الليل أحلامَ الصبا فينا
لم يبقَ إلا رفات الوهم نجمعه
من كل حلمٍ تبدَّى من أمانينا
نصارعُ الهم والخيبات نحصدها
واليأس ينخرُ في الآمال يُقْعينا
فشاختِ الروح وانداحَ البياضُ على
هام الطفولة والأتراحُ تكوينا
يا عيد فتش فما في القلب من فرح
لم يبقَ إلا ظلام البؤس يحوينا
نحيا ضياعاً سنين التيه ليس لنا
ألا لصوصٌ وقد زادتْ مآسينا
فاليأس يُخرسُ أفواه التفاؤل في
عيشٍ يُعَذِّبه السجان يُرْدينا
من أشعلوا وطناً بالفقرِ يُحرقنا
فالعرض يصرخُ والأخلاق تْنْعِينا
يا عيد رِفقاً فما أقساكَ في وطنٍ
أضحى لنا ألماً للقهر يُنْفِينا
عذراً إذا فُقِدَتْ في النحرِأُضحيتي
فالذئبُ مِنْ زمنٍ أفنى أضاحينا
ماذا نجيبُ إذا الأطفالُ تسألنا
معهود عيدٍ ولا تلقاه أيدينا
ينتابنا الصمت كم نُخفي به ألماً
في فرحةٍ حَرَمَتْ سَعْداً ونسرينا
فالآه تصعدُ للأعناق تخنقنا
يا ليتَ مِنْ فلذات القلب تُخفينا
ما عاد يعهدنا سُعْدٌ نعانقه
والهمُّ يزحف يغزونا ويبكينا
ثار القصيدُ كما البركان يشعله
جمْرٌ لفارسه يهجو فيُرثِينا
يا عيدُ أوبئةٌ أخفتكَ من زمنٍ
هَدَّتْ بذاكرةٍ ذكراكَ نُسِّينا
يحيكَ في مُهَجٍ أجدادنا قصصاً
يزهو بها زمناً في هام ماضينا
إن طال ليلك والإشراقُ يهجرنا
ياعيدنا سَلَفَاً بالموتِ هنينا
أيقظ لنا همماً بالذل قد نُكِستْ
مات الإباءُ بها هل أنت مُحيينا؟
مِنْ دمعةِ البسطاءِ الحرفُ في خَلَديي
نمو فأقطفه شِعراً لوالينا
مَنْ للفقيرِ إذا ما العِفُّ يُلْجِمُهُ
أن يشتكي عِوَزَاَ واللهِ يُبْكينا
مهما يُحِطْ عِوَزَاً بالقيدِ يُلْجمُنَا
كَفَّ العطاء فلم يُقهرْتآخينا