الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
12-20-2011, 11:25 AM
المشاركة
166
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
يوسف إدريس
-
ولد يوسف إدريس
في 19 مايو 1927
م في محافظة الشرقية بقرية صغيرة
تسمى البيروم
.
-
كان والده ثريا نسبيا وينتمي إلى الطبقة الوسطى الريفية عمل مقاول لكن اعماله انهارت
.
-
بعد انهيار أعمال والده عمل وكيلا لضياع كبيرة وسرعان ما أصبحت خسائر
الوظيفة الجديدة تلك ملموسة وأصبح خوفه من الطرد يهدد حياته مما جعله يفكر في وظيفة
أكثر استقرارا
.
-
بعد فترة تمكن من تحمل مسئولية ضيعة تبلغ مساحتها ثمانمائة
فدان يملكها صاحب مصانع النسيج الثري " صيدناوي
"
وقد بنى يوسف إدريس رواية الحرام على تجربة والده تلك...ضيعة يملكها شخص واحد والكل الذين يعملون
لصالحه والصداقات التي تقوم بين كبار الموظفين وحياة الترحال والتنقل التي يعيش
فيها العاملون بالتفتيش.
-
كان الارتباط متبادل بين يوسف ادريس
وأبيه كل منها مرتبط بالآخر بشكل
مرضي فالابن لم يجد الحنان الذي حرمته أمه إياه إلا عند والده
.
-
يوسف كان الابن الأول الذي يتخطى طفولته بلا
موت فقبل أن يولد يوسف
كان الأب
لديه عدة بنات من ثلاث زوجات سابقات ولكن أبناءه جميعا ماتوا في المهد، وعندما
تزوج (إدريس علي) أم يوسف
كان الأمر المؤسف الذي يفقده
أبناءه يكاد أن يكرر نفسه
.
-
مات أخ يوسف الأول من أمه
وسقط الثاني .
-
وكان يوسف
عقب مولده مريضا بصورة حادة
وظل والداه شهورا وهم خائفين على حياته، ولكنه شفي بعد ذلك وكانت تلك هي نقطة التحول
في حياة الأسرة بأكملها إذ أعقب شفاء يوسف
مولد ستة أبناء آخرين وبنتين
مروا بطفولتهم سالمين دون مشاكل
.
-
عاش يوسف ادريس ط
فولة غير
مستقرة ولأن هذا العمل يتطلب من الأب الانتقال الدائم من مكان إلى مكان فقد ترك
أبنه الأكبر يوسف
وقد كان عمره
خمس سنوات إلى جدته التي كانت تعيش في البيروم
.
-
ولهذا كان يوسف ادريس ي
سير كل يوم
عدة أميال حتى يصل إلى أقرب مدرسة ابتدائية في فاقوس
ولم تكن طفولته في بيت أجداد والديه سعيدة
.
-
كان الطفل
الوحيد وسط البالغين وكانت تتم معاملته دائما كواحد منهم ، كانوا ينتظرون منه أن
يتصرف كشخص ناضج مسئول وكان العقاب ينتظره إذا ما تصرف بغير ذلك وبالإضافة إلى ذلك
فقد عاشت العائلة ظروفا متوترة ويتذكر يوسف
أن حلمه
الأثير كان أن يرى نفسه في غرفة مزودة بالكهرباء والماء الجار
ي.
-
عاش يوسف ادريس طفولة
ضائعة وسط
جيل من الكبار يرفض معاملته كسائر الأطفال حيث يقول " فأنا من هؤلاء الذين قضوا
طفولة جادة تماما لم يعرف المرح طريقه إليها.
-
ويقول " كنت رجل رهيب في ثوب طفل. ..كل ما اعتقد
أني أريده أحرمه على نفسي بل وأنظر إليه وكأنه خطيئة ارتكبتها تجاه الآخرين همي
الأكبر كله أن أصنع مثلما يصنع الكبار لأكون كبيرا .. فالطفولة كانت في طفولتنا
عيبا ، الانطلاق وحتى ارتكاب الخطأ المطالب والهدايا واللعب كل هذه كانت تهمنا نموت
حنينا إليها في أعماقنا ولكننا نموت خوفا أيضا أن نطلبها وإلا أصبحنا عيالا.
-
يصف يوسف ادريس
طفولته
بالتعاسة فجدته إمرأة صعبة سلطة اللسان تقرعه على سلوكه
بانتظام إذا هفت نفسه إلى
مرح الأطفال.
-
أيضا كان يصف والدته بالصلابة وقوة الإرادة والسطوة وإذا ما قارنا بين
المرأة الأم والجدة في حياته فإننا نجد أن أمه لم تمنحه الحب فهو يتذكرها كامرأة
عنيدة، ذات شخصية مستبدة، كتومة، فشلت في أن تمنحه الإحساس الأمومي، الذي كان يشتاق إليه.
-
وبسبب صحتها المعتلة رضع يوسف ادريس من جارة له
كانت مسيحية ولم يحظى من أمه بالاهتمام الذي كان يريده ويبدو هذا واضحا في عدد من كتاباته مثل " اليد
الكبيرة " (1958) والقديسة حنونة ، (1968) حيث تتم فيهما المقابلة بين قسوة والدة
الراوي والحنان الذي تبديه له الجارة وامرأة مسيحية على التوالي
.
-
في رأي
يوسف ادريس
أن موقفها
المتحفظ والبارد تجاهه كان مسئولا إلى حد كبير عن خجله واقترابه من النساء
بعد ذلك في حياته .
-
أما إذا
اتجهنا لعلاقة يوسف ادريس بجدته التي ربته في البيروم فنجدها خالية أيضا من الإحساس الدافئ فقد كان لها فراخ تلد
مثل أمه وكانت تسلخه بلسانها السليط إذا ما أغضبها بأحد تصرفاته الطفولية.
-
لكن تلك
المعاملة الخشنة تم تعويضها إلى حد ما بموهبة المرأة العجوز في حكي القصص فقد اعتاد
أن يسمع مسلوب الإرادة إلى العديد من القصص المدهشة وحكايات الجنيات المخزونة في
ذاكرتها وكانت تلك الخبرة كما يؤكد يوسف ادريس
هي التي أججت
اهتمامه بالحكايات
.
-
لقد عاش يوسف ادريس
طفولة مشتتة
قلقة حائرة مليئة بالحرمان والذي كان له بالطبع تأثيره على حياته فيما بعد
.
-
في روايته ( البيضاء ) يظهر
اهتزاز علاقته بأمه .
-
كان دائما يفتقد أمه وهي أما غاضبة او أنها جالسة متناومة أو
متمارضة.
-
يصف علاقته بأمه بقوله " علاقتنا كانت غريبة في بابها
منذ صغري ودونا عن بقية إخوتي فلا هي علاقة حب ولا علاقة كره.
واضح أن يوسف إدريس عاش طفولة بائسة..فهو من مواليد قرية نائية...محرومة من كل مظاهر الرفاهية وسبل العيش...والده تزوج ثلاث نساء قبل أمه لينجب طفلا...ثم تزوج أمه فمات ابنها الأول مثل كل الأولاد الذي ولدوا لنساؤه الأخريات...وسقط الثاني...وكان من المتوقع أن يموت الثالث ( يوسف إدريس ) الذي ظل عقب ولادته مريضا لكنه عاش...الوالد يتعرض لخسارة وتنهار أعماله...ويجبره عمله على الترحال الدائم...فيضطر إلى ترك ابنة الوحيد الناجي بعد كل تلك المحاولات عند جدته وهو في سن الخامسة، لكن بيت الجدة كان قاسيا...فعومل يوسف إدريس على انه رجل وهو في ثياب الأطفال...كل ذلك تم في غياب الأم التي يبدو أنها كانت تعاني من حالة كآبة حادة...فهي إما مريضة وإما تتمارض...وهي حتما غائبة عاطفيا إلى حد أن العلاقة بين يوسف ووالده أصبحت علاقة مرضية، وكان يشعر بأن تلك المرأة التي عملت على إرضاعه ( الجاره المسيحية ) اقرب إليه من أمه.
إذا لقد عاش يوسف ادريس
طفولة مشتتة،
قلقة، حائرة، مليئة بالحرمان، والالم، والمرض والخوف من الموت، وفي ظل ظروف غير
مستقرة، ومتوترة، فكانت طفولة
ضائعة وتعيسة....خاليه من حنان الأم وغياب الأب وقسوة الجدة والظروف.
وذلك كله في ظل ظروف عامة غاية في الصعوبة، والبؤس من حيث الاضطراب السياسي والفقر العام وظروف الحكم التسلطية الصعبة والأطماع الاستعمارية وكل ما يجلبه ذلك من ويلات وآلام ومقاومة
.
يتيم اجتماعي.
رد مع الإقتباس