عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2011, 09:19 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في رحيل الروائي الاردني مؤنس الرزاز - مجرة جمهوريات في صراع


كتبها مؤنس الرّزاز ، في 24 كانون الثاني 2007 الساعة: 17:58 م


د.حسن ناظم

كتب مؤنس الرزاز، في آخر عدد من مجلة أفكار قبيل وفاته يقول: وأتفكر اليوم في أواخر عام 2001، تري لماذا قاومت أمراضي هذه كل تلك المقاومة المستميتة؟ (أفكار ع 161) في اللحظة التي تساءل فيها مؤنس الرزاز عن سبب مقاومته الأمراض، كف عن الحياة وكان الذي كان يديم حياته هو تلك المقاومة المستميتة والمثابرة لكل ما كان يجب أن يعتاده، ويتآلف معه كجزء من كيانه وهو الأمر الذي أدركه متأخراً بعد فوات الأوان.
في الأعداد الأخيرة القليلة من مجلة أفكار دأب مؤنس الرزاز علي نشر بعض من اعترافاته، وحين أتأمل هذا النزر من سيرته الجوانية، أشعر ان مؤنساً مر خاطفاً في هذه الحياة، ليس لأنه ارتقي وهو في الخمسين، ولا لأن سنوات قابلة كان يمكن ان يعيش فيها مبدعاً وإنساناً محبا ومحبوبا (فهو يدرك بعمق أنه يتمتع بحب أصدقائه كما كتب ذات مرة) بل لأنه مر خاطفاً بين تبديدين: أولهما، إنه بدد عمره الآتي حين تساءل عن مقاومته الأمراض فهجع هجعته الأخيرة وثانيهما يقول فيه: غير انني بددتُ ثلاثة أرباع عمري في محاولات يائسة للانقلاب علي طبيعتي المغايرة كي أتحول رجلاً آخر لا علاقة له بي، وعزاؤنا بين هذين الضياعين أنه ظل كما هو يضج بالمفارقات والنقائض ويتعايش معها حتي النفس الأخير، ويبدع من خلالها، وعلي ذلك وباستيحاء شذرات اعترافاته تتخلخل في ذهني مقولة يولد الإنسان إما إفلاطونيا أو أرسطياً وفي ظني أن مؤنساً كان كليهما، وقد حاول مرتين أن يكون أحدهما فقصد مصحات الغرب ليعالج كآبته المزمنة، وأتاح للأطباء ان ينالوا من طبيعته ربما من إفلاطونيته في العام 1974 فعاش بعد هذا عيشة ارسطية حتي عام 1978 وسرعان ما انبعث إفلاطون فيه ثانية وبقي الأستاذ وتلميذه يتصارعان فيه حتي أعلن مؤنس الاستسلام واعترف بهما معا فيه قبيل وفاته.
في الشذرات من سيرته الجوانية عدد مؤنس الرزاز مرة إعاقاته: مرض كآبة مزمن وحاد إدمان الكحول، العجز عن معالجة تفاصيل الدنيا المادية اليومية، لكنه مثلما يدرك إعاقته يدرك مواهبه وفرادة شخصيته، فهو الموهوب الذي باركه الله بهبة الإبداع والخلق وهو الرهيف الشفيف الحساس، وهو النمرود الذي يدرك اختلافه لكنه يشطر بوعي رأيه باختلافه هذا أولا حين دمج إعاقاته بمواهبه فقال: هذا الكيان كله هو مؤنس، الوحش والقديس، القرصان والفيلسوف، الغرائزي والمثالي، البطل والمشوه، وثانيا حين سلك مسلكين متضادين التضاد أشده أمام إعاقاته فشاء تارة أن يفصلها عن مواهبه فتواطأ مع الأطباء خلاصاً من المعاناة يقول: كانوا في المصح