عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2011, 11:33 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مؤنس الرزاز .. خصوصية استثنائية ودعوة لإعادة قراءته من جديد
عمان ـ الدستور ـ هشام عودة



تسعة أعوام مرت على رحيل الروائي مؤنس الرزاز ، الذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 2002 ، حين كانت عمان تحتفل بتتويجها عاصمة للثقافة العربية ، لتكون الخسارة التي لحقت بالوسط الأدبي في الأردن خسارة مضاعفة. ومؤنس الرزاز ، الأديب والمفكر والسياسي والمناضل والحزبي والإنسان ، كان واحدا من أبرز الأسماء الأردنية التي تركت بصمات واضحة في المشهد الثقافي العربي بشكل عام. "الدستور" ، وهي تحيي الذكرى التاسعة لرحيل الرزاز ، ذهبت إلى استنطاق عدد من أدباء الأردن ، الذين ظل مؤنس بالنسبة لهم أخا وصديقا وأستاذا ومبدعا.

الشاعر حكمت النوايسة ينظر إلى ذكرى رحيل مؤنس بوصفها حدثا أدبيا وسياسيا وإنسانيا ، فيقول: في هذه الأيام تأخذ ذكرى رحيل الروائي والمناضل مؤنس الرزاز خصوصية استثنائية ، فطالما حلم بما يمور في الساحة العربية الآن من تغييرات ، وبما يفرضه اللاعبون الجدد ، شباب الأمة ومستقبلها ، من أجندات خارج تكهنات السياسيين والفصائل التي تحوّلت إلى أشخاص. ويؤكد النوايسة أن ما تركه مؤنس من أدب هو أدب استشرافي يصلح الآن للقراءة أكثر من سبق ، وهذا ديدن الأدب الخالد الذي كلما قدح زناده الحياة تكشّف عن جوهر مأتلق ، ويحسن بنا أن قراءة "متاحة الأعراب في ناطحات السراب" كما يحسن بنا أن نقرأ أدبه قراءة الباحثين عن المعرفة ومصادرها ، عندما يوحي إلينا أن نكتشف فرانز فانون ويونغ ونحن نرى الآن الأمة التي آمن بها تنفض عن جسدها الغبار وطبقات المحتلين.

من جهته ينظر الروائي هزاع البراري إلى هذه الذكرى من منظار الأديب والصديق ، فيقول: "تمر السنوات وتشتعل الذكرى وينهض مؤنس في كل مرة وكأنه يستفيق من جديد ، ليكتب روايته التي ذهب وهو يحمل بذور فكرتها معه ، وما نحن إلا من ينبش عن تلك البذور لنتقاسم كتابتها شعرا ونثرا على مدى السنوات المقبلة ، فإن تأثير الإنسان في مؤنس لا يقل أهمية عن حضوره الإبداعي في نصوصنا وقراءاتنا ، فنحن إذ نكتب نصا ما لا نستلهم هذا الموروث (المؤنسي) وإنما نماشيه ونواكبه ونأخذ منه كما نعطيه". "وأعتقد أن مؤنس الرزاز من خلال مراحل حياته المضطربة وانتماءاته السياسية بالإضافة إلى صمته العميق ، وريشته التي ترسم بانزواء ، كلها تشكل مع رواياته حالة فريدة في الساحة الثقافية المحلية والعربية" ، ذلك ما قاله البراري قبل أن يضيف: "وفي هذه المناسبة نحن بانتظار نشر سيرته الجوانية ليطلع العالم على الجوانب الأخرى التي أسهمت في البناء الفكري والنفسي لمؤنس وأسهمت في وضع حارطة طريق لحياته التي مضت سريعا".

أما الشاعر زياد العناني فيدعو هو الآخر من جهته إلى إعادة قراءة ما أنتجه مؤنس الرزاز من أدب وسواه ، مشيرا أنه يلمس حضور مؤنس الآن أكثر من أي وقت مضى حيث يقول: لو كان مؤنس بيننا اليوم لقرأنا له نصوصا مختلفة ، حول ما يجري في شوارع الوطن العربي ، فقد ظل حتى يومه الأخير يراهن على مثل هذا التغيير الذي تفرضه الجماهير العربية بدمها وغضبها ، لكن علينا أن نعترف ايضا ، كما يقول العناني ، أن غياب روائي كبير بمواصفات مؤنس قد ترك أثرا ملموسا في الساحة الأدبية المحلية بحجم الخسارة التي تركها غيابه كإنسان ، وبهذه المناسبة فإنني ادعو كل من يعنيهم الأمر إلى إعادة قراءة النتاج الأدبي والفكري للروائي مؤنس الرزاز ، لأن من شأن مثل هذه القراءة الجديدة ان تمنحنا القدرة على فهم وتحليل الملامح والظروف التي عاشها الراحل في حياته التي ظلت مكتظة بالحركة.



وكان الرزاز مستشارا في وزارة الثقافة ، ورئيسا لتحرير مجلة أفكار ، وانتخب عام 1994 رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين ، كما أنتخب عام 1993 أميناً عاماً للحزب العربي الديمقراطي الأردني. نشر مقالات سياسية يومية في صحيفة الدستور في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي ، وفي صحيفة الرأي في تسعينيات القرن الماضي وحتى وفاته في الثامن من شباط ,2002

نال الرزاز الذي ولد عام 1951 جائزة الدولة التقديرية في الآداب للعام 2000 في حقل الرواية ، وصدرت له جملة من النصوص والمجموعات القصصية: مد اللسان الصغير في مواجهة العالم الكبير ، (خواطر) ، البحر من ورائكم ، النمرود ، وفاصلة في آخر السطر.

وفي حقل الرواية صدرت له: أحياء في البحر الميت ، اعترافات كاتم صوت ، متاهة الأعراب في ناطحات السراب ، جمعة القفاري ، يوميات نكرة ، الذاكرة المستباحة وقبعتان ورأس واحد ، مذكرات ديناصور ، الشظايا والفسيفساء ، سلطان النوم وزرقاء اليمامة ، عصابة الوردة الدامية ، حين تستيقظ الأحلام وغيرها.




التاريخ : 08-02-2011