عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2016, 08:05 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة ناريمان

تقولين " الربيع العربي ...أي ربيع عربي هذا ؟!ما حدث في العالم العربي كان صحوة ( مدفوعة الثمن ) وكأن المسؤول عن هذا الثورات كلها واحد ... سأسميهم ( الأصابع الخفية ) !!!"


- لا اتفق معك في هذا التحليل أبدا والأصابع التي تسببت فيما حدث لم تكن خفية بل هي جلية ظاهرة للعيان . انها اصابع الظلم والفساد لأنظمة الحكم التي كانت تظن انه يمكنها الاستمرار الي ما لا نهاية في ظلمها ما دامت مدعومة من القوى العالمية وأجهزتها الأمنية . ذلك الظلم انتج ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة وحيث ان تلك الظروف كان مصحوبة بظلم اجتماعي وتكميم للأفواه مما هدر كرامة الانسان البسيط الذي لم يعد قادر على توفير لقمة العيش عندها تساوت الحياة المرة مع الموت فحدث الانفجار. من يتحمل مسؤولية ما حدث ومن كان سببا فيه هم الحكام الظلمة وأنظمة حكمهم التي كانت منفصلة عن الواقع، تعيش في بحبوحة من العيش حياة هنية راغدة بينما كانت الأغلبية من الناس تعيش الفقر والمه.

وتقولين أيضاً" من الواضح أنهم وجدوا الاسلام والداعين إليه كثر ووجدوا أنهم يتكاثرون في كل أنحاء العالم فأرادوا أن يعطوننا درساً مؤلماً لا ننساه ..في فلسطين قلب الصراع في المنطقة : أوعزوا إلى ( حماس ) بدخول الانتخابات .. وساهموا في فوزها وبعد ذلك قمعوها وحاصروها وضربوها ليكسروا شوكتها وبهذا ضربوا عصفورين بحجر واحد :
الأول : شبكوا فتح وحماس كأهم فصيلين فلسطينيين .. واستراحوا من مقاومة الفصيلين .
الثاني : استراحوا من قطاع غزة الذي كان يمثل عبئاً عليهم " .


- اتصور ان الصراع بين حماس وفتح ليس له اي دخل في الربيع العربي هو صراع نفوذ وهو حتما منفصل تماماً عما جرى في البلاد العربية التي اجتاحتها الثورات . هناك كان الجوع والفقر والظلم الاجتماعي هي المحرك .

وتقولين " في مصر : جاءوا ب ( الإخوان ) وفازوا في الانتخابات .. وبعد ذلك
عوقب الاخوان وكل من يليهم
..

- أؤكد لك بان لا احد جاء بالإخوان. الذي حدث ان الثورة في مصر أسقطت النظام فحدث فراغ في السلطة حتى ان الاخوان لم يتوقعوا ما حصل ولم يكونوا مستعدين لتعبئة الفراغ ولذلك تحديدا فشلوا فقد فاجئتهم التطورات المتسارعه ولم يتمكنوا من فهم مما كان يجري وعجزوا عن تطوير او تبني استراتيجية مناسبة تلائم مع ما جرى وتتعامل معه بصورة تمكنهم من طرح انفسهم كبديل مناسب خاصة في مجتمع لا يمكن تجاهل التعددية فيه، والدولة العميقة والمؤسسة العسكرية صاحبة النفوذ الكبير، والشباب الذي كان يسعى لاهداف مغايرة لبرنامج الاخوان وعلى راس هذه الاهداف الحرية وتمكين هذه الشريحة ومشاركتها في الحكم . كل هذه العوامل تجاهلها الاخوان فاستثمرت القوى الاجنبية هذا الإخفاق لتحقق ثغرة وكان الاختراق.


وتقولين " ثم عززوا الخلافات بين السنة والشيعة في أكثر من بقعة في الوطن
ثم أخيراً .. جاءوا بداعش وبذلك .. جاءت كل النتائج لصالحهم فشككوا الناس بكل ما هو اسلام ..وكأنهم يقولون للشعوب العربية : هذا هو الاسلام الذي تريدون
وفي كل الحالات .."


- الخلافات بين السنة والشيعة كانت موجودة ولكنها برزت بعد استيلاء الملالي على الحكم في ايران. الشيعة استقووا بحكم الملالي وظنوا ان بامكانهم القضاء على اهل السنة ولذلك هم يشنون حرب إبادة ضد كل ما هو سني . هذه أيضاً ليس لها علاقة بالربيع العربي. حتى في بلاد الشام الثورة اندلعت بسبب فداحة الظلم الاجتماعي الذي كان يعاني منه اهل السنة تحديدا لكن الفقر هو السبب المباشر هناك أيضاً.
اما التطرف فله اسباب اظنها واضحه جلية وهي اولا نتائج حروب الخليج وافرازاتها. تخيلي ان في العراق ما يقرب من 4,000,000 يتيم ؟ تخيلي هذا الجيش اذا تطرف ماذا يمكن ان يفعل؟ وهناك ايتام في الشام وفي ليبيا يتموا على ايدي الظلمة...حتى في تونس الذي اشعل نفسه واشعل العالم معه هو يتيم البوعزيزي.
.

وتقولين " بالمختصر ... الأصابع الخفية تمثل الباطل هي التي تلعب بالخفاء في كل بلاد الوطن والشعوب مسكينة تنقاد بلا وعي وكل ما يحدث هو صراع بين الحق والباطل أما ما يحدث هنا وهناك .. هو غبار الثورة .. عما قليل سيهدأ ويرضى العربي برغيف الخبز بعد السيطرة على موارد الوطن الطبيعية وسنبقى تحت الذل الاستعماري إلى أن تقوم الساعة. ....

- لا اظن ابدا ان هناك اصابع خفية ساهمت في اندلاع الاضطرابات في الدول العربية والتي تحولت الي ثورات... بل هو الواقع المرير الذي نتج عن الفساد والظلم وتسبب في حالات فقر بشعه تساوى على اثره الموت والحياة. وربما هذا هو السبب الذي جعل الربيع العربي ينحصر في تلك الدول. لان شروط الثورة لم تكتمل ولم تتحقق في باقي البلاد. حتى في المغرب العربي تم التصرف بذكاء فجيئ بحكومة افرغت الحركات الاحتجاجية من محتواها فتراجعت حركة الاحتجاج ولو ان بعض القطاعات ما تزال تشعر بالظلم لكنه ليس عارما يؤدي الي ثورة عارمة.
ما قلته .. ليس تشاؤماً ولكنه الواقع كما أراه بعيوني..

- انني ارى الواقع بصورة مختلفه وهي ان تراكمات الظلم ادت الي الانفجار والثورة بعد توفر شروطها وهي اهمال الشريحة الاكبر في المجتمع وهم الشباب ...والبطالة والظلم الاجتماعي والفقر المدقع وغياب الحريات وبالتالي انتهاك الكرامات فنضجت الثورة واندلعت وهي تراوح مكانها لان الاصابع الخفية التي تقولين عنها تدخلت عند اندلاع هذه الثورات اولا لاحباطها واعادة الحكم الي سابق عهده حتى تضمن الدول الاستعمارية والتي تتبنى ما يسمى بالنظام العالمي ولاء تلك الدول وتبعيتها فليس من المسموح الخروج عن النظام العالمي الا باذنه.
كذلك ارادت هذه الدول ان توصل رسالة بأنه لا يجوز الانقلاب على النظام العالمي الا باذنها وتأيديها ولذلك نجدها تقف ضد اي انقلاب عسكري يقوم من دون اذنها ودعمها وما يلبث ان يفشل... وقد حصل ذلك في افريقا.
الحرب الاهلية القائمة حاليا في دول الربيع العربي بين الظلمة والمظلومين ...قد تستمر كما يقول الاستاذ فهمي هودي 30 سنه وربما اكثر لكن هناك حقيقة واحدة وهي ان المظلومين لن يعودوا الي قمقمهم مرة اخرى دون ان يحققوا ادنى حد من الانتصار وتغير الواقع المرير... ولو ان ذلك ربما لا يكون كافيا ويتسبب في مزيد من سقك الدماء.
وحتما الثورات مستمرة ما دامت شروطها موجودة تخيلي مثلا بأن المعلومات تشير الى وجود من 3 الي 4 مليون مشرد من اطفال الشوراع في مصر ...هذا اذا نسينا سكان المقابر والمعلومات المنشورة على اليوتيوب تشير الى ان اعدادهم قد تتجاوز العشرة مليون. اليست هذه ارض خصبة للثورة والارهاب والتطرف؟
كيف يمكن ان تستقر الامور في مصر وهي مقبلة على جفاف النيل بعد ان سرقت دولة بحجم القرش مياه النيل؟ كيف يمكن لها ان تستقر ونصف الشعب في السجون او المقابر؟ كيف يمكن لها ان تستقر وفيها مثل ذلك الفساد الذي فضيحه ( جنينه) مسؤول هذا الملف؟ كيف يمكن ان تستقر والمشروع الاقتصادي الكبير الوحيد الذي يبدو ان النظام اطلقه كان اقرب الي الخدعه وهو قناة السويس والتي سجلت خسائر لتقوم الحكومة بفرض مزيد من الاجراءات التقشفية التي تسببت بتذمر اضافي؟

الثورات قامت بسبب الظلم وهي مستمرة ما دام الظلم مستمرا وسوف تنتصر اذا ما استمرت شروطها ولكن كيف ومتى وبأي اسلوب هذه تظل مفتوحه.