عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 07:57 PM
المشاركة 110
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (15)



شوِّهْ كما شئت



شوَّهتُ صورةَ من أهوى وقُلتُ لها
ترقَّبي سوف أمحو لوحةَ الأَشِرِ

سأنتهي من ضلالاتٍ شقيتُ بها
وأقتلُ الشوقَ في نايي وفي وتروي


وأدفنُ الأمسَ في أوكارِ ذاكرتي
وأنشُرُ الميْتَ في ذهني من الفكرِ

إني سئمتُ هوىً يحيا على أملٍ
مُنذُ الثلاثين في خوفٍ وفي حذرِ

تناهبتْني به الأعوامُ ساخرةً
عامٌ يطلُ وعامٌ يقتفي أثري


* * *

تبسَّمتْ من خلالِ الرسمِ قائلةً :
ماذا فعلتَ بمن يهواكَ يا عُمُري ؟


ولِمْ تعمَّدتَ تشويهاً لما نثرتْ
عليه منكَ القوافي أجملَ الدُّررِ


هل كنتَ تقصدُ قتل الحب ؟ لا..أبداً
من كانَ مثلكَ لا يقوى على الضَّررِ


من كان مثلكَ لم يحملْ جنينَ هوىً
عمراً ومن ثمَّ يلقيه إلى سقرِ


إنِّي أحبُّكَ شوِّهْ ما تشاءُ فإنْ
ضننتُ بالوصلِ يا روحي فلي عُذُري


لم أجنِ ذنباً ولم أكفرْ كما كفرتْ
(فلانةٌ) بالهوى يا ضيعةَ العمُرِ


لم أرتكبْ في الهوى إثماً فلا طلعتْ
شمسٌ عليَّ إذا استسلمتُ للوطرِ


كذا قضى اللهُ في روضٍ ذوى عطشاً
أَظما وتَظما بلا وعدٍ مع المطرِ


وهل تخيَّلتَ يوماً أن أرشَّ على
ضفافِ جرحيَ ملحَ الصمت والخدرِ


جرحُ الكرامة لا لم يندملْ نَزِقٌ
ولو تعمَّدتُ ما أُخفيه من ضجرِ


إنِّي أحبُّ جراحَ الأمس نازفةً
لعلَّها تنبئُ الأحبابَ عن خبري


فاحصدْ مواسمَ من جُرحي الذي نضجتْ
فيه النوازعُ بين الوِردِ والصَّدَرِ


وارقصْ على بيدر النسيانِ حين ترى
أني سأحفظ ما جمعت من ذِكَرِ


* * *

يا من زرعتَ نصالَ البينِ لاهبةً
تمضي بقلبي على الآهاتِ للخطرِ


لا تبتئسْ يوم تلقاني أسيرُ على
جسرِ الهمومِ إلى بوَّابةِ القدرِ


فربما تعبسُ الأقدارُ ثانيةً
وربما تزدهي بالموسمِ العَطِرِ

وربما .. ربما .. يلهو بأُمنيتي
من كنتُ أرجوه بعد اليأسِ للظفرِ


* * *

شوِّهْ كما شئتَ في رسمي بلا خجلٍ
لكن حذارِ من التشويهِ في سِيَري


ولستُ عاتبةً مهما فعلتَ فلا
تمنُنْ عليَّ ببعضِ العطفِ بالنظرِ


لا أقبلُ العطفَ ممَّن راحَ يرمُقني
بنظرةٍ تقتلُ الآمالَ كالإبرِ


واسخرْ كما شئتَ من سُهدي إذا لمحتْ
عيناكَ يوماً بوجهي صُفرةَ السَّهرِ


وارجعْ إلى آلةِ التصويرِ في حَنَقٍ
وحطِّمِ العينَ منها تحترقْ صوري


فلستُ أنساكَ يا من شوَّهتْ يدُه
رسمي ليطفئَ في ليلِ الضنى شرري




11-9-1997