عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2022, 06:46 AM
المشاركة 15
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" الحب والإيمان "

الكاتب :
يعود بنا للوراء ، إلى القرن التاسع عشر ، أبان حملة نابليون على مصر ،
فكان من ذلك تواصل الغرب بالشرق ، لتكون جريدة " التنبيه "
هي أول جريدة عربية تظهر لأول مرة ، الذي أصدرها
الجنرال " بونابرت " عام 1800م ،

حيث :
كانت في بداياتها ، وجِهت لتكون سلاحا موازياً للسلاح المادي ،
إلى أن تدرج العرب ، ليستقلوا بذواتهم عن وكالة الغرب ، ووصايته
لتكون صُحفاً عربية خالصة ،

وإن كانت لا تخلو من بصمات الغرب
في بعض جوانبها ومواضيعها !

لا :
يمكن بما كان أن نقرن ما كان بالأمس بحادث اليوم ،
فهناك فارق المكان والزمان ،
وتداخل المصائب التي عمت المكان ،
فبعد أن كانت فلسطين في مقدمة القضايا
التي شغلت عقل ، وقلب العرب ، والمسلمين ،

ظهرت :
فلسطين أخرى ، تقسَّمت بين أقطار الأرض ،
لتكون فلسطين قضية أجل النظر فيها ،
لكونها صارت من الماضي ،
وحيث استجد الجديد !

من هنا :
كان من اسباب ذاك الذبول الأدبي الذي نراه شاخصاً في وقتنا الراهن ،
وإذا أردنا الاسترسال بشيء من الاقتضاب البسيط ، لنتجول هنا وهناك ،
نجد ذاك الفارق الكبير فيما يبرز من نخبة المثقفين ،
حيث نجد ذاك الأديب يعصف به ذاك الفكر البليد ،
حيث يطرح ما يكتبه ، وهو الزهيد الذي لا يأتي بجديد ،

وما هي إلا مناغاة ما شاع صيته وذاع ،
وراج سوقه واستفاض !
من وصفٍ لجسد المرأة ، وأخبار فيها توافه الأخبار ،
هي حشو سطور لا تجد منها ما يشفي الصدور !

من ثقافة تجمع شتات العقول ،
وتُنضج ما فيه ، ليكشف ويكتشف به غامض الأمور_
أتحدث في السائد ولا أعم بذاك المقال _

" وللباحث عن الحقيقة مجال واسع ،
لينظر ويرى مصارع الأمور
" !

أراد الكاتب :
بطرحه هذا أن يُخّلد ذكرى أولئك القامات .
فكان جسر العبور لفكر أولئك ،
رسائل أرسلها لذاك الصديق :

" الحب الجديد " :
يرى فيه الكاتب :
" أن الحب صيرورة لا تدرك كنهها " .
أرفق من معانيه تلك الحاجة ، التي بها تتشبث بها الحياة ،
ولها إكسير منها تكون ديمومة الحياة ،
التي لا تتوقف بغير فناءها ،

للحب ذكرى وحاضر لأنك تعيش تفاصيله ،
إذا لم يكن بالجسد يكون بالروح ،

تمر علينا لحظاتها نتصفح أيامها ،
كشريط نُرجع ما يمر علينا ، إذا ما كان به ما يُبهجنا ،
ونقدمه إذا مر علينا ما يُزعجنا ،

ولكن :
لا يمكننا تمزيقه أو إتلافه
لأن الصلاحية في ذلك ليست بأيدينا !

لعلنا :
في مأزقه نحاول النسيان ،
ولكن ما هو إلا ضرب خيال ، ومداعبة أوهام ،
فلا يمكن نسيانه ! لعلنا نستطيع أن نتناسى
ليكون ذلك " أضعف الإيمان " !

" في حثه أن يكون المرء معشوقاً لا عاشقا "
هي مثالية يًطلقها ذلك الكاتب ،
ليكون لكيان ذلك الانسان كمال يكون منه جاذباً ،
لمن حوله من الأنام ممن تتعانق روحه مع روحه ،
وتذوب فيه العناصر والجينات في كيان ذلك الانسان .

" الضد " :
لعل بذاك الضد يكون للحياة تعريف ومعنى به يُفهم كنهها ،
قليل هم من يسعون من أجل الكمال ، الذي تكتمل به الإنسانية ،
وإن كان محال البلوغ وإنما هو خط الدفاع الذي به يردُّ عنه تلك المثالب والعيوب التي تُخرجه من صفوة الأنام ، الذي تشرف الدنيا بهم
لكون لهم كيان يحيى في ظل المبادئ
التي تميزه عن باقي الأنام .


" معيار وأصل الحب " :
يلفت :
انتباهنا الكاتب هنا على أن الحب لا يكمن في الشكليات ، و " الرتوش " !
ليجعل من الجمال والسعادة غير ثابتين ،
بل هما متغيرين تلفحهما ما يدلف
ويطرأ عليهما من تعاقب الأيام ،

فذاك:
أصل الحياة تقوم على المتناقضات ،
فيوم حلو ويوم مر ، ويوم سعيد ويوم تعيس ،

وما :
على المرء منّا غير إدراك تلكم الحقيقة ،
كي لا تكون عقبة كؤود تُعيق طريقه !


" الأطلال " :
يجد في الحب الجدل الوجودي ، الذي يكون عارضا لا تلتقي عناصره ،
بينهما برزخ لا يبغيان ، كحال المتباين كالليل والنهار ، وكالخير والشر ،

لا أدري :
ذاك التعريف لدى الكاتب عن الحب ؟!
الذي به ينفي ذاك :
الاتحاد
و
الاندماج
و
الذوبان

ذوبان الحبيب :
في محبوبه ليكون الاثنان واحد في جسد وروح ،
يتنفسان من رئة واحدة ، هل يرمي بقوله ذاك هو وضع " مسافة أمان " ؟!
كي لا يحبس نفسه في سجن الندم والحسرة ،
إذا ما دار الزمان دورته وتغير وتبدل الحال بأهله ،
ليكون الفراق والانفصال المسمار ،
الذي يُدق في نعش ذاك الحب المذاع !

" البحيرة " :
تصوير جميل وحقيقة تغيب عن لب المار على حروفها الدقيقة ،
أن في حيز المكان الذي معالم حدوده مرسومة ، يبقى محفورا في ذاكرة ذلك الإنسان ،

لكونه :
يعيش تفاصيل لحظاتها يعرف ،
حتى أعداد نبضاتها تلك التي في قلبه غلاها !

بعكس :
من يُبحر في حب _ نتحفظ بإطلاق هذه الكلمة المقدسة ،
إذا ما تلبس بها مدعي خوان
_
ليس له حدود ،
ولا معالم ، ولا مدى ،
ومكان يٌلقي فيه مرساه !