اتركي أزهارك قرب نافذتي
و افتحي الشباك و ابتسمي
كي تتعطر ليلتي
و ضعي على وسادتي قمراً
قربيه من أنفاسي
لعل ماء الشوق في أعماق روحي يرتفع
أعلى و أعلى فوق هامات النخيل
بعثري حزني كحبات المطر
لملمي ذرات أملي
و احضني فرحي الوليد
و اسقي أرضي العطشى حناناً و حنينا
امنحي قلبي نبضا جديدا
أعيديني إلى جسدي لتسكن وخزات العوسج في دمي المهجور بعدك
و تورق أشجاري التي جردها شتاء الهجر و الحرمان
كوني في ليالي البرد شمساً تشدو في نجيعي
ادخلي غابات مشاعري و اغرقي
مري على جرحي كأغنية تطمئن صدر طفل لا يريد النوم
اسري كنسمات الربيع في خريف أوردتي
و اعبري بي نحو بر الأمنيات
انثري عبيرك المجنون في أجوائي
بددي غيوم اليأس
و اقتربي
اقتربي أكثر
اجعلي أنفاسك تصهرني و تعيد تكوين إحساسي
لهيب التوت في شفتيك يضيء الملح في أوصالي
و بريق عينيك يجردني من كبرياء وقاري
أحبك ...
ليتها تخدر وجعي
و تهدئ خلايا النحل في دمي
و هذا الصهيل
لا توقظيني حين تسافر النوراس نحو جزيرة أخرى
و اعتذري من البحر عن الموعد المنسي لرحلتي
لا تسمحي للرحيل أن يأخذنا في ريحه ورقاً و يرمينا أمام شواطئ الغرباء
دعيني هاهنا فصدرك وطني
و مستقري رموش عينيك
ما دام لي ياسمين و ذاكرة و تتركني الفصول
فالحب مثل وعد الفجر باقٍ في القلوب و لن يزول