عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2013, 08:11 AM
المشاركة 968
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب
-المكان عموما في روايات هاني الراهب إشكالي, فهو موجود ومحدد فيبعضها,وفي الآخر مبهم , فنجد في رواياته الثلاث الأولى أن المكان هو دمشق, وفيالوباء هو اللاذقية, وفي بلد واحد هو العالم يبدو المكان وكأنه حارة عربية وفيالتلال هو مدينة ,قد تكون دمشق أو القاهرة أو بغداد...

-روايته الأخيرة (رسمت خطافي الرمال) حققت قفزة نوعية في مسيرة الراهب الروائية ففيها تحول المجاز اللغوي إلىمجاز بنائي تركيبي, ففيها يتداخل المحكي مع نصوص أخرى, في مزج التراث الشعبي معالواقع الاجتماعي مع ثقافة الراوي وعصره والتي تنعكس جميعا في مستوى الكتابة,

-وفيهايرسم الراهب خارطة تراجيدية للواقع العربي وسط عالم يتفكك ويتقوض, وفيها يستخدمالروائي خيالا خارقا , ومع ذلك لا يمكن وصف الرواية بأنها خيالية أو فانتازية, فقداستطاع الراهب توظيف الفانتازيا توظيفا دقيقا لتكون خاضعة لعمل عقلي منظم ش يد منخلاله البناء الروائي المحكم والمتنامي وحيث تتداخل العوالم الحكائية الخياليةببعضها وتتداخل شخصياتها.


- فعالم الرواية هو عالم الدول العربية النفطية فيلحظة حرجة وحاسمة من تاريخها وتاريخنا العربي بشكل عام,وهذه اللحظة هي بدايةالتسعينيات وحرب الخليج الثانية, وعنها يقول الدكتور حسان عباس : (معمار الروايةالفسيفسائي وتجاوره للأصوات والأدوار وأنماط الكتابة يؤكد رغبة الراهب بكتابة روايةأصوات يرتفع فيها مستوى الحكاية من مستوى المشهدية إلى مستوى المفهومية ).

-فعبرمتاهات الرواية الدائرية يقارب الراهب سيرة أمة , ويرسم صورة قاتمة لحاضر لا يبعثعلى التفاؤل, وحيث الزمان يمتد عبر ألف عام وأكثر الشخصيات حرة في المكان , حرة فيالزمان, ستبقى مشدودة إلى الصحراء كل ذلك عبر سخرية لا تثير ابتسامنا بقدر ما تزيدإحساسنا بالألم والمرارة.

-إن زماننا هذا أخيولة هاني الراهب المدهشة يضعهابين أيدينا في (رسمت خطا في الرمال) كما يرى عباس فيها.

-كان لدى هاني الراهبدائما شعور حاد بأنه ميت أو ربما يموت دون أن يتمكن من الإمساك على التغيراتالعاصفة والعنيفة في شرقنا العربي , روائيا ودون أن يكتمل تعبيره عن هذه الرؤية, رؤية التقدم العربي وانكساره وإعادة إنتاج الطغيان بدلا عنه , وما الميل إلى تغييرالتقنيات الروائية من رواية إلى أخرى سوى اختلاف الرؤية الذي يتطلب بالضرورة اختلافالشكل,لكن الزمن والمرض العضال لم يعطيا هذا الجسد المقاوم وتلك الروح الوقادةوالوثابة مزيدا من الوقت وفسحة الحياة , فثمة مشاريع مؤجلة وأحلام تنتظر التحقق, على الورق المتناثر على الطاولة وفي خلايا الروح والجسد والدم الذي لا زال حاراطازجا ونظرا فيما كتب الراهب وأنتج من روايات وقصص وترجمات ودراسات وأحاديث صحفيةوتفاصيل حياة.