عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2013, 10:56 AM
المشاركة 967
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- هاني الراهب هو سيدالرواية السورية بدون منازع.

- وسنردد مع الكاتب والباحث محمد جمال باروت: هاني الراهب كاتب إشكالي ويعتبر أنموذجاً للروائي المجدد والمتجدد.

- عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثه الدؤوب عن التعبير الروائي والتقنية الروائيةواقتصاد اللغة, وكان لكتاباته تأثير مميز على الرواية العربية شكلاً ومضموناًوشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية المعاصرة وتطورها.

- ويمكن القول: إنه ما من عمل روائيأصدره الراهب إلا وأثار جدل ثقافياً وفكرياً كثيفاً، وهذا يعود إلى طبيعة كتابةالراهب الإشكالية، بالمعنى الفني، وبالمعنىالسياسي.

- هاني الراهب أيها الوباء الذي أخاف الأقزام المهزومين وما يزال أهلاً بك بيننا هنا كاتباً كبيراً وعملاقاً سورياً نريد منه أن يرسم شرخاً في تاريخنا الطويل المتكدس تلالاً من البؤس .

-هاني الراهب الكاتب المجددالذي اختار هوية المثقف الإشكالي

-حاول كتابة الرواية وهو في الرابعة عشرة من عمره ,بعدها كتب (المهزومون) بنوع من الجنون وخلال ثلاثين يوما متتاليا مقتحما وبجرأة نادرة عالمالرواية العربية وعالم المحرمات العربية الثلاث (الجنس,الدين, السياسة) .

- يعتبر هاني الراهب أنموذجاللروائي المجدد والمتجدد, عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثهالدؤوب عن التعبير الروائي والتقـنية الروائية واقتصاد اللغة , فالتوتر اللغوي عندهيستمد نسيجه من تصور موحد للغة باعتبارها هيولى لاتزال في حالة الصيرورة, وفي هذاقال الراهب يوما : (ما دامت الرواية ظاهرة تكاد أن تكون حديثة العهد في تراثناالأدبي, فينبغي أن يحتويها بناء لغوي وأسلوبي جديد).

-وقد كان لكتاباته تأثير مميزعلى الرواية العربية شكلا ومضمونا وشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربيةالمعاصرة وتطورها.

-بعد روايته الأولى (المهزومون) يقول الراهب:خفت خوفاشديدا من الشهرة أن تؤثر على إجادتي لكتابة النص فرحت أعمل على تكثيف النص لغويا وبنيويا إلى درجة أن الفصل الأول من روايتي الثانية(شرخ في تاريخ طويل) أخذ سبعةأشهر والرواية كلها استغرقت سبع سنين بدل شهر واحد, هذا هو قلق المبدع الحقيقيالمسكون بالهواجس الحياتية والروائية والأسئلة الوجودية وحسب تعبيره (نحن سكان مدنالأسئلة).

-شكلت روايته (ألف ليلة وليلتان) واستفادته من التراث القصصيالشعبي واللغة والتقنية الروائية التي كتبت بها الرواية وبنية السرد المميزة والتيتدل على رغبة الراهب في التجريب والتجديد , شكلت انعطافة هامة في مسيرته الروائية, فهي ذات طموح فني وتقني كبير للسيطرة على الحقيقة التاريخية.

-وعنها يقول الروائيوالناقد السوري نبيل سليمان: (يقترب أسلوب هاني الراهب في هذه الرواية من أسلوبالروائية الإنجليزية (جين اوستن).

-في الحرص على تقديم العادي ودقة النثروهجائيته الحادة) فهاني الراهب كثير الاهتمام باللغة والأسلوب الروائي.

-وقدحاول الراهب فيها أن يحكي قصة ثلاثين شخصا على الأقل وكل واحد منهم يظن نفسه قائمابذاته إلى أن تلطمه هزيمة حزيران (يونيو) فيكتشف أنه جزء صغير من مجتمع مهزوم وعمرهذه الهزيمة ألف عام .

-ولهذا لم يستطع الراهب تقديم هذه الرؤية عبر تقنيات السردوالوصف والحوار والحبكة المحكمة وخاصة الحبكة , ذلك أن المجتمع الذي هزم هو مجتمعمتفكك ,منقسم على نفسه, وقد تمثلت الرواية في بنيتها شكل هذا المجتمع, والزمن فيهاهو زمن تجاوري أو تزامني , وعنها يقول الراهب: (أحسست بالثقة الكافية لتقديم حطامرواية , أنا مدين إلى حد ما إلى بنية (ألف ليلة وليلة) التي تحكي ألف حكاية , لكنالبحث الأساسي بالنسبة له ظل يلاحق بنية جديدة للرواية سماها البنية الجماعية.

-وسنجد في روايته (التلال) تقديمه للعبة زمنية وبطريقة خاصة , حيث رأى فيها حاجةماسة لعنصري الأسطورة والرمز, واعتبارهما التقنية الأنجع في التعبير عن شموليةالتجربة , ويؤكد فيها على مقولته الأساسية في العمل الروائي وهي أن شكل وبنيةالتجربة التي يكتب عنها يفرض شكل وبنية الرواية.

-كتب هاني الراهب روايتي (خضراء كالمستنقعات) و(خضراء كالحقول) وهو في حالة وعي متأزم بعد انهيار الإتحادالسوفييتي وانهيار التقدم العربي وانهيار النظام الإقليمي العربي, أحس وكأن كل شيءينهار, وقد انعكس هذا الإحساس على أدواته الفنية وأسلوبه في الكتابة (بدأت ألعناللغة التي استخدمتها خلال ثلاثين عاما , كانت باهرة لغة شعرية , لغة ارتيادية , لغة تقدمية...لكن الشعر والتقدم والارتياد كله انهار, فلماذا أنا محتفظ بهذه اللغةالتي باتت الآن وكأنها مجرد زينة, مجرد حلية...)

-لذلك سعى الراهب لكتابة رواية بلغةميتة, تحت ضغط جملة من الظروف الذاتية الداخلية والخارجية , وعكف على كتابة مجموعةمن الروايات الصغيرة بعنوان (كل نساء المدينة) وعندما صدر منها (خضراء كالمستنقعات) ظن البعض أنها رواية قائمة بذاتها واستغربوا وضعها على هذه الحالة, لقد كان لديهطموح روائي أن (خضراء كالمستنقعات) ستليها خمس خضراوات تكمل الحلقة وتصدر ذات يومفي رواية واحدة.

-رواية (التلال) التينشرت عام 1989 في بيروت,رواية جديدة في بنائها الفني ورؤيتها للعمل الروائي, وهيتسقط من حساباتها الحوار وتستعيض عنه بالدلالات , فيها جرأة غير عادية, فهي تتناولعالمين متناقضين ظاهريا عالم الأسطورة والأحلام والرغبات والهواجس المول دة منعذابات المجتمع وقحله كما يصفها الروائي حسن حميد وفي الجانب الآخر هناك عالمالتاريخ الواقعي تماما والمعروف.

-والتلال رواية تهز الداخل الجواني عند القارئوتحثه على التعامل معها بأكبر جدية ممكنة, إنها حفنة من التاريخ والواقع والأسطورة , غنية بإحساس كاتبها بأهمية النص الأدبي ودوره في الحياة,.

- ففي (التلال) عدةأزمنة متداخلة يفجر بعضها الآخر , فهناك الزمن التاريخي المشار إليه مباشرة فيالرواية (الحرب العالمية الأولى والثانية, وعام 1946 ) وهناك الزمن النفسي الذييبدو جليا في العديد من شخصيات الرواية ,وهناك الزمان الأسطوري(الذي تمثله فيضه) وهناك أيضا ما أسماه الراهب زمن اللازمان والذي يمثله الدراويش.

- وهي رواية تتكلم عن العرب ,عن تجربة التقدم في تاريخ الأمة العربية المعاصر, وهي لا تخص قطرا عربيا دون آخر, وكمعادل روائي فقد وضع الراهب مكانا يتكون مما هو عام ومشترك , وكذلك أسماء الشخصيات والبلدان ذات الدلالة الخاصة والمستمدة من تاريخ المنطقة , وقد رأى الراهب في روايته هذه رهان حياته الأدبية , وكان يطمح أن تكون لها أجزاء لاحقة تكملها.