الموضوع: قصيدة ((الأم))
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
45

المشاهدات
15112
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
12-13-2010, 10:49 PM
المشاركة 1
12-13-2010, 10:49 PM
المشاركة 1
افتراضي قصيدة ((الأم))

أخوتي يحلو لي أن أسمي هذه القصيدة (قصيدة بالإكراه)
كنت ولا أزال أجد وهن قلمي وقصور أبجديتي
عن التعبير هنا ... وبعد أن وضع أستاذي علاء الأديب
في هذا المنبر موضوعاً عن مسابقة الأم على قناة المستقلة
قال ليَ اكتب ... ففعلت ...من عالمي الطيني الموحل إلى عالمٍ
أسأل الله أن يكون ضياءً في جواره الكريم



((الأم))




خبِّريني متى يحينُ فِطامي؟
من دموعي ولوعتي وغرامي

يا مَلابًا طفَّفتُ أيامَ عمري
أحتسيهِ واليومَ أفرغتُ جامي

موسمَ الطيبِ عن شذاكِ ابتعادي
كم زرعتِ الدروبَ زهرًا أمامي

أسألُ النَّايَ عزفَ بعضِ أنيني
لأغنيْ في راحتيها هُيامي

من يقلْ لي " بنيَّ " عزفَ انتشاءٍ
فتغنِّي صدى النداءِ عظامي

من يصافي مودتي في حديثٍ
أنتَ صفوُ الوجودِ عبدَ السلامِ

كنتُ نسيًا وأنتِ سرُّ وجودي
وسكوني وهدأتي واضطرامي

يا انبلاجَ الضياءِ والدهرُ ساجٍ
وارتواءَ الشفاهِ والثغرُ ظامي

واخضرارَ الربيعِ والغصنُ عارٍ
ووقارَ الهدوءِ والخطبُ طامِ

مِن رحيقِ الحياةِ كان ارتوائي
وبحضن الحنانِ كان اعتصامي

كنتِ عُذراً إذا تلكَّأَ عُذري
وكلامًا إذا يضِلُّ كلامي

ولجيشِ الظلامِ كنتِ ضياءً
ولغدرِ الزمانِ كنتِ حسامي

أيها الفجرُ كم شهدتَ انتظارًا
لعيونٍ دموعُها في سِجامِ

أيها الليلُ كم شهدتَ اشتعالًا
لفؤادِ وجيبُه من ضِرامِ

أيها الدهرُ كم شهدتَ سؤالًا
عن ضَياعي عن صحتي عن سقامي

كلما في كهوفِ روحي تلظَّتْ
ذكرياتي احتسيتُها كالمُدامِ

أطلبُ النومَ والخيالُ سُهادي
علَّ طيفًا يعودُني في منامي

أُمِّ أنتِ الحياةُ أنتِ شذاها
أنتِ بردُ اليقينِ في إلهامي

بَعدَك العمرُ كله سِقطُ عمْرٍ
بعدك الناسُ كلهم أخصامي

إن تقدمتُ ... كيف أقبلَ هذا ؟
أو تأخرتُ .. ما تَمَنَّوا قيامي

بعد أن غِبتِ كم تعثَّرتُ خَطْوًا
وتلعثمتُ في حروفِ كلامي

وَيْكأَنِّي أُعيدُ قصةَ عُمْرٍ
كنتِ فيه مُعلِّمي وإمامي

* * * *

حالتي تعلمينَ لا زلتُ فردًا
وصدودُ الزمانِ صعبُ الخصامِ

أُمسكُ التبرَ يستحيلُ رمادًا
وأعاني من وحدتي في الزِّحامِ

هكذا صرتُ -إذْ نأيتِ- هباءً
كل ما في الحياةِ صعبُ المَرامِ

سنواتٌ بعد الرحيلِ عِجافٌ
كيف بعد الجفافِ يُخصِبُ عامي؟

آهِ يا قسوةَ البِعادِ أَصيخي
لخرابي فقد تهاوى حُطامي

ربِّ أكرمْ مَقامَها يا كريمٌ
أنتَ مشكاةُ نورِها في الظلامِ

لا ترُعْها إذا الجفونُ اشرأبَّتْ
لانبعاثِ الرميمِ يومَ الزِّحامِ

شفِّعِ اللهُ خيرَ خلقكِ فيها
سرَّ هذا الوجودِ خيرَ الأنامِ

ما بلغتُ الفطامَ لا تسألوني
بعد أمي متى يحينُ فطامي


13 - 11 - 2010