عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2013, 08:20 AM
المشاركة 1053
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 37– "العودة الي المنفي"أبوالمعاطي أبو النجامصر

- أبوالمعاطي أبو النجا من ألمع كتاب القصة النفسية ومن أقدرهم على تفتيت اللحظة النفسية الواحدة إلى لحظات جزئية غنية بالدلالة.
- اعترف النقاد بجدة وأصالة ما قدمه أبوالمعاطي أبوالنجا - منذ مجموعته الأولى.
- خاضت قصص أبوالمعاطي رحلة كفاح متنامية ومتطورة ضد طغيان الفكرة، حين بدت القصص المتقدمة لاسيما بالمجموعتين الأوليين محتفية بالفكرة وتأكيدها، ما حال دون اندفاع السرد وتدفقه، وظهرت الحركة السردية مسرفة في الوصف والتحليل النفسي، بخيلة مقتصدة في التعاطي مع المشهد، باعتباره النموذج المثالي لاتزان الحركة السردية.
- وهكذا يمكن القول بتحول أبو النجا من بعد حقبة الستينيات، وبعد ثلاث مجموعات تحول من المفكر القاص إلى الفنان القاص
- وتحولت القصص من البطء إلى السرعة،
- ومن الوقفة إلى الحذف،
- بل من الشخصيات النفسية المأزومة إلى الشخصيات الحركية وسردها سريع الإيقاع.
- تحولات كانت من التباين بحيث يمكنك الاعتقاد بأنك حيال نوعين متمايزين من السرد وهما تأملي بطيء وحكائي متسارع.
- يهتم أبوالمعاطي أبوالنجا في سرده بالتحليل والتوقف، وكانت أكثر المجموعات حذفا «مهمة غير عادية» لأن بها عدة قصص ذات امتداد زمني واسع مثل «ناني القطة السمراء» ذات مستويين سرديين، وأقل المجموعات كانت مجموعة «الجميع يربحون الجائزة» وبها «6» مقاطع فقط، حيث احتفت بالبطء والتحليل والوقفات مثل قصة «ذلك الوجه وتلك الرائحة» ذات التحليل النفسي للشخصية.
- اهتمام الكاتب بالتحليل النفسي والوصف باعتبارهما نموذجي الوقفة.
- تميز السرد بالهدوء والاتكاء على المناقشات العقلية والمنطقية ومعالجة وجهات النظر حول موضوع واحد.
- وقد شهدت الوقفة تطورا مهما، حيث تدرجت تنازليا من المجموعات الأولى نحو المتأخرة، وهو أمر مهم، أراد أبوالنجا به تخفيف التحليل النفسي والوصف المسهب، مفضلا التحول إلى الغاية بالمشاهد السردية والشخصيات المتحركة، فقد بدأت مقاطع الوقفة في الانخفاض الحاد منذ المجموعة الخامسة «مهمة غير عادية» «65» مقطعا لتستمر فيه بعد ذلك، دون العودة للعدد الكثير من المقاطع التي ظهرت في المجموعات الثلاث الأولى حيث كانت «118، 92، 121» على الترتيب، في حين جاءت في آخر مجموعة «72» مقطعا وهي ظاهرة مهمة تشير إلى سير السرد نحو الاهتمام بالأحداث الواقعية والاهتمام بالحركة وتطور الحدث وحركة الشخصيات أكثر من العناية بتحليل جوانيات الشخصيات ووصف الأماكن.
- وعن التحليل النفسي فهو ملعب واسع لمهارات أبوالنجا التي عرف بها منذ مجموعته الأولى، ذلك أن البطء السردي وما صاحبه من جدل نظري طويل النفس، إنما تدعمه تلك القدرة النادرة للكاتب على تحليل نفسيات شخصياته، وهو ما يمنح القصص ثراء فكريا واجتماعيا يقلل من حدة الغلبة الفكرية التي تملأ جنبات قصصه المثقلة بالأفكار.
- من إحدى قصصه المواكبة لنكسة يونيو 1967، التي حاول من خلال تحليل نفسية الشخصية أن يحلل نفسية المجتمع آنذاك وهواجسه في قصة «أصوات في الليل».
- المشهد Scene بدا هزيلا في القصص الأولى والمجموعات المتقدمة، فقد جاء في المجموعة الأولى «فتاة في المدينة» في «29» مشهدا فقط في الوقت الذي ضمت فيه «118» مقطعا للوقفة، وهو ما يؤكد البداية المحتفية بالتحليل والوصف والمستهينة بالديناميكية والحيوية، الأمر الذي تغير تدريجيا، حتى ينقلب الوضع بدءا من المجموعة الرابعة «الوهم والحقيقة» والتي تعد الخط الفاصل بين الطريقتين وفيها يقتربان جدا، فالوقفة «87» والمشهد «88» كانا تمهيدا لتفوق المشهد بعد ذلك في «مهمة غير عادية» و«الزعيم».
- الملخص Summary جاء من حيث الكثافة ثانيا بعد الوقفة مثله «501» مشهد في مجموع القصص، كانت المجموعة الثامنة هي الأكثر توظيفا له «91» مقطعا، وأقلها الزعيم «37» مقطعا للتلخيص، وهي كثافة تناسب فن القصة القصيرة، حيث يتيح التقديم واختصار الزمن الطويل بأحداثه في مساحة نصية صغيرة.
- وقام أبوالنجا في إحدى قصصه المهمة التي امتدت في مدى زمني ونصي طويلين، استغرق الأول حياة الشخصية من المهد إلى اللحد، واستغرق الآخر ست عشرة صفحة.
- وعبر هذه المراحل المتفاوتة لحياة الشخصية وأحداثها المختلفة يجد الملخص أرضه الخصبة. ليربط هذه المراحل ويقدم للأحداث ويعقب عليها أيضا.
- قصص أبوالمعاطي أبوالنجا هي نموذج للتحول من قصة الفكرة في البدايات - والتي اعتبرت معظمها أفكارا أو مقالات فكرية وضعها الكاتب في صورة قصص - إلى الديناميكية والحركة والحوار،
- وتقدم المشهد إلى صدارة الحركات السردية على حساب الوقفة التي ازدهرت في النصف الأول من المجموعات، حيث جنحت الوقفة إلى التوقف عن هيمنتها، وهو تحول يمكن القول أمامه: إنه من قصص الفكرة الطاغية على الفن إلى قصص الحركة والتدفق والسيولة السردية.


======================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تعرف لماذا هنا:

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg