الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
05-15-2013, 08:15 AM
المشاركة
982
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
تابع ...
العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:-
24-
موسم الهجرة إلى الشمال
الطيب
صالح
السودان
-
وقد
اجتهد طرابيشي -إلى
جانب ماسبق- في دراسة صورة المرأة الأوروبية في هذه الرواية،
ليجد فيها صورة نمطية
حرصت الإيديولوجيا الرجعية للرواية العربية على إسباغها على
المرأةالأوروبية
غالباً، مما يجعلها صورة لاتفصح عن حقيقة المرأة الأوروبية، بقدر
ما تفصحعن إيديولوجيا
المثقف الشرقي الذي اختزل الغرب إلى امرأة، بدافع الثأر لشرقه الكليم، ولدونيته الحضارية
والثقافية.
-
إن تحليل عقدةالدونية والتفوق، قادته إلى دراسة دوافع
التعويض، بهدف الكشف عن العقد الشعورية واللاشعورية التي تتحكم بموقف شخصية مصطفى سعيد، ومن ورائها
المثقف الشرقي المتبني لشرقيته من أوروبا ومن الغرب عامة، وقد حاول إبراز التجليات
الفنية الجمالية للعقدالنفسية، بتجاوز إطارها الفردي، إلى عصاب إيديولوجي لمجتمع
بأكمله، إيديولوجيا لاواعية جمعية، تتحكم بعلاقة الشرقي بالغرب، الأمر الذي
يجعل عصابه اختزالاً لعصاب مجتمع الشرق وأزماته،
-
ومن هنا، ينتقد طرابيشي أية محاولة
يقوم بها «مصطفى سعيد
»
للتسامي والتفوق، بطريق قلبه ضعفه الثقافي إلى سادية
جنسوية، مما قاده إلى تحليل فصام هذه الشخصية وانقسامها بين العقل والروح، فكان برأيه
إنساناً فرويدياً يحمل فيداخله غريزتي«الإيروس» أي غريزة الحب، «التاناتوس» أي غريزة
الموت. من دون أنيكون واعياً لهذا الفصام، مما يفسر رغبة مصطفى سعيد بتدمير
الحضارة الأوروبية وامتلاكها في آن
معاً.
-
اهتم طرابيشي في آخر هذه الدراسة بلغة الرواية المشحونة
بطاقة رمزية عالية، منتقداً ألفاظ الاصطياد والافتراس التي جسدتها هذه الرواية، لكنه بالغ في تفسير
المرموزات، مغفلاً المستوى الواقعي للرواية.
-
وهكذا
قدم طرابيشي دراسة
اجتماعية عنيت بالعلاقات الحضارية بين الشرق والغرب
مقارنياً،كماعنيت
بتفسير العقد والمكبوتات تفسيراً نفسياً فردياً وجمعياً بطريق التداعيات
الحرةالفردية، التي
عادت إلى طفولة مصطفى سعيد، مما يجسد طريقة فرويد في التحليل
النفسيالتي ترد
العصابات إلى الحياة الطفلية، مع العلم أن طفولة تلك الشخصية نشأت في
ظل الاستعمار، وتثقفت
ثقافته.
-
لقد عني طرابيشي بالدراسة النفسية الداخلية للشخصيات
الفنية، وتجاوز ذلك بالجمع بين علم النفس الفردي لآدلر وعلم النفس الجمعي ليونغ، إلى جانب عنايته
بالإنسان الفرويدي، فكانت دراسته النفسية داخلية خارجية أيضاً، في مواطن الربط بين
البيئة النفسية الداخلية للشخصيات الفنية، والبيئة الاجتماعية المحيطة بها، مع ربطه
أحياناً بينها وبين المبدع.
-
ولعل هذا
ما يميزهذه القراءة
النفسية الاجتماعية لرواية الطيب صالح من القراءات النفسية
الأخرى للرواية
نفسها، ولروايات أخرى، فرصد العقد النفسية والعصابات اللاشعورية
للشخصيات الفنية، قد
يقود إلى نتائج متشابهة، نظراً لتشابه العقد النفسية، وتماثل
أسبابهاودوافعها
علمياً،
-
لكن ربط طرابيشي هذه العقد الفردية بالمحيط الاجتماعي
يسهم إسهاماً كبيراً
في تقديم قراءة نفسية مختلفة ومتميزة، نظراً لاختلاف المحيط الاجتماعي للشخصيات الفنية بين عمل وآخر،
مما يجعل هذه الدراسة جادة وأصيلة في بابها، لا يغض من أهميتها التشابه الذي أشار إليه نبيل
سليمان في كتابه «مساهمة فينقد النقد مع كتاب محمد كامل الخطيب «المغامرة المعقدة
»
لأن دراسة طرابيشي أكثراتساعاً في درس هذه الرواية وفق المنهج النقدي المقارن،
المدعوم بالمنهج النفسيوالمنهج الواقعي الاشتراكي، تناولاً ينسجم مع مضمون الرواية
المتنوع بمحمولاتهالحضارية والنفسية
والإيديولوجية.
دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559
رد مع الإقتباس