عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1148
 
عبد الرزاق مربح
من آل منابر ثقافية

عبد الرزاق مربح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
133

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
الجزائر

رقم العضوية
16529
12-23-2020, 11:49 AM
المشاركة 1
12-23-2020, 11:49 AM
المشاركة 1
افتراضي اول تجربة لي في كتابة الرواية

مقتطفات من اول رواية كتبتها و لم تنشر ( مجرد مسودة مليئة بالاخطاء)

بدأ كل شيء في وارينكان، تلك القرية التي ارتمت بين أحضان جبل المرأة النائمة بأكواخها المتناثرة يعلوها بيت الحاج أحمادو المكسو بقرميده الأحمر الفاخر إذ كان رجلا ذو سعة في الرزق فقد كان يعمل حدادا في المدينة فضلا عن أعمال الزراعة التي أوكل أفرادا من قريته للقيام بها وأخذ أجر جراء ذلك.

كان قد تفرق قطيع الماعز وتلاشى في جوف غابة تافرينت الموحشة وربما قد أصبح وجبة دسمة للذئاب.
التي تعالى عواؤها في تلك الأمسية الخريفية الباهتة النور
أخذت الغيوم تتلاحق لتكسو سماء الغابة وشرعت شيئا فشيئا في ابتلاع قرص الشمس التي ستغادر إلى ارض أخرى وتختبئ بعيدا عن ناظرنا لتغطس هناك وراء البحر تستحم في استحياء حتى تظهر من جديد في يوم أخر بأبهى حلة.

لا يزال علي مرابضا في مكانه عند علية أحد الدروب يترصد أنثى الأرنب البري للإيقاع بها في الشرك الذي احكم بناءه. مر وقت طويل قبل أن تظهر الأرنب بعيونها الواسعة الجميلة تمرح فوق المروج الخضراء بحركاتها الرشيقة متجهة صوب علي وشركه الذي أعده لها دون أن تشعر به أو تتفطن لحيلته
الماكرة.
انه علي ابن الحاج أحمادو أرسله أبوه لرعي الماعز أراد بذلك أن يتقي بعض الشرور التي كان وراءها ابنه فقد كان عابثا مشاغبا لم يترك فردا من أهل القرية إلا و قام بافتعال شجار معه و أذاقه من ويلات شيطان تهوره الذي تعدى كل الحدود. لكنه على اغلب الظن لم يحسن القيام بالمهمة التي أوكلت له فهو الآن يمارس هوايته في الصيد غير مبال بمصير قطيع الماعز الذي اختفى من تلك المروج و حلت مكانه تلك الأرنب التي سرعان ما وقعت في المصيدة. وجدها ترتجف لم يدر هل هو من فعل الخوف أم انه من تأثير البرد الذي أطلق العنان لسهام وخزاته اللاذعة في تلك الأثناء. فصفير الريح ينذر بعاصفة هوجاء في الأفق. قام بحمل الطريدة من الأرجل الخلفية ورأسها يتدلى نحو الأسفل سار بها بكل زهو في ذلك الدغل وقد ارتسمت ابتسامة على محياه بهجة بصيده الثمين...
وعند وصوله إلى مشارف القرية ناداه أحد الفتية:

-علي...علي...لا تقل لي إنك متجه إلى بيتكم فأبوك هناك يرغي بكل غضب ويتوعدك بعقاب شديد بعد فعلتك تلك؟
-ههه...وماذا فعلت أنا أيها الصعلوك الصغير!؟
-ألم تعلم؟ لقد عاد قطيع الماعز إلى الزريبة منقوصا من العنزة المرقطة
-ها ها ها...إنها عنزة عجوز. المسكينة أظن بأنها قد لاقت حتفها!
واصل علي متابعة طريقه صوب البيت غير مبال بالتحذير الذي أطلقه الفتى...

و عند عتبة الباب استقبله الحاج أحمادو بضربات العصا الغليظة في كل أنحاء جسمه الذي كان كالمطاط إذ كانت ترتد الضربات إليه في كل مرة يلقي بها عليه حتى خاف ان تنكسر العصا دون أن يشفي غليله منه...نعم كيف له أن لا يغضب و هو يشقى ويتعب في سبيل توفير لقمة العيش و ابنه الذي من صلبه كسول مهمل لا يصلح لأي شيء حتى للرعي.

-جهز نفسك يا ولد فغدا سآخذك معي إلى الحانوت لكي تعمل مثل أسيادك وستبقى تحت ناظري هناك أيها الخبيث الأرعن أما أخوك طارق فسيذهب إلى الرعي فغدا تبدأ العطلة المدرسية و سيساعدنا كذلك فهو ولد مطيع و مجتهد و ليس مثلك .. يا امرأة في صباح الغد جهزي طعاما جيدا لطارق يأخذه معه في طريقه إلى الرعي فانا لا أريد أن يجوع ابني كما جعت أنا في صغري .