عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2020, 11:35 AM
المشاركة 40
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بلادنا فلسطين للمؤرخ ( مصطفى مراد الدباغ )

(12)
البيرة (وادي)


وادي فلسطيني يرفد نهر الأردن* حاملاً إليه مياه الأمطار وسيول المرتفعات الواقعة شرق الناصرة* وهضبة كفركمّا. وهو واد سيلي تجري فيه المياه في فصل الأمطار عدا جزء قصير منه يقع شرق وجنوب شرق جبل طابور (الطور)* تغذيه مجموعة من الينابيع تجعله مستمر الجريان مسافة لا تتجاوز 5 -6 كم يعود بعدها مسيلاً فصلياً لا يصل منه إلى مصبه سوى خيط مائي صغير. تظهر بدايات وادي البيرة على شكل شعاب صغيرة شرق مدينة الناصرة ومرتفعاتها من علو يراوح بين 320 و450م عن سطح البحر. ويتجه جنوباً ثم جنوباً شرقياً فشرقاً ليطوق جبل الطور من أطرافه الجنوبية ماراً بأطراف سهل مرج ابن عامر* في منطقة اكسال. ويعرف الوادي هنا باسم وادي الطور، أو طابور أحياناً. ويتلقى وادي البيرة جنوب شرق الجليل المذكور رافداً هاما يحمل إليه مياه منطقة عرب الصبيح ومياه عدة ينابيع منبثقة عند الحضيض الشرقي لجبل الطور. ويتابع الوادي سيره نحو الجنوب الشرقي متعمقاً في الصخور على امتداد خط صدع واضح المعالم يفصل بين صخور النيوجين الرسوبية وصخور الرباعي البركانية – الاندفاعية. وبعد قطع الوادي نحو 18 كم من بداياته يصبح مجراه تحت مستوى سطح البحر، ويتعمق في وادي ضيق متعرج ذي محور جنوبي شرقي، ثم يعود ويتخذ له محوراً شرقياً – جنوبياً شرقياً مسايراً خط صدع آخر له المحور نفسه. ويمر الوادي شمال قرية البيرة* وكوكب الهوا*، ويخرج من التلال* والمرتفعات المطلة على غور الأردن عند نقطة تعرف باسم الطاقة ليسير بعدها مسافة 3 كم في منبسطات أرض الغور*، ثم يصب في نهر الأردن على ارتفاع 225م دون مستوى سطح البحر جنوب جسر المجامع* مقابل مصب وادي العرب القادم من مرتفعات شرقي الأردن بعد أن يكون قد قطع نحو 40كم.

تختلف أمطار حوض وادي البيرة في مجراه الأعلى في المجرى الأدنى، ففي حين تحوم كمياتها السنوية في المرتفعات الغربية وأعالي الوادي حول 400 – 550مم تنخفض في المجرى الأدنى والمنخفضات الغورية إلى 300 – 350مم. وفي الحالتين تسمح هذه الكميات من الأمطار بممارسة أعمال الزراعة* البعلية فتزرع الجنوب بأنواعها المختلفة في أراضي القرى المنتشرة في حوض الوادي. وتسمح كذلك بتربية الحيوانات في المراعي والأحراج المنتشرة في المجرى الأعلى والأوسط. أما زراعة الخضر والأشجار المثمرة فترتبط بالأجزاء التي تتوافر فيها مياه للري من الينابيع أو من مجرى الوادي المستمر الجريان حول جبل الطور وجنوبه الشرقي. وقد أقيمت عدة طواحين تعمل بقوة المياه في أجزاء متفرقة من الوادي.