عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2018, 04:42 AM
المشاركة 74
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اكتب بشغف، عمّا تحب وليس عن ما تعرف!
اكتب بجرأة لتعبر عن نفسك وعمّا تريد أن تقول ولا تخش الفشل،
وتذكر دائمًا أن العمر لم يمضِ بعد...

* اكتب عن شيء تحبه لأنك ستكتب أفضل مما تكتب عن شيء تعرفه، نجيب محفوظ عندما كتب رائعته "اللصّ والكلاب" كان مُحِبًّا لسعيد مهران ونقل لنا حبه هذا فأحببنا البطل وتعاطفنا معه.
وعميد الأدب العربي طه حسين، نقل لنا حبه للكروان في روايته "دعاء الكروان" ليس هذا فحسب، بل جعل من رَجِع صوته كرمزية القصة، ليعُبّر الكروان عن آمنة وعمّا يتردد صداه بداخلها ويناوشها من أفكار .

الكاتب الصحفي بي وايت قال أثناء تسلمه للجائزة الوطنية للآداب:
"جرأة الكاتب قد تسبب له الفشل…و أنا معجب بأي شخص يتجرأ على كتابة أي شيء".

هل سمعتم عن "جيسي لي براون"؟!
في عام 1979، وفي عمر الثمانين، بدأت جيسي في كتابة قصة حياتها. كتبت قصة بسيطة عن أجمل أيام عمرها وعن جدتها الطيبة وعمتها العدوانية التي كانت تمضغ التبغ بشراهة وتبصق دائماً على قطتها الصغيرة.
كانت تجلس على الطاولة بمطبخ منزلها بمانهاتن وتكتب، استعانت بالخطابات القديمة والصور وقصاصات الأوراق البالية. انتهت من كتابة قصتها، وقد ذكرت فيها مجموعة من الأحداث الهامة، الفيضان الكبير الذي طغى على مدينتها، ولادات ووفيّات، أقوى حب بحياتها، خيالها، أفكارها، أشياء مسكوت عنها في مجتمعها.

ثم أرسلت جيسي قصتها إلى برنامج تنموي لرعاية كبار السن اسمه حصاد العمر يشرف عليه أستاذ جامعي يدعى تشارلي كيمباثرون، والذي قام بطبع ونشر القصة بمساعدة الكلية الوطنية تحت عنوان "حياة جيسي لي براون من الميلاد وحتى سن الثمانين".
عشرون نسخة فقط وزعت على أقاربها وعلى بعض الطلبة المتفوقين بالكلية.
بعد مرور عشرين عاماً أعيد نشر القصة عام 1997 من دار نشر وارنر بوكس في كتاب بعنوان:
"حياة وزمان جيسي لي براون: ذكريات أمريكا في القرن العشرين"
أما جيسي نفسها فأصدرت كتابين فيما بعد اخرهم صدر عام 93
وكانت قد كتبت رسالة لتشارلي، شكرته فيها لأنه ساعدها رغم أنها على حدّ قولها ليست بكاتبة محترفة لكن تجاربها هي التي صنعت الاختلاف في حياتها.

* حدد نوع الروايات التي تستهويك، والتي ترغب في الكتابة مثلها. وإذا بدأت في الكتابة تذكر أنك في البداية ولا ضيّر من أن تقُلّد أو تحاكي من قرأت لهم من الكُتّاب،ولكن لا تقلد صوتًا واحداً بل عدة أصوات ومع الوقت سيتضح صوتك أنت ومعالم أسلوبك أنت، لأنك تكتب من واقع خبرتك الشخصية، فهي الشيء الوحيد الذي يصنع التفرّد. تذّكر أن:
"الكاتب الحقيقي ليس الشخص الذي لا يقلد الآخرين بل هو الشخص الذي لا يستطيع الآخرون تقليده".
يقول جون براين:
"إذا صار صوتك مسموعًا بين آلاف الأصوات، إذا أصبح اسمك له معنى بين آلاف الأسماء، فهذا لأنك قمت بعرض تجربتك الشخصية بصدق".

الروائية " أليس مونرو" من أفضل كُتّاب القصة القصيرة في الأدب الإنجليزي باعتراف النقاد، فحجم مبيعات كتبها يفوق ثلاثين ألف نسخة سنوياً، أيضاً مونرو من الكُتّاب الذي يتميز أسلوبهم بالوضوح والعمق، و يميزها أنها على تعتمد على أسلوب مغايِر لما اعتاده غيرها من الكُتّاب، فمعظم قصصها تبدأ من النقطة التي يتوقع القرّاء أنها نقطة النهاية. فهي تتلاعب بالزمن كيفما تشاء، تارة تعود بالقارىء إلى الوراء عشر سنوات، وفجأة تأخذه من جديد إلى الحاضر.
ما سِرّ نجاح مونرو؟
هل هو نوعية القصص التي تكتبها بألغازها وغموضها؟!
أم لأن قصصها تدور حول أناس عاديين، أم لأنها متفرّدة الأسلوب؟!
أم كُلّ هذا معًا؟!

إنّ ما تحبه، و ما أنت مشغول و شغوف به، و ما تتجرأ لتكتب عنه دون الخوف من الفشل، و كيفما ستكتب وبأي أسلوب وفي أي قالب ستصيغ كتابتك!!
تلك معايير هامة عليك أن تضعها باعتبارك قبل أن تبدأ الكتابة.

ثم اكتب واكتب واكتب ولا تتوقف!!!

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..