عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2874
 
سهى العلي
أديبة وقاصة لبنانية

سهى العلي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
188

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6388
10-24-2012, 07:33 PM
المشاركة 1
10-24-2012, 07:33 PM
المشاركة 1
افتراضي كـــــــرامـــة
الساعة التاسعة صباحاً..

لم أنَم.. ولم أنهي الدراسة التي طلبها مديري مني..
كانت هذه المرة الأولى التي أتأخر فيها...

قلتُ على أي حال هذه كُل طاقتي وليفعل ما يشاء..

أمامهُ في المكتب والأوراق تختبئ في حقيبتي تأبى الخروج..

حدثني وعيناه في شاشة الكمبيوتر..
ها.. لمَ التأخير؟ . أين التقرير الذي طلبتُه؟

نظرتُ إليه بقلق..
هل يعتقدْ أننا آلات لا تشعر..

كُل الوقت... لا تُبارح شفتاه..
افعل يا أحمق, خذ يا غبي, أعطيني يا(......) الخ



الأدهى إن لم تنهِ عملكْ....
تباً ... تباً ... تباً ... عليكَ استقبال ثلاثية تبا بالإنجليزيةً يختمها كطابع بريد على رأسك أمام الموظفين....

وإن سولتْ نفسك وتأففتْ... ستختبرُ المصيبة لهذا اليوم..


أعطيتهُ الأوراق.. غير مكتملة.. قلبي تسارعتْ دقاته.. الله يستر
لم أعتد عدم استكمال عمل طُلب مني....


أخذها ونظر إليها باستهجان...

ما هذا ؟!
أين ما طلبته؟
تأخير وعدم إتمام عمل ؟!


ثُم غافلني بثلاثية تباً تلتها بضع كلمات فريدة من نوعها
ما سمعتها قبلاً من أحد...


نسي كُل ما قدمته لخدمة العمل..
وتذكر خطأ لم يكن مقصوداً...


شعرتُ أن الأصوات كُلها اختفتْ..
وكأني أُصبتُ بالطرش..
الجميع ينظرون إلي بشفقة...
هذه المرة الأولى التي أتلقى فيها طابع بريد..

بدأت كلمة تباً ترنُ في أذني..
ما عُدتُ أسمع شيئاً سواها

أخذت أوراقي وأدرتُ ظهري

ولما صِرتُ قُربَ الباب
بدأ صوتهُ الذي شتمني يضربُ راسي


أدرتُ نصفي ونظرتُ إليه بازدراء..
شعرتُ بنظراتهِ تخترقني كأنما يقول .. هيا ماذا ستفعلين؟؟



وما دريتُ بنفسي إلا وأنا أرد له طوابع البريد خاصته...

ثم أكملتُ طريقي لباب الخروج...

وأُذناي لا تسمعان سوى تصفيق الموظفين.





.




مِلءُ السَنابِلِ تَنْحَني بتواضُعٍ والفارِغاتُ رؤوسُهنّ شوامِخُ

كُنْ في الحَياة كَشارِب القَهْوة.. يسْتَمتِعُ بها رُغْم سَوادِها ومَرارَتِها


.