عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:50 AM
المشاركة 20
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




2



أين منه النهاية ذلك العويل الساكن


الذبول الصامت لأزهار الخريف


تسقط بتلاتها وتبقى بلا حراك


أين منه النهاية ذلك الحطام المنجرف


صلاة العظام على الشاطئ


التي لا تقام في النذير الفاجع


لا نهاية بل أحداثاً تباعاً


قاطرة لأيام وساعات أخر


حين يطوي الانفعال ما لا ينفعل


سنوات حياة بين الحطام


لما كان يعتقد أنه الأجدر بالثقة


ولذا فهو أحق بالجحود


بل هناك الخاتمة النهائية؛ السقوط


والشيخوخة أو الأشياء عندما تنهار القوى


الولاء الحر الذي قد يفسر بالكفران


في مركب منجرف يتسرب إليه الماء بطيئاً


إنصات صامت لما لا ينكر


ضجيج الجرس بالبشارة الأخيرة


أين منهم النهاية الصيادين المبحرين


في ذيل الريح حيث يرتعد الضباب


لا نتصور زمناً بلا محيط


ولا محيطاً تغشاه النفايا


ولا في مستقبل خئون


مثل الماضي لا اتجاه له


لا مناص من أن نفكر فيهم ينضحون دوماً


يبحرون ويرسون عندما تهبط الريح الشمالية الشرقية


على الشواطئ الضحلة في إصرار لا ينكسر


أو يقبضون أجورهم ويجففون قلاعهم على المراسي


لا مثل القيام برحلة لن تدر أجراً


لسفر لن يصمد للاختبار


لا نهاية له ذلك العويل الصامت


لا نهاية لذبول الأزهار الذابلة


لحركة الألم بلا ألم ولا حركة


لجرف اليم والحطام المنجرف


صلاة العظام للموت ربها


بالكاد تلك الصلاة


التي تقام للبشارة الوحيدة


يبدو أنه كلما أوغل المرء في العمر


يكتسب الماضي شكلاً آخر ولا يصير مجرد حدث


أو حتى تطوراً، فالتطور ضلال جزئي


شجعته أوهام تقدم سطحية


تصير في عقل العامة وسيلة للتخلي عن الماضي


لحظات السعادة لا معنى الرفاهية


لا الإثمار ولا الإنجاز ولا الأمان ولا الوجد


ولا حتى عشاءاً دسماً؛ بل التجلي الفجائي


لقد خضنا التجربة وفاتنا المغزى


فالاقتراب من المغزى يعيد التجربة


في شكل مختلف وراء كل معنى


يمكن أن نضفيه على السعادة


لقد قلت قبلاً أن الخبرة الماضية


التي تحيا في المعنى


ليست خبرة حياة واحدة فقط


ولكن حياة أجيال عدة


دون أن ننسى شيئاً ربما استحال التعبير عنه


النظرة الخلفية الواثقة


للتاريخ المسجل، ونصف النظرة الخلفية


عبر الكتف نحو الرعب البدائي


الآن نأتي إلى اكتشاف أن لحظات الألم


(سواء كانت أو لم تكن نتيجة سوء فهم


بعد أن أملت في الأمور الخطأ أوكرهت


الأشياء الخطأ، ليست موضعاً للتساؤل)


دائمة هي أيضا مثل دوام الزمن


فنحن نفلح في تقديرها في ألم الآخرين


الذى نكاد نعانيه وندمج فيه أنفسنا أكثر


من عذابنا نحن


حيث أن ماضينا تغشاه تيارات الحركة


ولكن عذاب الآخرين يبقى تجربة


لايضارعها ولا يبليها تعاقب الندم


الناس يتغيرون ويبتسمون، لكن يقيم العذاب


الزمن المدمر هو الزمن الحافظ


مثل النهر بحمولته من الزنوج الموتى


والأبقار وأقفاص الدجاج


التفاحة المرة والقضمة في التفاحة


والصخرة الرثة في المياه القلقة


تكسوها الأمواج ويحجبها الضباب


وفي أيام السكينة فليست سوى نصب


وفي أجواء الملاحة دائماً علامة بحرية


أو في مداهمة الغضبات هي ما كانت عليه أبداً



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)