خبِّرينـي
خبّريني أيُّها الصُّـــوَرُ
كيف يلهــو عندك النَّظــرُ ؟
من شعاعِ العينِ يرسلُهـا
في فضـــاءٍ ما له أُطُــرُ
خِّبريني أيُّ ذاكــرةٍ
حُسنَ هذا الكون تختصــرُ!
كيف يـاعصفورتي نزفـتْ
من جراحي أنجــمٌ زهـرُ!
إنَّـــهُ وهميـكِ عاصـــفةٌ
فـي ســراب العمـر لا تَذَرُ
شــرَّدتنـي فيـكِ أغنيـةٌ
صـاغها مــن لحنـهِ المطرُ
أنـشدينـي الحـــبَّ قافيـةً
ما لها نايٌ ولا وترُ
علِّميني كيف أُنْشِدُها
وربيعُ العمرِ يُحتَضَرُ
أنتِ يا عصفورتي قدرٌ
وأنا في وَحدتي قَدَرُ
جمعتنا الشمسُ في يدِها
شمعةً في الحبِّ تنصهرُ
شردتْ في الأفْقِ أمنيةٌ
والأماني عظمُها نَخِرُ
أسرابٌ أنتَ يا زمني
أم رمادٌ أنتَ يا قمرُ؟
عيشةٌ والحُلْمُ مستتِرٌ
ما لها في مهجتي أثرُ
خبِّريني عنه سيدتي
لو بيومٍ جاءَكِ الخبرُ
ذكرياتي مسَّها ألمٌ
من لهيبِ الشمسِ يستعرُ
كلَّما لامستُ وجنتَها
أحرقتني في الهوى الفِكَرُ
إنَّهُ حزني وأعرفهُ
بسرابِ الشكِّ يأتزرُ
فسُعودي أنجمٌ عَمِيَتْ
ونحوسي كلُّها نظرُ
وحياتي ملؤُها شجَنٌ
ووجودي حفَّهُ الحذرُ
وارتحالي كلُّه عَبَثٌ
ومكوثي كلُّه سفرُ
أمنياتي لونُها خضِرٌ
وطريقي وجهُهُ أشِرُ
كلَّما ساقيتُ أمنيةً
راحَ وجهُ الجَدْبِ يعتذرُ
لو لِمَيْتٍ أخصبت لَسَعى
رغمَ أنفِ القبرِ ينتشرُ
وأنا والحزنُ يعرفني
ليس إلا الموتَ أنتظرُ
وشراعي كسَّرتْهُ رؤىً
بمواني ما بها بشرُ
إنه عمري أسىً وضنىً
أنتِ في ظلمائه قمرُ
حبَّذا قلبي وأنتِ بهِ
يا حياتي البَدْءُ والخبرُ
صبِّريني واصبري فغداً
ربَّما يُجزى الألى صبروا
أيُّهذا المدَّعي أملاً
والدَّواهي ما لها نُذُرُ
إنَّه حُلْمٌ يؤرِّقني
أنقذيني منه يا فِكَرُ!
3/1/2009