عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2016, 12:56 AM
المشاركة 17
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خلاصة التحليل النفسي هو غريزتان أساسيتان ، حب البقاء ، و كراهية الموت ، اللتان تتجليان في البناء والهدم ، يمكن ترجمتهما أيضا بالجنس "الحب " والعدوان و إن حضرت الأولى تحضر الثانية .

الحب قد يكون مخادعا ، لأنه تعبير عن حب الذات أو الرغبة في أن تكون الذات محبوبة ، و تبادل هذه الأدوار هو ما يجعل الحب يبدو مبهما أكثر ، فقد يحضر الحب بدون رغبة في حالة التوحد فتنتج حالة مرضية ، وقد ينسجمان فيحدث الإشباع أو الكبت ، الحب في الحقيقة علاقة ، أكثر من كونه شيئا بيولوجيا . فمثلا يحضر الحب بحضور موضوع الحب واقعيا أو في الذهن فقط .

لا يمكن الحديث عن الحب كشيء غير موجود ، فلا يعقل مثلا أن ننكر انجذاب الذات إلى لون معين في اللباس ، أو الانجذاب إلى نوع معين في الطعام ، و ترسخ علاقة حبية بين الذات وهذا الشيء ، تعلق بالأمكنة ، تعلق بنوع من الأقلام ، بنوع من الورق ، بلعبة معينة ، لا أتحدث هنا عن الدوافع الغريزية بل أعني العلاقة التي تربط بين الذات و وسطها ، فهي علاقات حقيقية تنسجها الذات لتحظى بتوازن معين و تتموضع في حياتها ، فلا يمكن القفز عليها.

الحبّ حاضر وضروري للحياة ، فإن غاب حب الحياة و حب الذات و الرغبة في الوجود ، يحضر اليأس و الافكار السلبية ، فلا يعقل أن تمارس الحياة دون حب ، لذلك كلما فشلت علاقة حبية معينة سعت النفس إلى التعويض ، وربط علاقات جديدة ، وهذه سنة الحياة ، حين تتخاصم مع شخص تميل إلى الحديث مع آخر ، كرغبة في تعويض ما تم فقدانه . لذلك أكثر ساعات الضعف عند الفرد هو عندما يفقد حبيبا ، غالبا ما يستغل النصّابون هذه الفترة بالذات ، أو حتى يختلقون أسباب التفريق بين الأشخاص ليسهل استغلالهم في تلك اللحظة .