عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2010, 03:49 PM
المشاركة 347
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بودلير
BAUDELAIRE


ت.خليل يوسف فريجات

"خيبةمستديمة في الحب والحياة، حملت الشاعر بودلير، على الاحتفاظ بطعم المرارة في ثنايافيه.‏ومن خلال هذا الحرمان والكبت والآلام، تنشأ أزاهير جد نادرة، تتخلل أجملأشعاره، أنها أزاهير الشَّر".‏
(قامت بتحقيق هذا الملف آن برونسويك Anne Brunswik
في العدد /185/ لشهر شباط 1991 من مجلة لير الفرنسية Lire).

بودلير غير راض عن كل شيء حتى عن نفسه‏
منطلقاً من عقل الطفولة، أخذ بودليربالتشرد والسعي نحو الملذات المحرمة، فأصيب بالزهري، وبدد إرثه وراء هواه، بحجةرغبته في عيش حسن.‏
كان يردد دائماً: أنا مريض، خلقي رديء، أنا كريه ومقيتجداً، ويعود ذلك إلى خطا أهلي. جئت إلى الحياة بسببهم. وهذا ما يكون عليه ابن أمعمرها 27 سبعة وعشرون عاماً، وأب عمره 72 اثنان وسبعون عاماً. إنه اتحاد غير متزن،مرضي، شيخوخي.‏


لا شك أن الشاعر متطرف بكلامه، ويعطي والده زيادة عشر سنوات فيعمره. وما يمنع أن يولد شارل بيير بودلير من رجل مسن، في التاسع من شهر آذار عام 1821 في باريس في شارع هونغوي Hautefewille ويدعى هذا الرجل المسن:‏
فرنسوابودلير "وهو كاهن ترك الرهبانية خلال الثورة، ووظف في الإدارة، ويتقن اللغةاللاتينية والرسم. ومات ولم يكن عمر ابنه شارل سوى ست سنوات، مخلفاً لدى ابنه ميلاًللرسم، وأما فتية أنيقة، تدعى كارولين دوفايي، التي أصبحت بطبيعة الحال أرملة.‏
أخلص شارل الصغير لوالدته جد الإخلاص، حتى أنه كتب مرة لأحد ناشري قصائده: "ماالذي يجعل الطفل يتعلق بأمه ويشده؟ هل هو هندام الساتان الجميل؟ أم العطوروالحلي؟.. إن حب الأم ثابت لا يتبدل.‏
وقد كتب لأمه مرة: "أنا أحيا بحنانك، أنتلي وحدي، لقد كنت لي مثالاً ورفيقة" وقد بقي على احترامها طوال حياته، حاملاًكلماته العذبة في جيوبه، يردد قراءتها مستعيداً حبه وتعلقه بأمه.‏
وعلى الرغممن هذا الحب المتدفق، فإن أمه كارولين بودلير أهملته، وتخلت عنه، وتزوجت ضابطاًوسيم الطلعة يدعى أوبيك Aupick. كان يصبو إلى مراتب عليا، وأعطي فعلاً أن يصبحعضواً في مجلس الشيوخ في الإمبراطورية الثانية. وهكذا استطاع أن يباعد بين بودليروأمه، ويحل هو محله قرب أمه الغالية.‏
قدر إذاً لبودلير، أن تمهر حياته كلهابإهمال مضاعف: "موت والده وخيانة والدته". إنه ابن عائلة محترمة، إنه ذكي، لكنه لايحب العمل كثيراً. أدخل مدرسة داخلية في ليون. واحتمل البقاء فيها عدة سنوات. لكنهأنهى دراسته في كلية "لويس الكبير" ونال الجائزة الثانية في الشعر اللاتيني. وطردمنها أخيراً لعدم انتظام سلوكه.‏
احتار بودلير في تنظيم مراحل مستقبله، ولم يرضبعمل ملحق في سفارة عرض عليه. فازداد ميله إلى التشرد، وأضاع عمره في صداقات خائبة،وعاشر كثرة من نساء رخيصات ذابلات، لأنه قال مرة: بئست ليلة ليلَة قضيتها مع يهوديةبشعة تدعى سارا، وهي بالإضافة إلى بشاعتها كانت قصيرة النظر".‏
وعلى الرغم منكل هذا، لم يتخل عن نفسه ولم يهملها كلياً، وقد سمع يقول: "أتي الجرح والسكينوالضحية والجلاد".‏
فلقت عائلته من طيشه وعشرته الرديئة، وعزمت على إرساله إلىالهند، في رحلة صحية نفسية.‏
فأبحر في العاشر من شهر حزيران عام 1841، بباخرةبحر الجنوب، لكن غرابة أطوار الشاعر الفتى كانت تجلب إليه انتباه المسافرين. إذ كانيجب على كل مسافر حال انطلاق السفينة، أن يمسك بحبل عند صعود درجات السلم. أما هوفقد مانع، لأنه كان يحمل تحت إبطه رزمة كتب. قدمت له كأس من الشاي، شربها وبقيممسكاً برزة كتبه.‏
قطع سفره في جزيرة موريس Maurice (جزيرة استقلت عام 1968مساحتها 1865 كم2 عدد سكانها 822350 نسمة) ثم في جزيرة بوربون (من مجموعة جزرالروينيون) وعاد من سفره محملاً بالصور والعطور، والأشياء الغريبة المجلوبة،محاولاً نسيان ما يكتنفه من آلام ووحدة، بعد أن أصبح فريداً نائياً أشبه بأميرالسحب الذي وصفه هو بقوله: "إنه يعيش في العاصفة، ويسخر من رامي السهام، إنه منفيعلى الأرض، وسط الهزء والسخرية، تمنعه أجنحته القوية عن الارتفاع، بل عنالمسير."!!‏


غريب متأنق شاذ‏
لدى عودته من سفره القصير، حاول أن يرجع لإرثوالده، وابتسمت باريس لهذا المتأنق، وكأنه أسطورة. وأخذ الناس يتقولون: انظروا إنهعائد من الهند، شعره أسود لامع، نظراته وقحة، هيبته معتبرة، وبدأ هذا المتأنق يرتادالمقاهي الليلية الساهرة والمراسم أحياناً، وكواليس المسارح.‏
أعياه التجوالوأضناه. وهد جسمه. فكر بحل فارتبط أخيراً بامرأة جميلة جذابة سمراء، قادمة من إحدىالجزر تدعى جان دوفال Jeanne Duval إنها خلاسية، لا كثيرة السواد، ولا كثيرةالجمال، حسب قول بعض أصدقاء الشاعر.‏
والمصور الشهير فيلكس نادار (1820-1910) أحبها حالما شاهدها. أحبها بسبب تكوين جسمها. ويذكر أحد أصدقاء بودلير يدعى تيودوردوبانفيل (شاعر فرنسي (1823-1891) قال عنها: إنها فتاة ذات لون جميل، وقامة هيفاء،تمشي كملكة، كلها ظرف وكياسة، لديها مسحة إلهية وبهيمية في آن واحد معاً.‏
لقدأسر ابنة المسرح المسكينة، بذخ وترف ذاك الذي يبدل دون توقف أثاث بيته، بأثاث أجملحسب طلبات وتقلبات قلبه ميوله، في سكنه في جزيرة سان لويس وتدعى اليوم رصيف Béthune.
أوصلته تحركاته وتقلباته حياته وطيشه إلى القضاء، وبعد بحث دقيقوتحقيق قال له المسؤولون: قف، وإذا كان هذا الفتى يعتقد أنه غني، فإن واجبنا يدعوناأن نذكره بمبادئ تحرك بورجوازي سليم. وفي النهاية وضع بودلير تحت وصاية قضائية في 30 من شهر أيلول عام 1844.‏
أصبح وضع بودلير مؤلماً، لأنه سيبقى طوال حياتهقاصراً وتحت إشراف القانون والسيدة أنسيل Ancelle الكاتبة بالعدل في نويّي Neuille هي المكلفة بمراقبته.‏
اعترض بودلير على هذا التدبير القاسي، لكنه خضع أخيراًللوضع الذي اختير له.‏
وفي سن الثالثة والعشرين، بدأ جحيم حياته. ها هو بودليربين أيدي الدائنين والمرابين، ولن يفلت منهم أبداً.‏
وعندما بدأت دور النشرتدفع بكرم وسخاء ثمن مسلسلات للإمارتين (الفونس دو لإمارتين شاعر فرنسي (1790-1869) وشاتوبريان (فرانسوا رينيه دوشاتويران كاتب فرنسي 1768-1848) وفيني (الفرد دوفينيكاتب فرنسي (1797-1863) مسلسلات تسنموا بها قمة المجد. اغتاظ بودلير من كل هذا وحتىمن نفسه، وبدأ العيش بانحراف كبير، ورفضت حتى الصحف البسيطة الصغيرة نشر مقالاتهوقصصه. وأصبح دون مأوى ولا مكتبة، ولا يعترف عليه أحد من الكتاب. فغير مأواه أربععشرة مرة بين عامي 1842-1858 وخلال شهر آذار فقط عام 1855 غير الفندق ست مرات.‏
كان مولعاً بالرسوم. فاشترى منها الكثير وبأوقات متفاوتة. وأخذ يرتاد المتاحفويجرؤ على مديح من يعتقد أنهم فنانون حقاً.‏


باريس في الليل‏
كان الرسالأوجين دلاكروا Delacrwx (رسام فرنسي، زعيم المدرسة الرومنسية 1798-1863) ينتقدبودلير، لكن هذا كان يحترمه وقد قال عنه: دولاكروا هو الرسام الأصيل في الأزمنةالقديمة والحديثة. وكتب في إحدى مجلات دولاكروا عام 1845 نصاً أدبياً، وقعه باسمبودلير دوقايي، لكن هذا النص لم يدر بقرش واحد على مؤلفه. وها هو بودلير يجري فيشوارع باريس ويدرج على أرصفتها، ساعياً وراء كمال الشكل نحو طبيعة مجهولة. فقيل عنهأنه ماهر في الفن، وبخاصة في عزف الموسيقى. ونظم السونيتة، التي هي قصيدة من أربعةعشر بيتاً، وصقل وبالدقة نفسها قصائد نثرية. ومنها: "من منا في أوقات طموحة، لميحلم بمعجزة نثر شعرية وموسيقية دون قافية أو وزن، عادية يمكن أن تحرك خلجات النفسالشعرية، وتموجات الخيال وانتفاضات الضمير".‏
هاهو يتجول وبعناد ليلاً ونهاراً. إنه يحب عاصمة بلاده التي أخذ البارون جورج أوجين هوسمان (رجل سياسة فرنسي 1809-1891 أعطى باريس جمالها الحالي) بتبديل معالمها عام 1859، فكان يرتاد الممراتالمسقوفة والحوانيت التي تغلق متأخرة، يشترك بجلسات مطولة في المقاهي، ويناقش دونحدود الفن والسياسة، مع ابتسامة ساخرة، تصدر أحياناً عن شفتيه.‏
بندقية في يده‏
كان يقرأ أمام كأس من الشراب قصائده لجلسائه. وكانت الصحف الكبيرة تتردد بلتبخل عليه في نشر أزاهير الشر. لذا كان يعوض عن الصحف، ويقصها هنا وهناك.‏
وأعطي في شهر تشرين الثاني عام 1848 لمجلة كان يقال لها "صدى بائعي الخمور،قصيدة ألفها بعنوان "خمر القاتل".‏
سماعه بالثورات بفرحه، وهي بالنسبة إليهمسارح صغيرة ومجال لبيان حقده على الجنرال أوبيك زوج والدته. ووجد مساء يوم 24 شباط 1848 في أحد شوارع باريس وبيده بندقية صارخاً ومهدداً: يجب إطلاق النار وقتلالجنرال أوبيك.‏


أحلام ضائعة‏
فشل الجمهوري المتحمس، بانتسابه للثورةأيضاً. وعاد إلى خلوته النفسية بعد انقلاب عام 1851، وفيما كان هوغو يسير نحوالمنفى، كان بودلير يبتعد مجدداً عن المجتمع، عن كل هؤلاء المتلاعبين بسعادةالمجتمع. أتاحت له ظروفه في فترة قصيرة أن يجد رفيقاً من وراء الأطلسي، عمد إلىإظهاره لفرنسا عن طريق ترجمة ما كتب عنه أدغار آلان Edgar Allan poe (كاتب أمريكي 1809-1849) لكن الأيام أبت أيضاً إيصاله إلى بغيته، فمات بودنير في ساقيه بلتيمورعام 1849.‏


هاهو بودلير يعود إلى بؤسه، وهاهو غارق في الكحول: في زجاجة عميقة. وأهلكه الحشيش والأفيون والزهري. إنه يحلم وينهدم. وقبل عشر سنوات من موته، انتهتحياته فعلاً.‏
أخيراً ظهرت أزاهير الشر عام 1857 لدى إحدى دور النشر التي آمنتبعبقرية بودنير. لكنها تعرضت إلى انتقادات كثيرة، حتى من الجهات المسؤولة، وطلبإليه أن يمحو ست قصائد من مؤلفه ذاك، خضع للواقع واستبدل تلك القصائد الست بعددأكبر في نشرة عام 1861 وأخذ يقول: إني أستهزئ بجميع هؤلاء الجهلة. وأعرف أن هذاالمؤلف بحسناته وسيئاته، سيرى النور، وتهفو إليه العامة، أسوة بأحسن قصائد فكتورهوغو (شاعر فرنسي كبير 1802-1885) وتيوفيل غوتييه (كاتب فرنسي 1811-1872) وحتى جورجبايرون (كاتب فرنسي 1788-1824).‏
كانت قدرة بودلير المريض منذ عام 1858 لاتعادل طموحه. فذهب مستجماً إلى البلجيك آملاً أن يعرف أكثر من فرنسا، خاب أمله جداًوقال: إنها النهاية، وأصبح غير قادر على الاستمتاع، بما يحمله إليه بعض الشعراءالشباب مثل فيرلين (شاعر فرنسي 1844-1896) ومالارميه (شاعر فرنسي 1842-1898، ظهرتشهرته الأدبية بعد وصوله إلى سن 42 عاماً).‏
وبعد فترة جد وجيزة، أصيب المسكينبعقدة في اللسان "عي" وفالج شققي، فصار يدعو قائلاً: يا الله إلهي، هبني القدرة أنأقوم بقرض بعض الأشعار لأبرهن للدنيا، أنني لست في آخر الناس. ولست أدنى ممنيحتقرني ويؤنبني.‏
في الثاني من شهر تموز 1866 ذهب برعاية أمه إلى بروكسيل. وهنا لعب القدر دوره، فإن وزارة الثقافة، التي لم تعره اهتماماً في عنفوانه، أشفقتعليه ودفعت عنه جميع أجور المشفى، الذي قضي فيه ثلاثة عشر شهراً. وهو على العموممشلول. وجاءت إليه السيدة مانية على فترات تعزف له من معزوفات ريشار واغنز (موسيقيألماني شهير وهو الذي ألف الموسيقى الألمانية 1813-1882) عساها تخفف بعض ما يعاني.‏
وفي صباح 31 من شهر آب 1867 توفي عن عمر 46 عاماً ودفنته أمه في مقبرة مونبارناس (هي في وسط باريس المنطقة 14) حيث لا يزال إلى جوار زوج والدته الجنرالأوبيك.‏


مراحل حياة بودلير‏
-عام 1821:‏ولد شارل بيير بودلير، فيالتاسع من شهر نيسان في باريس، وكان عمر والدته 62 عاماً. مات أبوه بعد ستة أعواممن ولادته.‏
- تدعى والدته كارولين دوفايي وعمرها 34 عاماً. تزوجت ثانية بجنرالأوبيك عام 1828.‏
-عام 1841:‏أرسلته عائلته في سبيل تهذيبه إلى الهند. توقف عند جزر الروينيون وعاد إلى فرنسا. وبعد مدة طويلة انتهى به الأمر إلىالاقتران بجان دوفال Jeanne Duval وأصيب بالزهري.‏
-عام 1844:‏لما كانتوالدته غير مطمئنة لسلوك ابنها، طلبت عقد مجلس قضائي ووضع بودلير تحت وصاية كاتببالعدل، فحاول الانتحار في العام التالي.‏
-عام 1846:‏اختص بودلير بأعمالنقد فنية، بعد نشره الصالون الأدبي عام 1845.‏
-عام 1848:‏قلبت الملكية،وتطوع بودلير في الثورة، وذهب شاهراً سلاحه في يمينه، مطالباً بقتل زوج أمه الجنرالأوبيك. ومن ثم بدأ أدغاربو Edgar poe (كاتب أمريكي 1809-1849) بكتابة ترجمة حياته.‏
-عام 1855:‏أخذ ينشر في هذه الآونة في مجلة العالمين Alas deux mondes ثماني عشرة قصيدة بعنوان: أزاهير الشر".‏
-عام 1857:‏فرح بودلير كثيراًبنجاح قصائده: (أزاهير الشر، واستفاد المؤلف والناشر. للأسف أقيمت دعوى ضده بسببالإساءة إلى الأخلاق الفاضلة. وعلى الرغم من مساندة غوستاف فلويير (1821-1880) وفكور هوغو (1802-1885) حكم على بودلير.‏
تأثر بودلير كثيراً من مرض الزهري،فأخذ يلتهم وبكثرة الأفيون والأيتير ثم بدأ في بداية عام 1858 ينشر الفردوسالمصطنع.‏
-عام 1861:‏على الرغم من مرضه، أنتج بودلير كثيراً، ونشر الطبعةالثانية من أزاهير الشر، بالإضافة إلى سلسلة نثريات، ومشروع سيرة حياته الذاتيةبعنوان: "قلبي المعرى".‏
-عام 1867:‏ -بعد إقامة في بلجيكا خيبت آماله (1846-1866) شل لسانه وجسمه فعاد إلى باريس ومات في 31 آب 1867.‏
-عرف بودليربطول باعه، وأصبح مثال الشاعر الكريه للأجيال التي جاءت بعده.‏
-لو تأثر الشاعربرسامي عهده لإبداع.‏
-لم يكن ميالاً للسياسة، باستثناء تطوعه مدة جد بسيطة فيالثورة عام 1848.‏
-غير سكنه في باريس 44 مرة، وأصبح عارفاً لجميع أحيائها.‏
-على الرغم من كون فكتور هوغو سيد القصيدة الفرنسية، كان بودلير يمدحه ويكرهه.‏
-كتب بودلير لريشار واغنر الموسيقى الألماني الشهير: إني مدين لك بأحسن متعةموسيقية سمعتها في حياتي.‏
عن العدد 185 لشهر شباط 1991‏
من مجلة لير Lire الفرنسية‏