عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2017, 11:39 PM
المشاركة 77
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

لغة أخرى للحب..

تقف أستاذته بجانبه لتعلمه لغة الإشارة لكنها سِرا كانت تبوح له بمكنونات قلبها، لم يكن ليسمعها لكنها كانت تحاوره بأوتار روحها، بتراتيل أحبال صوتها لتصل إلى أحاسيسه المشتعلة مخترقة حواجز الطبيعة التي غَلقتْ عليه في سجن الصمت المطبق، يبتسم ابتسامته العريضة و هو يسترق النظر إليها خلسة مرة تلو الأخرى ليشعرها أنه طالما قرأَ ذلك الإعجاب في عينيها.
يمنحها تلك الشحن من حبه في دمعة مترقرقة وسيلته المثلى المعبرة عن لواعج نفسه، تنصتْ إلى ذلك السكون الموسيقِي الحالم فتنتزعه بين شفتيه انتزاعا، تتفجر ينابيع الشوق من كل حدب و صوب متسربة في مجرى الصمم فيُحدث رعشة لا إرادية على ملامح وجهه العاشق ليصرخ بأدق لغات البكم ليقول لها
أحبك..
تتمتم بدورها
آه .. و أنا كم أحبك ..!!
تحتضنه بنظرة مسترسلة احتضانا...
تهمس في روعه همسا
أمواجٌ من المشاعر تتلاطم ..
ترى حبه كشلال نهر من عينيه ينهمر ..
تصرخ ..
حبنا يا أحمد لا يـــُــكتم و لا يُهزم ..
يسري الخبر بين الأساتذة و الطلاب في تلك المدرسة الفريدة لذوي الاحتياجات الخاصة عن علاقة نمت بين معلمة تُــدرس الموسيقى و لغة التواصل و طالب أبكم في مثل سنها ..
يقرر الجميع التوجه إلى أهل الفتاة ليطبلوا يدها و يسقوا بذرة هذا الحب النادر الذي أصبح حديث العام و الخاص في مجتمع لا يعترف البتة لمثل هؤلاء بهكذا علاقة
فيرد عليهم أب متعجرف بجواب حاسم..
و كيف لي أنْ أوافق على طلبِ شاب أخرس ,, !؟
اذهبوا و لا تعودوا إلى هنا أبدا
فابنتي لم تخلق لترتبط بمثل هذا "المعوق"