عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2011, 03:35 PM
المشاركة 73
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السؤال : السلام عليكم استاذي الفاضل ..


لقد قرأت موضوعكم بدقة وتابعت البراهين والدلائل التي قدمتها ولك ألف شكر مني على هذا الجهد ..

ولكن اسمح لي بهذا التعقيب على ما ذكرتم من نقاط :





لقد ذكرت انه من الخطأ أن يتم عد الكلمات التي تتكون منها القصة ؟ فلماذا اشرت لنا بعدد الكلمات التي تتكون منها القصة ؟؟

كما ذكرتكم أنه لا يجوز لكاتب القصة أن يقيد فكره بعدد الكلمات أو السطور التي تتكون منها القصة ، وان الكاتب له عين صقر وتجربة ؟؟حسناً أستاذي الفاضل .. ألا ترى بأن عين الصقر هذه تكمن العبقرية فيها ( بالاختزال ) الفكري .. أي كتابة نص صغير جداً يحمل فكرة كبيرة ، وهذا النوع من الكتابة ، لايقوى عليه مستجد بحمل القلم ؟

وسواء كانت القصة القصيرة من الإبداع الأوروبي والذي وُجد (للتسلية ) كما قلتم ، فلماذا أخذت القصة القصيرة مكانة كبيرة في المسابقات الأدبية العالمية في هذا الزمن ؟
ثم أن محطة ال بي بي سي العربية التي تبث من لندن ، تجري مسابقات للقصة القصيرة باستمرار ، وأول شرط للقصة هو : ألايتعدى حجم القصة خمسة أسطر !! وهناك أساتذة كبار كشأنكم يشرفون عليها ! ويلاقي هذاالنوع من القصة القصيرة رواجاً كبيراً في أوروبا والعالم أجمع .
ومن وجهة نظري الشخصية ، القصة القصيرة ليست مجرد سرد مواقف عابرة ! القصة القصيرة إن خلت من حكمةأو نصيحة ، فلا حاجة لكتابتها .
وأنا أرى أن القصة القصيرة هي أصعب ما يكون في أدبنا العربي ! فهي تـُطلعنا على قدرة كاتب الفكرة بالاختزال !
وهذا هو الهدف من القصة القصيرة ، الاختزال في القول أو كما نقول خير الكلام ما قل ودل ! وبنفس الوقت ، يجب أن تكون القصة مقنعة للقارئ ، تحمل رمزية كبيرة في أعماقها ، ومن هنا جاءت المنافسة بتحديد عدد السطور للقصة القصيرة ، فالرواية أمر سهل بالنسبة لي ،وأنا أقول هذا الكلام لأني اعتبر نفسي من كـُتاب القصة القصيرة ، وأقوم بتدريسها للطلاب الجامعيين وأجري مسابقات لهم من فترة لأخرى ، ومن هذا المنطلق كان لا بد من الرجوع إلى من هو أضلع مني في التجربة للاستشارة والاستفسار .
فهل توافقني



فهل توافقنيالرأي ( خمسة سطور لا أكثر ) ... هناك نموذج وضعته لكم أستاذنا في قسم القصصوالمسرح .


رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير .












------------------------------------------------------------------------------------------------


الأديب الكريم نصري عاهد المحترم



يسعدني ويشرفني أن تكون مناقشتي مع أديب أكاديمي نفخر به نحن معشر الأدباء الهواة ، وأحاول قدر الإمكان أن أكون على مستوى مقبول من المناقشة وتبادل الخبرات . .


أما عن عدد الكلمات ، فليس المقصود من طرفي أن أعدها ، ولكني قصدت أن أقول أن القصة القصيرة جداً من الممكن أن تكون بعدد كلمات كذا وكذا بشرط ألا تخرج من عباءة هذا الفن (الفكرة والسرد وقفلة النهاية وعلاقة القصة بعنوانها والإيجاز والبلاغة .. إلخ).

أما عن فكرة أن نحدد القصة بعدد كلمات لا تتجاوزه ، فهذا لابأس به ولا ضرر منه بشرط أكيد ألا يكون ذلك ملزماً لهذا النوع من القص، ولو طلبنا من طلابنا تكوين قصة قصيرة متكاملة تحوي جميع مايلزم من عناصر متعارف عليها ولا تتجاوز الخمسين كلمة ، فهذا شيء جميل وتحريك للفكر الأدبي للطالب وتحدِ له أن يفكر ويؤلف قصة بهذا الشكل ، وفي هذه الحالة فأية كلمة زائدة عن العدد المطلوب لن تكون مقبولة ، بل وغير مسموح بها ، كما أنه من الممكن ألا نسمح لطلابنا بإنقاص أية كلمة كذلك ، فنطلب منهم مثلاً أن تكون القصة بعدد خمسين كلمة لا تزيد ولا تنقص ، وفي ذلك تحدٍ أكبر ، وأنوه هنا بأن المرجع يجب أن يكون بعدد الكلمات ومن الصحة أن تعد الكلمة والحرف ولا يعد حرف العطف وكذلك لا تعد الفاصلة ولا النقطة ،(يجب أن يوضع القانون ليكون الجميع سواسية) ، وفي كل ذلك تحد أدبي جميل مناسب لأي أديب بالطبع ، أما أن يكون المرجع هو بعدد الأسطر فهذا شيء غير مقبول بسبب تباين الأحجام بين الكتاب وبين الرجل والمرأة ، وهذا شيء شخصي لا مجال للسيطرة عليه ، وإذا أردت أن تجعل المرجع بعدد الأسطر فيجب تحديد عدد الكلمات في السطر الواحد.

جاء في مداخلتك أيضاً أن الرواية أمرها سهل (من ناحية التفكير الأدبي وكيفية خلق هذه الرواية) ، وتعليقي هنا بأن الرواية قد تكون سهلة بدرجة معينة ، ولكن الرواية الجميلة المؤثرة التي تفيد الأجيال وتترسخ في الأذهان على مر الزمان هي رواية صعبة ، لا شك في ذلك ، وهي تحتاج إلى جهد تفكير قد يطول لأعوام ، ومن ثم تنفيذ قد يطول لعام أو أكثر .

عزيزي . .

أرجو أن تكون أجوبتي خفيفة على القراء الأحبة ، وأرجو أن تكون هذه الأجوبة قد غطت ما يجب من البحث المشوق . .

تحياتي لك واحترامي . .
دمت بصحة وخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **