عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2013, 07:50 PM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س1: متى ظهر هذا النمط الشعري ، ومن هو رائد هذا الفن في العربية؟

هو نمط جديد في الشعر العربي كتب عليه شعراء القرن العشرين بفعل التقارب الحضاري بين العرب و الغرب الأوروبي و هو ليس أصيلا بل يعد من الأشكال المستحدثه التي تهدف إلي التجديد كما فعل أشياعهم من عرب الأندلس في إضافة الموشحات و العرب الذين تأثروا بالدووبيت الفارسي.
و لا يُعرف على وجه التدقيق تأريخ أول قصيدة من شعر التفعيلة في الشعر العربي(1)، إلا أن أول من عُرف بهذا الفن هو الأديب الكبير علي أحمد باكثير(1328 هـ - 1389 هـ) ، ( 1910 - 1969 م) صاحب رواية (وا إسلاماه) الشهيرة ، وهو صاحب المحاولة الأولى المعروفة صاحبها (...
ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي ...)(2)، ثم اشتهر هذا الفن على يد كلِّ من نازك الملائكة و بدر شاكر السياب .

و سنذكر شهادات تثبت ريادة علي باكثير لهذا الميدان:
( ... يقول بدر شاكر السياب :

و إذا تحرينا الواقع وجدنا أن علي أحمد باكثير هو أول من كتب على طريقة الشعر الحر في ترجمته لرواية شكسبير روميو وجولييت التي صدرت في كانون الثاني عام 1947م بعد أن ظلت تنتظر النشر عشر سنوات، كما يقول المترجم...)مجلة الآداب العدد 6 السنة الثانية، يونيو 1954م .
رفعت سلام:
ويبدو أن هذه المسرحية الشعرية الوحيدة في إنتاج باكثير المتراكم (مسرحية إخناتون ونفرتيتي) هي إنجازه التاريخي من وجهين أساسيين: الأول أنها الريادة الأولى في المسرح الشعري العربي في تطوره الجديد، بشكلها الشعري الجديد الذي حققته، والذي كا متجاوزاً للمناخ الثقافي الذي صدرت خلاله. والثاني أنها العمل المسرحي الشعري الأول الذي تحقق فيه –نسبياً بناء الشخصيات الداخلي.
المسرح الشعري العربي -الهيئة المصرية العامة للكتاب- 1986م.

الدكتور/ عبدالعزيز المقالح :
ولن أتردد في القول بأن هذه الشروط الأربعة (التي حددتها نازك الملائكة) لا تنطبق على أحد من الرواد، أو على من اصطلح على تسميتهم برواد القصيدة الجديدة، كما تنطبق على الشاعر علي أحمد باكثير، وبغض النظر عن الاستجابة الفورية، وكتابة المقالات المؤيدة أو المستنكرة، فإن تجربة باكثير رائدة ومثيرة بكل المقاييس وتحت كل الشروط، وهي لم تكن مقصورة على قصيدة أو قصيدتين أو حتى ديوان من الشعر يضم بعض القصائد، وإنما هي تجربة كبيرة تتمثل في عملين فنيين كبيرين أحدهما مترجم وهو روميو وجولييت والآخر عمل إبداعي وهو إخناتون ونفرتيتي وهما من حيث الحجم وكم الشعر يزيدان عن كل ما قدمه السياب ونازك من قصائد جديدة منذ بدأت ريادتهما في سنة 1947م إلى أوائل الخمسينيات.
باكثير رائد التجربة وبطل الإنقلاب في الشعر المعاصر
مجلة )العربي (العدد (307) رمضان 1404هـ - يونيو 1984م



الدكتور: عبدالله محمد الغذامي :
وكما استخدم باكثير البحر المتدارك (مسرحية إخناتون) استخدمه في قصيدة حرة له نشرت في مجلة الرسالة سنة 1945م بعنوان "نموذج من الشعر المرسل الحر" ولعل نازك الملائكة قد جارته حينما كتبت قصيدتها الحرة (الكوليرا) سنة 1947م حيث أنها على نفس الوزن ووصفتها الشاعرة بأنها شعر حر.
ولعلنا نعطي باكثير بعض حقه علينا إذا نحن نسبنا إليه الفضل في إشاعة استخدام هذا البحر في العصر الحديث حتى صار هذا البحر هو الوزن السائد في الشعر المسرحي وأكثر من استخدامه صلاح عبدالصبور وعبدالوهاب البياتي في مسرحياتهما الشعرية مثلما صار من أكثر الأوزان شيوعاً في الشعر الحر .. لدى شعراء كبار مثل نزار قباني ومحمود درويش وأمل دنقل وغيرهم.....
وباكثير هو أول من أخذ بنظام الجملة الشعرية في المسرحيات الأصلية –غير المترجمة- ونعني بذلك قيام الشعر على وحدات موسيقية تتجاوز البيت الواحد إلى أبيات عدة متماسكة في مبناها ومعناها، وقد سماها باكثير في مقدمة مسرحية إخناتون ونفرتيتي (الجملة التامة) ويشيع اليوم تسميتها بالجملة الشعرية.
من مقدمته لكتاب : علي أحمد باكثير ، حياته ، شعره الوطني والإسلامي
تأليف الدكتور / أحمد عبدالله السومحي ، النادي الأدبي الثقافي - جدة - الطبعة الأولى 1403هـ 1982م


الدكتور: أحمد شمس الدين الحجاجي
وتعد تجربة باكثير في المسرح الشعري تجربة رائدة. وبالذات في ميدان الشعر، وربما كان مرد ذلك إلى أنه دخل ميدان المسرح أولاً ثم استخدم فيه الشعر. وهذا ما أداه إلى أن يقوم بتجربة شجاعة تواجه عمود الشعر القديم وتكسره وتستبدل به بنية جديدة. ولو كان باكثير شاعراً من الشعراء المعروفين لخاف من التجربة. وربما أحجم عنها، ولكنه كاتب مسرحي وهذا ما يدفعه إلى التجريب ملتقياً مع طبيعة المسرح العربي المتجهة نحو التجربة وفتح آفاق جديدة لها. وكانت تجربته في هذه المسرحية في الأداة نفسها.
المسرحية الشعرية في الأدب العربي الحديث
كتاب الهلال - العدد (538) جمادى الأولى 1416هـ - أكتوبر 1995م



الدكتور/ عزالدين إسماعيل
وهنا تبرز أهمية استكشاف باكثير فكرة الاقتصار في المسرحية كلها على وزن واحد، واستخدامه لوزن من أكثر الأوزان الشعرية مرونة، وهو وزن المتدارك. فقد نتج عن هذا القضاء نهائياً على نبرة الموسيقى الصارخة في الحوار، واستطاعت الشخصيات أن تعبر عن نفسها، وعما يمور فيها من أفكار ومشاعر يفجرها الموقف أو يستدعيها تعبيراً حياً وصادقاً؟ وباختصار نقول: إن الشعر على هذاالنحو قد صار أخيراً في خدمة الموقف الدرامي، لا العكس .
مسرح باكثير الشعري
مجلة (المسرح) العدد 71 – أبريل 1970م


الدكتور/ نذير العظمة
لقد ألقى النقاد ضوءاً كافياً على إسهامات العراق وما يزال كثير من الدارسين يعتقد خطأ أن ظاهرة الشعر الحر هي من إنجاز المدرسة العراقية وحدها وهو بعض الحقيقة لا الحقيقة كلها، إلا أن ريادة هذا النوع الشعري ليست لنازك الملائكة ولا لبدر شاكر السياب كما يعترف هو نفسه في واحدة من مراسلاته لمجلة الآداب البيروتية 1954م، بل لعلي أحمد باكثير وهو شاعر مسرحي من حضرموت من الجزيرة العربية.
عن كتاب: مدخل إلى الشعر العربي الحديث - دراسة نقدية
كتاب النادي الأدبي الثقافي بجدة - الطبعة الأولى - شعبان 1408 هـ - أبريل 1988م


عبدالله الطنطاوي
هكذا نخلص إلى أن الرائد الأول للشعر الحر هو علي أحمد باكثير، لأنه أول من استخدم التفعيلة في البيت، واكتشف البحور الصافية وميزها من غيرها من البحور المزدوجة التفعيلة، كما اهتدى إلى صلاحية بعض البحور للنظم المسرحي دون بعض.
مع رواد الشعر الحر
مجلة (الآداب ) العدد التاسع - السنة 17 - أيلول (سبتمبر ) 1969م ...) (3)

أحمد فضل شبلول
( ...وقد بدأت شرارة هذا الشعر في الانطلاق عندما تحدى باكثير أستاذه الإنجليزي الذي كان يدرس له مادة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة فيما بعد) فكان هذا الأستاذ يرى أن اللغة الإنجليزية اختصت بالبراعة في الشعر المرسل وأن الفرنسيين حاولوا محاكاته في لغتهم فكان نجاحهم محدوداً، وأن اللغة العربية لا يمكن أن ينجح فيها هذا اللون من الشعر، فما كان من باكثير إلا أن قال له:
" أما أنه لا وجود له في أدبنا العربي فهذا صحيح، لأن لكل أمة تقاليدها الفنية، وكان من تقاليد الشعر العربي التزام القافية، ولكن ليس ما يحول دون إيجاده في اللغة العربية، فهي لغة طيعة تتسع لكل شكل من أشكال الأدب والشعر" .
فنهره أستاذه وقال له:
-كلام فارغ،
- ثم لجأ باكثير إلى النسخة الإنجليزية من مسرحية " روميو وجولييت " لشكسبير فتخير منها مشهداً فعالجه بالشعر المرسل ثم ترجم المسرحية كلها وتبين له أنه اختار البحور المتحدة التفاعيل التي تستوي تفعيلاتها كالكامل والمتدارك والمتقارب، أما البحور التي اختلفت تفعيلاتها فلم يخترها تلقائياً، وكانت هذه أول تجربة له في الشعر المرسل...)
علي أحمد باكثير ابتكر الشعر الحر ثم انصرف إلي النثر
رابطة أدباء الشام (مجلة إليكترونية تصدر من لندن - بريطانيا ) 15-1- 2005م


الدكتور/ محمد أبوبكر حميد
(... ويروي باكثير قصة اكتشافه لهذا النمط الشعري الجديد للمسرح في مقدمة ترجمته لروميو وجولييت فيقول: اتفق ان جاء الوزن في بحر المتقارب دون أن أعي ما ينطوي عليه ذلك من دلالة. ثم مضيت في عملي مرسلا نفسي على سجيتها من اختيار ما يناسب المقام من البحور والأوزان، فاكتشفت بعد لأي أن البحور التي تصلح لهذا الضرب الجديد من الشعر هي تلك التي كانت تتكون من تفعيلة واحدة مكررة كالكامل والرجز والمتقارب والمتدارك والرمل، لا تلك التي تتكون من تفعيلتين مختلفتين كالسريع والخفيف، البسيط والطويل فإنها لا تصلح).
ويرى الدكتور عز الدين إسماعيل أن باكثير قد تجاوز من ذلك ما عرفه شعراء (مدرسة الديوان) في الثلاثينات فلم يكتف بالتخلص من رتابة القافية المتكررة، بل حطم البيت الشعري نفسه واستبدلها باصطلاح وحدة التفعيلة (مجلة المسرح عدد 70، 1970م) ومن خلال ذلك اتضح لباكثير أنه ليس كل الأوزان الشعرية تصلح لهذا الشكل الجديد في الأداء الدرامي، وأن الأصلح فقط هو ما تجانست تفعيلاته، وقد أدرك باكثير أن ذلك يتم دون الالتزام بعدد ثابت من التفعيلات، لأن الجملة الحوارية قد تطول وقد تقصر حسب الموقف.
وعلى هذا الأساس أدخل باكثير فكرة الجملة الشعرية المنطلقة بدلاً للبيت الشعري المغلق، نتيجة لرفضه أن يكون الشعر المقفى لغة صالحة للمسرح. ويبرر عدم صلاحية الشعر المقفى للمسرح بأنه يستند إلى البيت الكامل كوحدة مستقلة عن سابقه وعن لاحقه، فذلك يجزىء الوحدة التعبيرية ويقطعها إلى وحدات متساوية مستقل بعضها عن بعض، دون مراعاة لاختلاف الجمل المسرحية في الطول والقصر...)
الأديب علي أحمد باكثير _ رابطة أدباء الشام -6- 11 - 2004 م

_____________
(1)يشير بعض الباحثين إلي وجود نصوص ذات بال في مجال المحاولات المعتبرة في ريادة الشعر التفعيلي تعود إلي سنة 1921م و سنبحثها لاحقا.
(2):علي أحمد باكثير ، ويكيبديا الموسوعة الحرة.
(3):موقع ( علي أحمد باكثير) بإدار الدكتور / عبدالحكيم الزبيدي. http://www.bakatheer.com/index.php


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا