الموضوع: كلماتٌ عارية!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
9650
 
محمد الشهري
كاتب وأديـب سعـودي

محمد الشهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
297

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة

رقم العضوية
7474
11-11-2010, 09:51 PM
المشاركة 1
11-11-2010, 09:51 PM
المشاركة 1
افتراضي كلماتٌ عارية!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الكلمات هنا عارية
ورائحة الخبز الأبيض
تملأ المكان..
تحدّق بين الصمت والصخب
تمارس الانشطار والاحتضار
وعلى ناصية الشفاه
تقف امرأة تنظم لؤلؤاً
تحت ظلال تفاحها..
الحب نهرها ومصباحها..
لاشيء أعذب من صباحها
ففرقٌ بين الصُدْفةِ والصَدَفَةِ!!
هكذا علّمنا القدرْ
وهكذا عرفتُها أنثى المطرْ..
على ضفاف جُرح ٍ مبحوح
تصرخ الأغنيات بصوتٍ مذبوحْ
فعيناها وطن بين الجنة والنار
شفتاها كوكبٌ خرجَ عن المدار !!
آهٍ يا سيدتي لو يعلمون ..
عن جغرافيّة الجسد وخارطة الأسرار
عن تاريخ النهد وأغلال الأسوار!
عن شجرة الليل وحلم الأطفال
عن أبجديات السأم المحشو بالأوهام
عن عشب أسمر تقضمه الأمطار!!
تعرفين سيدتي من أين يؤكل الجنون؟
لحظة لأعيد ردائي فوق كلماتي
وأدثّر أطرافي فمازالت أحرفي عارية
قد تلفحها الريح
وأنتِ العاصفة
لنعود للجنون ..
وننفض عن جسدينا غبار الأيام
ونفايات الأحلام!
أعلم أنك ِ دكتاتورٌ من حرير
ماذا لو اشتهتْ كلماتي
أن تظل هكذا عارية؟
أو لم تجد لها قميصاً يواري سوءتها
أو وطناً يعبر أرصفتها؟
ستبقى هكذا أحلامي وطن؟
يا طفلة القمر والريح
لا تجيبي
ما عاد شيء في الأوطان يغريني
فكلهنّ رمادٌ والرمادُ تذروه الريح!!
كوني كما تشائين
عاصفة تحرق العراء
تأكل الصمت والهمس!!
ولكن لا تُبقي وجعي دون رداء
كوني كما تشائين ..
باروداً محشواً بالزهر ِ
أو أنشودة أقضمها تحت المطر ِ
لكن لا تدعي كلماتي عارية
واجلدي الضوء واقمعي الشمس!
ودعيني أُرابط بين نهرين مفترسين
أقصد هِرّين مفترسين..!
ألم أقل لك أن كلماتي عارية..
لا يهم..
فأنا أكره النهار
جسد كلماتي
أخشى أن تأكلها أوراق الريح
والشمس لا تخبئ أحداً !!
فهي تؤمن بالسطور الجارحة..
ولكن ثمّة وطن آخر..
اسمه الليل..
مازال يتضجّرُ منك سيدتي
لم تجدي لنا وطناً فيه..
أم أنّك ِ مازلتِ تنظمين التفاح
تحت وهج عينيك..
حتى موعد انبلاج الصدَفَةِ !
تعالي فالشتاء لا يخضع لشرعية
الصُدْفَة..
تعاليْ نكتب أنشودتين من دفءٍ وأنين
نعْبرُ بهما قافلة الريح والعراء..!
وقصائد ملوّنة تحيا فوق أجفان الليل
قد تجد لكلماتي جسدٌ يسترها هذا المساء!

محمد الشهري