عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2013, 08:11 PM
المشاركة 1067
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- يستطيع قارئ أعمال غالبهلسا أن يجد جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية الأردنية في عدد من رواياته, لكنالعمل الأضخم, والأهم في نتاجه الإبداعي الذي خصصه للأردن هو- في اعتقادي- روايته <<سلطانة>>
- ففي هذه الرواية نستطيع- ببساطة, ومن خلال معرفتنا بتفاصيلحياة غالب قبل رحيله النهائي عن الأردن منتصف الخمسينيات- اعتبار شخصية غالب متجسدةفي شخصية جريس.
- ولذا فإن القول بأن هذه الرواية تنطوي- أكثر من سواها- على شكل مامن <<سيرة>> غالب في الأردن, يجد ما يبرره.
- ورغم أن الرواية- كما يقولالراوي- هي رد على سؤال عزة (حبيبة جريس في القاهرة) عن سبب رحيله عن الأردن وعدمعودته إليه, الأمر الذي جعله يستعيد هذه الحياة كلها, إلا أن القارئ سرعان ما ينسىعزة والقاهرة, ويندمج في أجواء أردنية, بدءا من قرية ماعين, وصولا إلى عمّان بكلتفاصيل الحياة فيها.
- مفاصل من هذا العمل الضخم, تكشف انها عبارة عن سيرة>> غالب من جهة, وعن سيرة المجتمع من جهة ثانية.
- الرواية تصور طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسيةفي الأردن, خلال المرحلة التي تتناولها الرواية, وهي مرحلة تمتد من ثلاثينيات القرنالعشرين حتى منتصف الخمسينيات منه. كما ستركز هذه الدراسة على التحولات العميقةالتي شهدتها هذه المرحلة, من خلال نماذج وشخوص مما حشدته الرواية.
- بعض ما كتبه غالب- في كتاباته غير الروائية- عن قريته, وعن عائلته وقبيلته, وعن مدرسته الداخلية, وسواها مما يمكن أن يضيء تفاصيل هامة من هذه الرواية. ففي حديثه عن القرية, وهو غالبا ما يأتي ضمن سياقات من الحنين والتذكر, لا التأريخ والتوثيق, يكتب غالب, في دراسات ومقالات كثيرة, أشخاصا وحوادث ووقائع تتقاطع مع شخوص وحوادث ووقائع الرواية التي نحن بصددها.
- - جريس يجسد غالب في رواية سلطانه لأنه يلتقي معه في أمور عدة: نشأ في ماعين, ودرس فيالمطران, ثم سافر إلى بيروت ليدرس في جامعتها الأمريكية.. وكما يقول جريس نفسه <<عشت في مدن كثيرة: عمان, دمشق, بيروت, القاهرة, بغداد, أديس أبابا, برلين, وتونس و.. أحببت نساء في كل هذه المدن, ولكنني لم أعرف قط وجها أثارني وظل يلاحقنيكوجه سلطانة في تلك اللحظة>>
- أما سلطانة فهي, كما تبدو لنا في الرواية, أكثر من امرأة طبيعية أو حقيقية. ورغم كل شيء سنتعامل مع الجانب الواقعي منها, كأنثى أولا , وبوصفها عنوانا من عناوين التحول من المجتمع الريفي إلى التجارةوالحياة في المدينة, وصولا إلى ما مثلته في عمليات المتاجرة والتهريب إلى إسرائيلالناشئة حديثا آنذاك, خصوصا في تهريب الماس والمتاجرة به.