عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2013, 09:05 AM
المشاركة 74
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقد بدأت التجريب لكتابة قصة من واقع ما تعلمته هنا وهي اول محاولة جدية لي للكتابة التي يمكن وصفها بالخرافية السحرية :



هذه هي الفقرة الاولى من القصة وسوف اعود لادراجها حال انجازها، بشكلها النهائي.




قصة من الخيال السحري



ذلك الشيء


هناك، بعيدا جدا، في مجرة أخرى تسبح في هذا الكون الواسع منذ الانفجار الكبير، وعلى بعد 500 مليون سنة ضوئية من كوكب الأرض، كانت الحياة تدب هناك بكل همة ونشاط وعنفوان على ظهر واحد من أجمل الكواكب المسكونة في هذا الكون الفسيح الذي لا يُعرف له حدود.


كان كوكبا ساحرا...اسماه أهله كوكب "نيسان". سطحه أشبة بلوحة فنية أبدعتها ريشة فنان. سهول واسعة غنية بتربتها الخصبة ذات اللون الأحمر القاني. جبال راسية متعددة الارتفاع بعضها شاهق كأنه يناطح الساحب، تكسو قممها الثلوج على مدار ألأيام. غابات كثيفة بعض أشجارها عالية كأنها تعانق النجوم. انهار عديدة متدفقة تمتاز بشلالاتها التي تخلب الأبصار. ينابيع حارة متفجرة وأخرى تنساب مياه باردة عذبه رقراقة. مراعي خضراء على امتداد البصر، وأشجار مثمرة، وأزهار بألوان الطيف بل هي أجمل من ذلك بكثير.


أما ابرز ما كان يميز ذلك الكوكب الصغير فهو النهر الأزرق المتعرج الكبير، الذي كان يمتد من الشمال إلى الجنوب ويكاد يقسم الكوكب إلى نصفين متساويين، شرقي وغربي ..وهو ما سهل على أعظم ملوك كوكب نيسان تقسيم مملكته إلى مملكتين يفصل بينهما ذلك النهر العظيم، عندما أحس بدون اجله.


كان ذلك منذ ألف، ألف عام أو يزيد، حينما جمع الملك العظيم حاشيته ووزراؤه، وجلس إلى يساره ابنه البكر ضرغام، وكان عندها طفلا في سن العاشرة، بينما جلس ابنه الاخير سلام ابن السابعة إلى يمينه.

كان ذلك منذ ألف، ألف عام أو يزيد، حينما جمع الملك العظيم حاشيته ووزراؤه، وجلس إلى يساره ابنه البكر ضرغام، وكان عندها طفلا في سن العاشرة، بينما جلس ابنه الأصغر، سلام، ابن السابعة إلى يمينه.

وعندما ظهر أن المرض قد اشتد على الملك، واقترب الأجل المحتوم، أنصت الجميع ولم يكن احد يتحدث إلا همسا، بينما تحدث الملك بصوت مرتجف اختلط بأنين مسموع، وكان متقطع غير مفهوم من شدة الآلام...

كان جليا للجميع بأن الملك أراد أن يقول شيئا مهما بل شيئا مهولا قبل أن يلفظ آخر أنفاسه، فتعمق صمت الحضور، وأنصت الجميع بمزيد من الاهتمام و الانتباه، وتسمرت عينوهم على شفتيه التي أخذت تتباطأ في حركتها. كانوا يراقبون حركتها المرتجفة بتركيز شديد لعلهم يفهمون ما يقول.

كان الملك قد بدأ يقص عليهم أسطورة كان قد توارثها ملوك ذلك الكوكب جيلا بعد جيل، عن جدهم الأول والذي عرف بحكمتة ورجاحة عقله، وبدا أن في الأسطورة نبؤه ، بل فيها تحذير من خطر داهم، مزلزل، وشديد، قادم من باطن الأرض أو ربما من السماء.

كان الملك قد بدأ يحدث الحضور ويصف لهم ذلك الشيء الذي سيؤدي إلى تدمير الكوكب وانتهاء الحياة عليه...ولكن القدر عاجله، ولفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يكمل حديثه...فظل سر ذلك الشيء وخطره المحدق ماثلا في قلوب وعقول سكان ذلك الكوكب.

في اليوم التالي نصب سكان الكوكب أبناؤه الأيتام، الكبير ضرغام ملكا على المملكة الغربية، بينما نُصب ابنه الصغير سلام ملكا على المملكة الشرقية. وتشكلت مجالس للحكم في كل مملكة، أشرفت على تعليم وتدريب الملوك الصغار، وخصصوا لهم مدرسيين في كل المجالات والميادين. فشب الأمراء الأيتام أقوياء الجسم أصحاء العقول، وما لبثوا أن أصبحوا أهلا للحكم.

وما أن تولى ضرغام الحكم ورغم انشغاله في أمور مملكته، ألا أن اهتمامه الأول كان يدور في فلك ذلك الشيء الذي يهدد الحياة على الكوكب. فبادر إلى جمع مجلسا من الحكماء، وطلب منهم أن يشيروا عليه؟ فأشاروا عليه ببناء فلك طائر عظيم حتى إذا ما اقترب خطر ذلك الشيء، ركبوا فيه وطاروا إلى كوكب آخر..
وهكذا اصدر الملك ضرغام ملك المملكة الغربية أوامره بتسخير كل المصادر لبناء ذلك الفلك العظيم...وأصبح سكان المملكة الغربية يعملون ليلا نهار، يبنون المصانع، ويسخرون كل امكانتهم وموجوداتهم لبناء ذلك الفلك الطائر العظيم لعله يكون خلاصهم من ذلك الشيء.

وفي سبيل تحقيق غايتهم المنشودة، أهمل سكان المملكة الغربية الأرض، وعزفوا عن الزراعة، والقوا بمخلفات مصانعهم في السهول والأنهار والوديان، وتراكمت سحب الدخان الأسود المنبعث من تلك المصانع في سماء المملكة وأصبحت الغيوم تمطر مطرا اسودا يحرق الأشجار والمزروعات.

في تلك الأثناء كان ملك المملكة الشرقية...................

يتبع،،