عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2010, 11:51 AM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ومن علاماته وشواهده الظاهرة لكل ذي بصر الإنبساط الكثير الزائد، والتضايق في المكان الواسع،
وانها ذبة على الشيء يأخذه أحدهما،
وكثرة الغمز الخفي، والميل بالإتكاء، والتعمد لمس اليد عند المحادثة، ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة.
وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في
الإناء، وتحري المكان الذي يقابله فيه.
ومنها علامات متضادة، وهي على قدر الدواعي والعوارض الباعثة والأسباب المحركة والخواطر المهيجة، والأضداد أنداد،
والأشياء إذا
أفرطت في غايات تضادها. ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشاءمت، قدرة من الله عز وجل تضل فيها الأوهام،
فهذا الثلج إذا أدمن حبسه في اليد فَعل فِعل النار،
ونجد الفرح إذا أفرط قتل،
والغم إذا أفرط قتل،
والضحك إذا كثر واشتد أسال الدمع من العينين.
وهذا في العالم كثير،
فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما تأكداً شديداً أكثر أنهما جدهما بغير معنى، وتضادهما في القول تعمداً،
وخروج بعضهما
على بعض في كل يسير من الأمور، وتتبع كل منهما لفظة تقع من صاحبه وتأولها على غير معناها،
كل هذه تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه.
والفرق بين هذا وبين حقيقة الهجرة والمضادة المتولدة عن الشحناء ومخارجة التشاجر سرعة الرضى،
فإنك بينما ترى المحبين قد بلغا الغاية من الاختلاف الذي لا يقدر يصلح عند الساكن النفس السالم من الأحقاد في الزمن الطويل ولا ينجبر عند الحقود أبداً،
فلا تلبث أن تراهما قد عادا إلى أجمل الصحبة،
وأهدرت المعاتبة، وسقط الخلاف وانصرفا في ذلك الحين بعينه إلى المضاحكة والمداعبة، هكذا في الوقت الواحد مراراً.
وإذا رأيت هذا من اثنين فلا يخالجك شك
ولا يدخلنك ريب البتة ولا تتمارى في أن بينهما سراً من الحب دفينا،
واقطع فيه قطع من لا يصرفه عنه صارف.
ودونكها تجربة صحيحة وخبرة صادقة.
هذا لا يكون إلا عن تكلف في المودة وائتلاف صحيح،
وقد رأيته كثيراً.

ومن علاماته أنك تجد المحب يستدعي سماع اسم من يحب، ويستلذ الكلام في أخباره ويجعلها هجيراه،
ولا يرتاح لشيء ارتياحه لها ولا ينهه
عن ذلك تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر، وحبك الشيء يعمي ويصم.
فلو أمكن المحب ألا يكون حديث في مكان يكون فيه إلا
ذكر من يحبه لما تعداه. ويعرض للصادق المودة أن يبتدئ في الطعام وهو له مشته فما هو إلا وقت،
ما اهتاج له من ذكر من يحب صار الطعام
غصة في الحلق وشجى في المرء.
وهكذا في الماء وفي الحديث فإنه يفاتحكه متبهجاً فتعرض له خطرة من خطرات الفكر فيمن يحب
فتستبين الحوالة في منطقه والتقصير في حديثه،
وآية ذلك الوجوم والإطراق وشدة الانفلاق، فبينما هو طلق الوجه خفيف الحركات صار منطبقاً
متثاقلاً حائر النفس جامد الحركة يبرم من الكلمة ويضجر من السؤال ومن علاماته حب الوحدة والإنس بالانفراد،
ونحول الجسم دون حد يكون فيه ولا وجع مانع من التقلب والحركة والمشي.
دليل لا يكذب ومخبر لا يخون عن كلمة في النفس كامنة.
والسهر من أعراض المحبين، وقد أكثر الشعراء في وصفه وحكوا أنهم رعاة الكواكب وواصفو طول الليل.
وفي ذلك أقول وأذكر كتمان السر

وأنه يتوسم بالعلامات:
تعلمت السحائب من شؤوني فعمت بالحيا السكب الهتون
وهذا الليل فيك غدا رفيقي بذلك أم على سهري معيني
فإن لم ينقض الإظلام فجراً ألا ما أطبقت نوماً جفوني
فليس إلى النهار لنا سبيل ... وسهد زائد في كل حين
كأن نجومه والغيم يخفي ... سناها عن ملاحظة العيون
ضمير في ودادك يا منايا ... فليس يبين إلا بالظنون





...... يتبع